< رسالة رومية 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] فلا عُذرَ لَكَ أَيًّا كُنتَ، يا مَن يَدين، لأَنَّكَ وأَنتَ تَدينُ غَيرَكَ تَحكُمُ على نَفْسِكَ، فإِنَّكَ تَعمَلُ عَمَلَه، يا مَن يَدين،
[2] ونَحنُ نَعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ يَجْري بِالحَقِّ على الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هٰذِه الأَعمال.
[3] أَوَتَظُنُّ، أَنتَ الَّذي يَدينُ مَن يَعمَلونَ مِثلَ هٰذه الأَعمالِ ويَفعَلُها، أَنَّكَ تَنْجو مِن قَضاءِ الله،
[4] أَم تَزدَري جَزيلَ لُطفِه وحِلمِه وطُولِ أَناتِه، ولا تَعلَمُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَحمِلُكَ على التَّوبَة؟
[5] غَيرَ أَنَّكَ بِقَساوَتِكَ وقِلَّةِ تَوْبَةِ قَلْبِكَ تَذَّخِرُ لَكَ غَضَبًا لِيَومِ الغَضَب، إِذ يَنكَشِفُ قَضاءُ اللهِ العادِل
[6] فيُجازي كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ أَعمالِه،
[7] إِمَّا بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ لِلَّذينَ بِثَباتِهم على العَمَلِ الصَّالِح يَسعَونَ إِلى المَجدِ والكَرامةِ والمَنعَةِ مِنَ الفَساد،
[8] وإِمَّا بِالغَضَبِ والسُّخْطِ على الَّذينَ يَثورونَ فَيَعصونَ الحَقَّ ويَنقادونَ لِلْظُّلْم.
[9] فالشِّدَّةُ والضِّيقُ لِكُلِّ ٱمرِئٍ يَعمَلُ الشَّرّ: اليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيّ،
[10] والمَجْدُ والكَرامةُ والسَّلامُ لِكُلِّ مَن يَعمَلُ الخَيْر: اليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيّ،
[11] لأَنَّ اللهَ لا يُحابي أَحَدًا.
[12] فالَّذينَ خَطِئُوا وهُم بِغَيرِ شَريعة يَهلِكونَ أَيضًا بِغَيرِ شَريعة. والَّذينَ خَطِئُوا وهُم بِالشَّريعة يُدانونَ بِالشَّريعَة.
[13] فلَيسَ الَّذينَ يُصْغونَ إِلى كَلامِ الشَّريعةِ همُ الأَبرارُ عِندَ الله، بلِ العامِلونَ بِالشَّريعَةِ هُمُ الَّذينَ يُبَرَّرون.
[14] فالوَثنِيُّونَ الَّذينَ بِلا شَريعة، إِذا عَمِلوا بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعة، كانوا شَريعةً لأَنْفُسِهم، همُ الَّذينَ لا شَريعةَ لَهم،
[15] فيَدُلُّون على أَنَّ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعةُ مِنَ الأَعمالِ مَكتوبٌ في قُلوبِهم، وتَشهَدُ لَهم ضَمائِرُهم وأَفكارُهم، فهي تارةً تَشكوهُم وتارةً تُدافِعُ عنهُم.
[16] وسيَظهَرُ ذٰلِكَ كُلُّه، كما أُعلِنُ في بِشارتي، يَومَ يَدينُ اللهُ بِيَسوعَ المسيح ما خَفِيَ مِن أَعمالِ النَّاس.
[17] فإِذا كُنتَ تُدْعى يَهُودِيًّا، وتَعتَمِدُ على الشَّريعة وتَفتَخِرُ بِالله
[18] وتَعرِفُ مَشيئَتَه وتُمَيِّزُ ما هو الأَفضَلُ بِفَضْلِ تَلَقُّنِكَ الشَّريعة،
[19] وتُوقِنُ أَنَّكَ قائِدٌ لِلعُمْيانِ ونُورٌ لِلَّذينَ في الظَّلام
[20] ومُؤَدِّبٌ لِلجُهَّال ومُعَلِّمٌ لِلبُسَطاء، لأَنَّ لَكَ في الشَّريعةِ وَجهَ المَعرِفَةِ والحَقيقة...
[21] أَفَتُعَلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ. أَتَعِظُ بِالاِمتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟
[22] أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟ أَتَستَقبِحُ الأَصْنامَ وتَنهَبُ مَعابِدَها؟
[23] أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ الشَّريعة؟
[24] فقَد وَرَدَ في الكِتاب: «يُجَدَّفُ بِٱسمِ اللهِ بَينَ الوَثَنِيِّينَ وأَنتُمُ السَّبَب».
[25] لا شَكَّ أَنَّ في الخِتانِ فائِدة، إِن عَمِلتَ بِالشَّريعة، ولٰكِن إِذا خالَفتَ الشَّريعة صارَ خِتانُكَ قَلَفًا.
[26] وإِن كانَ الأَقلَفُ يُراعي أَحكامَ الشَّريعة، أَفَما يُعَدُّ قَلَفُه خِتانًا؟
[27] فأَقلَفُ الجَسَدِ الَّذي يَعمَلُ بِالشَّريعةِ سَيَدينُكَ أَنتَ الَّذي يُخالِفُ الشَّريعة ومعَه حُروفُ الشَّريعةِ والخِتان.
[28] فلَيسَ اليَهودِيُّ بِما يَبْدو في الظَّاهِر، ولا الخِتانُ بِما يَبْدو في ظاهِرِ الجَسَد،
[29] بلِ اليَهودِيُّ هو بِما في الباطِن، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ العائِدُ إِلى الرُّوح، لا إِلى حَرْفِ الشَّريعة. ذاكَ هو الرَّجُلُ الَّذي يَنالُ الثَّناءَ مِنَ الله، لا مِنَ النَّاس.