< رسالة رومية 7

Listen to this chapter • 3 min
[1] أَوَتَجهَلونَ، أَيُّها الإِخوَة، وإِنِّي أُكَلِّمُ قَومًا يَعرِفونَ الشَّريعة، أَن لا سُلطَةَ لِلشَّريعةِ على الإِنسانِ إِلاَّ ما دامَ حَيًّا؟
[2] فالمرأَةُ المُتَزوِّجَةُ تَربِطُها الشَّريعةُ بِالرَّجُلِ ما دامَ حَيًّا، فإِذا ماتَ حُلَّت مِنَ الشَّريعةِ الَّتي تَربِطُها بِزَوجِها.
[3] وإِن صارَت إِلى رَجُلٍ آخَر وزَوجُها حَيّ، عُدَّت زانِية. وإِذا ماتَ الزَّوجُ تحرَّرَت مِنَ الشَّريعة، فلا تَكونُ زانِيةً إِذا صارَت إِلى رَجُلٍ آخَر.
[4] وكَذٰلِك أَنتُم يا إِخوَتي، فقَد أُمِتُّم عنِ الشَّريعةِ بِجَسَدِ المسيح لِتَصيروا إِلى آخَر، إِلى الَّذي أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لِنُثمِرَ للهٍ،
[5] لأَنَّنا حينَ كُنَّا في حُكْمِ الجَسَد، كانَتِ الأَهواءُ الأَثيمَةُ تَعمَلُ في أَعضائِنا مُتذَرِّعةً بِالشَّريعة، لِكَي نُثمِرَ لِلمَوت.
[6] أَمَّا الآن، وقَد مُتْنا عَمَّا كانَ يأسِرُنا، فقَد حُلِلْنا مِنَ الشَّريعة وأَصبَحْنا نَعمَلُ في نِظامِ الرُّوحِ الجَديد، لا في نِظامِ الحَرْفِ القَديم.
[7] فماذا نَقول؟ أَتَكونُ الشَّريعةُ خَطيئَة؟ مَعاذَ الله! ولٰكِنِّي لم أَعرِفِ الخَطيئَةَ إِلاَّ بِالشَّريعَة. فلَو لم تَقُلِ الشَّريعة: لا تَشتَهِ، لَما عَرَفتُ الشَّهوَة.
[8] وٱنتَهَزَتِ الخَطيئَةُ الفُرصَةَ فأَورَثَتْني بِالوَصِيَّةِ كُلَّ نَوعٍ مِنَ الشَّهَوات، فإِنَّ الخَطيئَةَ بِمَعزِلٍ عن الشَّريعَةِ شَيءٌ مَيت.
[9] كُنتُ أَحْيا مِن قَبْلُ إِذ لم تَكُنْ شَريعة. فلَمَّا جاءَتِ الوَصِيَّة، عاشَتِ الخَطيئَةُ ومُتُّ أَنا.
[10] فإِذا بِالوَصِيَّةِ الَّتي هي سَبيلٌ إِلى الحَياةِ قد صارَت لي سَبيلاً إِلى المَوت،
[11] ذٰلِك بِأَنَّ الخَطيئَةَ ٱنْتَهَزَتِ الفُرصَةَ سَبيلاً فأَغوَتْني بِالوَصِيَّةِ وبِها أَماتَتْني.
[12] الشَّريعةُ إِذًا مُقَدَّسةٌ والوَصِيَّةُ مُقَدَّسةٌ عادِلةٌ صالِحة.
[13] فهَل صارَ الصَّالِحُ سَبَبًا لِمَوتي؟ مَعاذَ الله! ولٰكِنَّ الخَطيئَةَ، لِيَظهَرَ أَنَّها خَطيئة، أَورَثَتْني المَوتَ، مُتَذَرِّعةً بما هو صالِح، لِتَبلُغَ الخَطيئَةُ أَقْصى حُدودِ الخَطيئَة، مُتَذَرِّعةً بِالوَصِيَّة.
[14] نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ الشَّريعَةَ روحيَّة، ولٰكِنِّي بَشَرٌ بِيعَ لِيَكونَ لِلخَطيئَة.
[15] وحقًّا لا أَدْري ما أَفعَل: فالَّذي أُريدُه لا أَفعَلُه، وأَمَّا الَّذي أَكرَهُه فإِيَّاه أَفعَل.
[16] فإِذا كُنتُ أَفعَلُ ما لا أُريد، فإِنِّي أُوافِقُ الشَّريعةَ على أَنَّها حَسَنَة.
[17] فلَستُ أَنا الَّذي يَفعَلُ ذٰلِكَ، بلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ،
[18] لأَنِّي أَعلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسكُنُ فِيَّ، أَي في جَسَدي، فالرَّغبَةُ في الخَيرِ هي بِاستِطاعَتي، وأَمَّا فِعلُه فلا.
[19] لأَنَّ الخَيرَ الَّذي أُريدُه لا أَفعَلُه، والشَّرَّ الَّذي لا أُريدُه إِيَّاه أَفعَل.
[20] فإِذا كُنتُ أَفعَلُ ما لا أُريد، فلَستُ أَنا أَفعَلُ ذٰلِك، بلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
[21] فأَنا الَّذي يُريدُ فِعلَ الخَيرِ أَجِدُ هٰذه الشَّريعة، وَهيَ أَنَّ الشَّرَّ بِٱستِطاعَتي،
[22] وإِنِّي أَطِيبُ نَفْسًا بِشَريعةِ اللهِ مِن حَيثُ إِنِّي إِنسانٌ باطِن،
[23] ولٰكِنِّي أَشعُرُ في أَعْضائي بِشَريعةٍ أُخْرى تُحارِبُ شَريعةَ عَقْلي وتَجعَلُني أَسيرًا لِشَريعةِ الخَطيئَة، تِلكَ الشَّريعةِ الَّتي هي في أَعْضائي.
[24] ما أَشْقاني مِن إِنسان! فمَن يُنقِذُني مِن هٰذا الجَسَدِ الَّذي مَصيرُه المَوت؟
[25] الشُّكرُ للهِ بِيَسوعَ المسيحِ ربِّنا! فهاءَنَذا عَبْدٌ بِالعَقْلِ لِشَريعةِ الله وعَبْدٌ بِالجَسَدِ لِشَريعةِ الخَطيئَة.