< سفر راعوث 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] لِنُعْمِيَ قريبٌ لِزَوجها، ثَرِيٌّ جِدًّا، مِن عَشيرَةِ أَليمَلِك، اِسمُه بوعَز.
[2] فقالَت راعوتُ الموآبِيَّةُ لِنُعْمي: «دَعيني أَذهَبُ إِلى الحَقلِ لأَلتَقِطَ سَنابِلَ وَراءَ مَن أَنالُ في عَينَيه حُظوَةً». فقالَت لَها: «إِذهَبي يا ٱبنَتي».
[3] فذَهَبَت ودَخَلَت حَقلًا فٱلتَقَطت وَراءَ الحَصَّادين. وٱتَّفَقَ أَنَّه كانَ قِطعَةَ حَقلٍ لِبوعَز، وهو مِن عَشيرَةِ أَليمَلِك.
[4] وإِذا بِبوعَزَ قد أَقبَلَ مِن بَيتَ لَحْم. فقالَ لِلحَصَّادين: «الرَّبُّ معَكم». فقالوا لَه: «بارَكَكَ الرَّبّ».
[5] فقالَ بوعَزُ لِخادِمِه القائِمِ على الحَصَّادين: «لِمَن هٰذه الفَتاة؟»
[6] فأَجابَ الخادِمُ القائِمُ على الحَصَّادينَ فقال: «هي فَتاةٌ موآبِيَّةٌ قد رَجَعَت مع نُعْمي مِن حُقولِ موآب،
[7] وقالَت: دَعوني أَلتَقِطُ وأَجمَعُ مِن بَينِ الحُزَمِ وَراءَ الحَصَّادين، وجاءَت وهي هُنا مُنذُ الصَّباحِ إِلى الآن، ولَم تَستَرِحْ إِلاَّ قَليلًا».
[8] فقالَ بوعَزُ لِراعوت: «إِسمَعي يا ٱبنَتي، لا تَذهَبي تَلتَقِطينَ مِن حَقلٍ آخَر، ولا تَبتَعِدي مِن هٰهُنا، بل لازِمي خادِماتي هٰهُنا،
[9] وٱجعَلي عَينَيكِ على الحَقلِ الَّذي يُحصَد، وٱمْضي وَراءَهُنَّ، وقد أَمَرتُ خَدَمي أَن لا يَمَسُّوكِ بأَذًى. وإِذا عَطِشتِ، فٱذهَبي إِلى الجِرارِ وٱشرَبي مِمَّا ٱستَقاه الخَدَم».
[10] وأَطرَقَت وسَجَدَت إِلى الأَرضِ وقالَت لَه: «كَيفَ نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ حَتَّى تَهتَمَّ بي وأَنا غَريبَة؟»
[11] فأَجابَ بوعَزُ وقالَ لَها: «قد أُخبِرتُ بِصَنيعِكِ مع حَمَاتِكِ بَعدَ وَفاةِ زَوجِكِ، وكَيفَ تَرَكتِ أَباكِ وأُمَّكِ وأَرضَ مَولِدِكِ، وجِئتِ إِلى شَعبٍ لم تَعرِفيه مِن أمسِ فما قَبْلُ.
[12] جازاكِ الرَّبُّ على صُنعِكِ، ولْيَكُنْ أَجرُكِ كامِلًا مِن لَدُنِ الرَّبِّ، إِلٰهِ إِسْرائيل، الَّذي جِئتِ لِتَحتَمِي تَحتَ جَناحَيه».
[13] فقالَت: «لَيتَني نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ، يا سَيِّدي، لأَنَّكَ عَزَّيتَني وخاطَبتَ قَلبَ أَمَتِكَ، وأَنا لَستُ كإِحْدى جَواريك».
[14] ولَمَّا كانَ وَقتُ الأَكْل، قالَ لَها بوعَز: «هَلُمِّي إِلى هٰهُنا وكُلي مِنَ الخُبزِ وٱغمِسي لُقمَتَكِ في الخَلّ». فجَلَسَت بِجانِبِ الحَصَّادين، وجَعَلَ لَها كَومَةً مِنَ الفَريك، فأَكَلَت وشَبِعَت، وٱستَبقَت ما فَضَلَ عنها.
[15] ثُمَّ قامَت لِتَلتَقِط، فأَمَرَ بوعَزُ خَدَمَه وقالَ لَهم: «دَعوها تَلتَقِطُ حَتَّى مِن بَينِ الحُزَم، ولا تَزجُروها.
[16] وٱسحَبوا لَها مِنَ الحُزَمِ ودَعوها تَلتَقِطُ ولا تُعَنِّفوها».
[17] فٱلتَقَطَت في الحَقلِ إِلى المَساء، ودَرَسَت ما لَقَطَت، فكانَ نَحوَ إِيفَةِ شَعير.
[18] فحَمَلَته وعادَت إِلى المَدينة، وأَرَت حَماتَها ما ٱلتَقَطَت، وأَخرَجَت وأَعطَتها ما فَضَلَ عَنها بَعدَ شِبَعِها.
[19] فقالَت لَها حَماتُها: «أَينَ ٱلتَقَطتِ اليَومَ وأَينَ عَمِلتِ؟ بورِكَ مَنِ ٱهتَمَّ بِكِ». فأَخبَرَت حَماتَها بِالَّذي عَمِلَت عِندَه وقالَت: «إسمُ الرَّجُلِ الَّذي عَمِلتُ عِندَه اليَومَ بوعَز».
[20] فقالَت نُعْمي لِكَنَّتِها: «بارَكَه الرَّبُّ الَّذي لم تَنصَرِفْ رَحمَتُه عنِ الأَحْياءِ والأَمْوات». ثُمَّ قالَت لَها نُعْمي: «إِنَّ الرَّجُلَ هو ذو قَرابَةٍ لَنا، وهو مِن أَقرِبائِنا».
[21] فقالَت راعوتُ الموآبِيَّة: «إِنَّه قالَ لي أَيضًا: لازِمي خَدَمي حتَّى يَفرُغوا مِن حِصادي كُلِّه».
[22] فقالَت نُعْمي لِراعوتَ كَنَّتِها: «حَسَنٌ أَن تَخرُجي مع خادِماتِه، يا ٱبنَتي، لِئَلاَّ يُسيئوا إِلَيكِ في حَقلٍ آخَر».
[23] فلازَمَت خادِماتِ بوعَزَ في الٱلتِقاطِ حتَّى ٱنتَهى حِصادُ الشَّعيرِ وحِصادُ الحِنطَة، وأَقامَت مع حَماتِها.