Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< رسالة رومية
9
Listen to this chapter • 3 min
[1]
الحقَّ أَقولُ في المسيح ولا أَكذِب، وضَميري شاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس،
[2]
إِنَّ في قَلْبي لَغَمًّا شَديدًا وأَلَمًا مُلازِمًا.
[3]
لقَد وَدِدتُ لو كُنتُ أَنا نَفْسي مَلعونًا ومُنفَصِلاً عنِ المسيح في سَبيلِ إِخوَتي بَني قَومي بِاللَّحمِ والدَّم،
[4]
أُؤلٰئِكَ الَّذينَ هم بَنو إِسرائيل ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهود والتَّشريعُ والعِبادَةُ والمَواعِدُ
[5]
والآباء، ومِنهمُ المسيحُ مِن حَيثُ إِنَّه بَشَر، وهو فَوقَ كُلِّ شَيءٍ إِلٰهٌ مُبارَكٌ أَبَدَ الدُّهور. آمين.
[6]
وما سَقَطَ كَلامُ الله! فلَيسَ جَميعُ الَّذينَ هم مِن إِسرائيل بِإِسرائيل،
[7]
ولا هم جَميعًا أَبناءُ إِبراهيم وإِن كانوا مِن نَسْلِه، بل «بِإِسْحٰق يَكونُ لكَ نَسلٌ يُدعى بِٱسمِكَ».
[8]
وهٰذا يَعْني أَنَّ أَبناءَ الجَسَدِ لَيسوا أَبناءَ الله، بل أَبْناءُ الوَعْدِ همُ الَّذينَ يُحسَبونَ نَسلَه،
[9]
فهٰذا ما جاءَ في كَلامِ الوَعْد: «سَأَعودُ في مِثْلِ هٰذا الوَقْت، ويَكونُ لِسارَةَ ٱبْنٌ»،
[10]
لا بل هُناكَ أَمرٌ آخَر، وهو أَنَّ رِفْقَةَ حَبِلَت مِن رَجُلٍ واحِد هو أَبونا إِسْحٰق،
[11]
فقَبلَ أَن يُولَدَ الصَّبِيَّان ويَعمَلا خَيرًا أَو شَرًّا، لِيَبْقى تَدبيرُ اللهِ القائمُ على حُرِّيَّةِ الاِختيار،
[12]
وهو أَمْرٌ لا يَعودُ إِلى الأَعمال، بل إِلى الَّذي يَدْعو، قيلَ لَها: «إِنَّ الكَبيرَ يَخدُمُ الصَّغير»،
[13]
فقَد وَرَدَ في الكِتاب: «إِنِّي أَحبَبتُ يَعْقوبَ وأَبغَضتُ عِيسو».
[14]
فماذا نَقول؟ أَيَكونُ عِندَ اللهِ ظُلْم؟ حاشَ لَه!
[15]
فقَد قالَ لِموسى: «أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف».
[16]
فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَو سَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ الله.
[17]
فقَد قالَ الكِتابُ لِفِرعَون: «ما أَقَمتُكَ إِلاَّ لأُظهِرَ فيكَ قُدرَتي ويُنادى بِٱسْمي في الأَرضِ كُلِّها».
[18]
فهو إِذًا يَرحَمُ مَن يَشاء ويُقَسِّي قَلْبَ مَن يَشاء.
[19]
ولا شَكَّ أَنَّكَ تَقولُ لي: «فماذا يَشْكو بَعدَ ذٰلك؟ مَن تُراهُ يُقاوِمُ مَشيئَتَه؟»
[20]
مَن أَنتَ أَيُّها الإِنسانُ حتَّى تَعتَرِضَ على الله؟ أَيَقولُ الصُّنْعُ لِلصَّانِع: لِمَ صَنَعتَني هٰكذا؟
[21]
أَلَيسَ الخَزَّافُ سَيِّدَ طينِه، فيَصنَعُ مِن جَبْلَةٍ واحِدَةٍ إِناءً شَريفَ الاِستِعمال وإِناءً آخَرَ خَسيسَ الاِستِعمال؟
[22]
فإِذا شاءَ اللهُ أَن يُظهِرَ غَضَبَه ويُخبِرَ عَنْ قُدرَتِه فٱحتَملَ بِصَبْرٍ عَظيمٍ آنِيَةَ الغَضَب، وهي وَشيكةُ الهَلاك،
[23]
ومُرادُه أَن يُخبِرَ عن سَعَةِ مَجْدِه في آنِيَةِ الرَّحمَةِ الَّتي سَبَقَ أَن أَعَدَّها لِلمَجْد، أَي فينا نَحنُ
[24]
الَّذينَ دَعاهم، لا مِن بَينِ اليَهودِ وَحْدَهم، بل مِن بَينِ الوَثَنِيِّينَ أَيضًا...
[25]
فقَد قالَ في سِفْرِ هُوشَع: «مَن لم يَكُنْ شَعْبي سأَدْعوهُ شَعْبي، ومَن لم تَكُنْ مَحبوبَتي سَأَدْعوها مَحبوبَتي،
[26]
وحَيثُ قيلَ لَهم: لَستُم بِشَعْبي، سيُدعَونَ أَبناءَ اللهِ الحَيّ».
[27]
ويَهتِفُ أَشَعْيا كذٰلِك في كَلامِه على إِسرائيل: «وإِن كانَ بَنو إِسرائيلَ عَدَدَ رَمْلِ البَحْر، فالبَقِيَّةُ وَحْدَها تَنالُ الخَلاص،
[28]
فإِنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَه في الأَرضِ إِتمامًا كامِلاً سَريعًا».
[29]
وبِذٰلِكَ أَيضًا أَنبَأَ أَشَعْيا فقال: «لو لم يَحفَظْ رَبُّ القُوَّاتِ لَنا نَسلاً، لَصِرْنا أَمثالَ سَدومَ وأَشباهَ عَمورَة».
[30]
فماذا نَقول؟ نَقولُ إِنَّ الوَثَنِيِّينَ الَّذينَ لم يَسعَوا إِلى البِرِّ قد نالوا البِرَّ الَّذي يَأتِي مِنَ الإِيمان،
[31]
في حينِ أَنَّ إِسرائيلَ الَّذي كانَ يَسْعى إِلى شَريعةِ بِرٍّ لم يُدرِكْ هٰذه الشَّريعة.
[32]
ولِماذا لأَنَّه لم يَنتَظِر البِرَّ مِنَ الإِيمان، بل ظَنَّ إِدْراكَه بِالأَعمال، فصَدَمَ حَجَرَ صَدْم،
[33]
فقَد وَرَدَ في الكِتاب: «هاءَنَذا واضِعٌ في صِهْيُونَ حَجَرًا لِلصَّدمِ وصَخْرَةً لِلعِثار، فمَن آمَنَ بِه لا يُخْزى».
< Chapter 8
Chapter 10 >