< رسالة رومية 5

Listen to this chapter • 2 min
[1] فلَمَّا بُرِّرْنا بِالإِيمان حَصَلْنا على السَّلامِ مع اللهِ بِرَبِّنا يسوعَ المَسيح،
[2] وبِه أَيضًا بَلَغْنا بِالإِيمانِ إِلى هٰذِه النِّعمَةِ الَّتي فيها نَحنُ قائِمون، ونَفتَخِرُ بِالرَّجاءِ لِمَجْدِ الله،
[3] لا بل نَفتَخِرُ بِشَدائِدِنا نَفْسِها لِعِلمِنا أَنَّ الشِّدَّةَ تَلِدُ الثَّبات،
[4] والثَّباتَ يَلِدُ فَضيلةَ الاِختِبار وفَضيلةَ الاِختِبار تَلِدُ الرَّجاء
[5] والرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه، لأَنَّ مَحَبَّةَ الله أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحِ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا.
[6] ولَمَّا كُنَّا لا نَزالُ ضُعَفاء، ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحَدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين،
[7] ولا يَكادُ يَموتُ أَحَدٌ مِن أَجْلِ ٱمرِئٍ بارّ، ورُبَّما جَرُؤَ أَحَدٌ أَن يَموتَ مِن أَجْلِ ٱمرِئٍ صالِح.
[8] أَمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحَبَّتِه لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين.
[9] فما أَحرانا اليَوم، وقَد بُرِّرنا بِدَمِه، أَن نَنجُوَ بِه مِنَ الغَضَب!
[10] فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ ٱبنِه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون!
[11] لا بَل إِنَّنا نَفتَخِرُ بِالله، بِرَبِّنا يسوعَ المسيحِ الَّذي بِه نِلْنا الآنَ المُصالَحة.
[12] فكَما أَنَّ الخَطيئَةَ دَخَلَت في العالَمِ عَن يَدِ إِنسانٍ واحِد، وبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوت، وهٰكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ لأَنَّهُم جَميعًا خَطِئوا...
[13] فالخَطيئَةُ كانَت في العالَمِ إِلى عَهْدِ الشَّريعة، ومع أَنَّه لا تُحسَبُ خَطيئَةٌ على فاعِلِها إِذا لم تَكُنْ هُناكَ شَريعة،
[14] فقَد سادَ المَوتُ مِن عَهْدِ آدَمَ إِلى عَهْدِ موسى، سادَ حتَّى الَّذينَ لم يَرتَكِبوا خَطيئَةً تُشبِهُ مَعصِيَةَ آدم، وهو صُورَةٌ لِلَّذي سيَأتي.
[15] ولٰكِن لَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ الزَّلَّة: فإِذا كانَت جَماعَةُ النَّاسِ قد ماتَت بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد، فبِالأَوْلى أَن تَفيضَ على جَماعَةِ النَّاسِ نِعمَةُ اللهِ والعَطاءُ المَمْنوحُ بِنِعمَةِ إِنسانٍ واحِد، أَلا وهو يسوعُ المسيح.
[16] ولَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ ما جَرَّت مِنَ العَواقِبِ خَطيئَةُ إِنسانٍ واحِد. فالحُكْمُ على أَثَرِ خَطيئَةِ إِنسانٍ واحِدٍ أَفْضى إِلى الإِدانة، والهِبَةُ على أَثَرِ زَلاَّتٍ كَثيرةٍ أَفضَت إِلى التَّبْرير.
[17] فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد، فما أَحْرى أُولٰئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه.
[18] فكَما أَنَّ زَلَّةَ إِنسانٍ واحِدٍ أَفضَت بِجَميعِ النَّاسِ إِلى الإِدانة، فكَذٰلِكَ بِرُّ إِنسانٍ واحِدٍ يَأتِي جَميعَ النَّاسِ بِالتَّبْريرِ الَّذي يَهَبُ الحَياة.
[19] فكما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذٰلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة.
[20] وقَد جاءَتِ الشَّريعةُ لِتَكثُرَ الزَّلَّة، ولٰكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَة فاضَتِ النِّعمَة،
[21] حتَّى إِنَّه كما سادَتِ الخَطيئَةُ لِلمَوت، فكذٰلك تَسودُ النِّعمَةُ بِالبِرِّ في سَبيلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسوعَ المسيحِ رَبِّنا.