< رسالة رومية 8

Listen to this chapter • 4 min
[1] فلَيسَ بَعدَ الآنَ مِن حُكْمٍ على الَّذينَ هُم في يسوعَ المسيح،
[2] لأَنَّ شَريعَةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْني مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت.
[3] فالَّذي لم تَستَطِعْهُ الشَّريعة، والجَسَدُ قد أَعْياها، حَقَّقَه اللهُ بِإِرسالِ ٱبنِه في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدَنا الخاطِئ، كَفَّارَةً لِلخَطيئَة. فحَكَمَ على الخَطيئَةِ في الجَسَد
[4] لِيَتِمَّ فِينا ما تَقتَضِيهِ الشَّريعةُ مِنَ البِرّ، نَحنُ الَّذينَ لا يَسلُكونَ سَبيلَ الجَسَد، بل سَبيلَ الرُّوح.
[5] فالَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الجَسَد يَنزِعونَ إِلى ما هو لِلجَسد، والَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الرُّوح يَنزِعونَ إِلى ما هو لِلرُّوح.
[6] فالجَسَدُ يَنزِعُ إِلى المَوت، وأَمَّا الرُّوح فيَنزِعُ إِلى الحَياةِ والسَّلام.
[7] ونُزوعُ الجَسَدِ عَداوَةٌ للهٍ، فلا يَخضَعُ لِشَريعةِ الله، بل لا يَستَطيعُ ذٰلِك.
[8] والَّذينَ يَحيَونَ في الجَسَد لا يَستَطيعونَ أَن يُرضُوا الله.
[9] أَمَّا أَنتُم فلَستُم تَحيَونَ في الجَسَد، بل في الرُّوح، لأَنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكُم. ومَن لم يَكُنْ فيه رُوحُ المسيح فما هو مِن خاصَّتِه.
[10] وإِذا كانَ المَسيحُ فيكُم فالجَسَدُ مَيْتٌ بِسَبَبٍ مِنَ الخَطيئَة، ولٰكِنَّ الرُّوحَ حَياةٌ بِسَبَبٍ مِنَ البِرّ.
[11] فإِذا كانَ الرُّوحُ الَّذي أَقامَ يسوعَ مِن بَينِ الأَمواتِ حالًّا فيكُم، فالَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم.
[12] فنَحنُ إِذًا أَيُّها الإِخوَةُ علَينا حَقٌّ، ولٰكِن لا لِلجَسَدِ لِنَحْيا حَياةَ الجَسَد،
[13] لأَنَّكم إِذا حَيِيتُم حَياةَ الجَسَدِ تَموتون، أَمَّا إِذا أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعمالَ الجَسَدِ فسَتَحيَون.
[14] إِنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أبناءَ اللهِ حَقًّا.
[15] لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!.
[16] وهٰذا الرُّوحُ نَفْسُه يَشْهَدُ مع أَرواحِنا بِأَنَّنا أَبناءُ الله.
[17] فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث، لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا.
[18] وأَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا.
[19] فالخَليقَةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ الله.
[20] فقد أُخضِعَت لِلباطِل، لا طَوْعًا مِنها، بل بِسُلطانِ الَّذي أَخضَعَها، ومع ذٰلك لم تَقطَعِ الرَّجاء،
[21] لأَنَّها هي أَيضًا ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشارِكَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم.
[22] فإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ الخَليقَةَ جَمْعاءَ تَئِنُّ إِلى اليَومِ مِن آلامِ المَخاض،
[23] ولَيسَت وَحْدَها، بل نَحنُ الَّذينَ لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في الباطِن مُنتَظِرينَ التَّبَنِّي، أَيِ ٱفتِداءَ أَجسادِنا،
[24] لأَنَّنا في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص، فإِذا شُوهِدَ ما يُرجى لم يَكُن رَجاء، وما يُشاهِدُه المَرءُ فكَيفَ يَرجوه أَيضًا؟
[25] ولٰكِن إِذا كُنَّا نَرْجو ما لا نُشاهِدُه فبِالثَّباتِ نَنتَظِرُه.
[26] وكَذٰلِكَ فإِنَّ الرُّوحَ أَيضًا يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجِب، ولٰكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بِأَنَّاتٍ لا تُوصَف.
[27] والَّذي يَختَبِرُ القُلوب يَعلَمُ ما هو نُزوعُ الرُّوح فإِنَّه يَشفَعُ لِلقِدِّيسينَ بِما يُوافِقُ مَشيئَةَ الله.
[28] وإنّنا على يقين أنَّ الله يعمل مع الَّذين يحبّونه، الَّذين دعاهم بسابق تدبيره، لتؤول كلّ الأمور إلى خيرهم.
[29] ذٰلك بأَنَّه عَرَفَهم بِسابِقِ عِلمِه وسَبَقَ أَن قَضى بِأَن يَكونوا على مِثالِ صُورَةِ ٱبْنِه لِيَكونَ هٰذا بِكْرًا لِإِخوَةٍ كَثيرين.
[30] فالَّذينَ سَبَقَ أَن قَضى لَهم بِذٰلك دَعاهم أَيضًا، والَّذينَ دَعاهُم بَرَّرَهم أَيضًا، والَّذينَ بَرَّرَهم مَجَّدَهُم أَيضًا.
[31] فماذا نُضيفُ إِلى ذٰلِك؟ إِذا كانَ اللهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟
[32] إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بِٱبْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟
[33] فمَن يَتَّهِمُ الَّذينَ ٱختارَهمُ الله؟ اللهُ هوَ الَّذي يُبَرِّر!
[34] ومَنِ الَّذي يُدين؟ المَسيحُ يَسوعُ الَّذي مات، بل قام، وهو الَّذي عن يَمينِ اللهِ والَّذي يَشفَعُ لَنا؟
[35] فمَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟ أَشِدَّةٌ أَم ضِيقٌ أَمِ ٱضْطِهادٌ أَم جُوعٌ أَم عُرْيٌ أَم خَطَرٌ أَم سَيْف؟
[36] فقَد وَرَدَ في الكِتاب: «إِنَّنا مِن أَجْلِكَ نُعاني المَوتَ طَوالَ النَّهار ونُعَدُّ غَنَمًا لِلذَّبْح».
[37] ولٰكِنَّنا في ذٰلِكَ كُلِّه فُزْنا فَوزًا مُبينًا، بِالَّذي أَحَبَّنا.
[38] وإِنِّي واثِقٌ بِأَنَّه لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّات،
[39] ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا.