< سفر راعوث 3

Listen to this chapter • 2 min
[1] وقالَت لَها نُعْمي حَماتُها: «يا ٱبنَتي، إِنِّي طالِبَةٌ لَكِ مكانَ راحةٍ لِيَكونَ لَكِ فيه خَير.
[2] والآن، أَلَيسَ بوعَزُ الَّذي كُنتِ مع خادِماتِه هو قَريبٌ لَنا، وها هُوَذا يُذَرِّي الشَّعيرَ في البَيدَرِ هٰذه اللَّيلَة؟
[3] فٱغتَسِلي وتَطَيَّبي وٱلبَسي رِداءَكِ وٱنزِلي إِلى البَيدَر، ولا تُعَرِّفي الرَّجُلَ نَفسَكِ حتَّى يَنتَهِيَ مِنَ الأَكلِ والشُّرب.
[4] فإِذا ٱضطَجَعَ، فعايِني المَوضِعَ الَّذي يَضطَجِعُ فيه، وٱذهَبي فٱكشِفي جِهَةَ رِجلَيه واضطَجِعي، وهو يُخبِرُكِ بِما يَنبَغي أَن تَصنَعي».
[5] فقالَت لَها: «كُلُّ ما قُلتِ لي أَصنَعُه».
[6] ونَزَلَت إِلى البَيدَرِ وفَعَلَت كما أَمَرَتها حَماتُها.
[7] فأَكَلَ بوعَزُ وشَرِبَ وطابَت نَفسُه وجاءَ لِيَضطَجِعَ عِندَ طَرَفِ كُدْسِ الحُبوب، وأَتَت إِلَيه خِلسَةً وكَشَفَت جِهَةَ رِجلَيه وٱضطَجَعَت.
[8] وكانَ عِندَ ٱنتِصافِ اللَّيلِ أَنَّ الرَّجُلَ ٱرتَعَشَ وٱلتَفَتَ، فإِذا بِٱمرَأَةٍ مُضطَجِعَةٌ عِندَ رِجلَيه.
[9] فقال: «مَن أَنتِ؟» فقالَت: «أَنا راعوتُ أَمَتُكَ، فٱبسُطْ ذَيلَ رِدائِكَ على أَمَتِكَ، لأَنَّكَ ولِيّ».
[10] فقال: «بارَكَكِ الرَّبُّ يا ٱبنَتي، لأَنَّ أَمانَتَكِ الأَخيرَةَ خَيرٌ مِنَ الأُولى، إِذ لم تَسعَي وَراءَ الشُّبَّان، فُقَراءَ كانوا أَو أَغْنِياء.
[11] والآنَ لا تَخافي يا ٱبنَتي، ومَهْما قُلتِ فأَنا أَفعَلُه لَكِ، فقَد عَلِمَ كُلُّ الشَّعْبِ في بابِ المَدينةِ أَنَّكِ ٱمرَأَةٌ فاضِلَة.
[12] نَعَم، إِنِّي قَريب، ولٰكِنَّ لَكِ قَريبًا أَقرَبَ مِنِّي.
[13] فبيتي لَيلَتَكِ هٰذه، وإِذا أَصبَحتِ فقَضى لَكِ حَقَّ القَرَابة، فنِعِمَّا فلْيَفعَلْ، وإِن لم يَشَأْ أَن يَقضِيَ لَكِ حَقَّ القَرابة، فأَنا أَقْضيه لكِ. حَيٌّ الرَّبّ! فنامي حَتَّى تُصبِحي».
[14] فرَقَدَت عِندَ رِجلَيه إِلى الصَّباح، وقامَت قَبلَ أَن يَعرِفَ الإِنسانُ صاحِبَه. فإِنَّ بوعَزَ كانَ يَقولُ في نَفْسِه: لا يَعلَمْ أَحَدٌ أَنَّ تِلكَ المَرأَةَ جاءَت إِلى البَيدَر.
[15] ثُمَّ قال: «هاتي الرِّداءَ الَّذي علَيكِ وأَمسِكيه» فأَمسَكَته، فكالَ لَها فيه سِتَّةَ أَكْيالِ شَعيرٍ وجَعَلَها علَيها، ثُمَّ عادَت إِلى المَدينة.
[16] وأَقبَلَت راعوتُ على حَماتِها فقالَت لَها: «ما وَراءَكِ يا ٱبنَتي؟» فأَخبَرَتها بِكُلِّ ما صَنَعَ إِلَيها الرَّجُل،
[17] وقالَت: «أَعطاني هٰذه الأَكْيالَ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعير، لأَنَّه قالَ لي: لن تَدخُلي على حَماتِكِ فارِغة».
[18] فقالَت لَها حَماتُها: «أُمكُثي يا ٱبنَتي، حتَّى تَعلَمي كَيفَ يَتِمُّ الأَمْر، لأَنَّ الرَّجُلَ لا يَهدَأُ حتَّى يُتَمِّمَ الأَمرَ في هٰذا اليَوم».