< رسالة رومية 1

Listen to this chapter • 4 min
[1] مِن بولُسَ عَبْدِ المسيحِ يسوع دُعِيَ لِيَكونَ رَسولاً وأُفرِدَ لِيُعلِنَ بِشارةَ الله،
[2] تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة،
[3] في شَأنِ ٱبنِه الَّذي وُلِدَ مِن نَسْلِ داوُد بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ البَشَرِيَّة،
[4] وجُعِلَ ٱبنَ اللهِ في القُدرَة، بِحَسَبِ روحِ القَداسة، بِقِيامَتِه مِن بَينِ الأَموات، أَلا وهو يسوعُ المسيحُ رَبُّنا.
[5] بِه نِلْنا النِّعمَةَ بِأَن نَكونَ رَسولاً، فنَهدِيَ إِلى طاعَةِ الإِيمانِ جَميعَ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة، إِكرامًا لِٱسمِه،
[6] وأَنتُم أَيضًا مِنها، أَنتُمُ الَّذينَ دَعاهُم يسوعُ المسيح. إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة،
[7] إِلى المَدعُوِّينَ لِيَكونوا قِدِّيسين. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.
[8] أَبدَأُ بِشُكرِ إِلٰهي بِيَسوعَ المسيحِ في أَمرِكم أَجمَعين، لأَنَّ إِيمانَكُم يُعلَنُ في العالَمِ كُلِّه.
[9] فاللهُ الَّذي أَعبُدُ في رُوحي، مُبَشِّرًا بِٱبنِه، يَشهَدُ لي أَنِّي لا أَنفَكُّ أَذكُرُكُم
[10] وأَسأَلُ دائِمًا في صَلَواتي أَن يَتَيَسَّر لِي يَومًا ما الذَّهابُ إِلَيكم، إِن شاءَ الله.
[11] فإِنِّي مُشْتاقٌ إِلى رُؤيَتِكُم لأُفيدَكم بَعضَ المَواهِبِ الرُّوحِيَّةِ تأييدًا لَكم،
[12] بل لِنَتَشَدَّدَ معًا عِندَكُم بِالإِيمانِ المُشتَرَكِ بَينِي وبَينَكم.
[13] ولا أُريدُ أَن تَجهَلوا، أَيُّها الإِخوَة، أَنِّي كَثيرًا ما قَصَدتُ الذَّهابَ إِلَيكُم، فحِيلَ بَيني وبَينَهُ إِلى اليَوم، ومُرادي أَن أَجنِيَ بَعضَ الثِّمارِ عِندَكُم كما أَجنِيها عِندَ سائِرِ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة.
[14] فعَلَيَّ حَقٌّ لِليونانِيِّينَ والبَرابِرة، لِلعُلَماءِ والجُهَّال.
[15] فمِن هُنا رَغبَتي في أَن أُبَشِّرَكُم أَيضًا أَنتُمُ الَّذينَ في رُومة.
[16] فإِنِّي لا أَستَحيِي بِالبِشارة، فهي قُدرَةُ اللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مُؤمِن، لِليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِليُونانِيّ،
[17] فإِنَّ فيها يَظهَرُ بِرُّ الله، بِالإِيمانِ ولِلإِيمان، كما وَرَدَ في الكِتاب: «إِنَّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحْيا».
[18] فقَد ظَهَرَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّماء، غَضَبُ اللهِ على كُلِّ كُفْرٍ وظُلْمٍ يأتي بِه النَّاس، فإِنَّهم يَجعَلونَ الحَقَّ أَسيرًا لِلظُّلْم،
[19] لأَنَّ ما يُعرَفُ عنِ اللهِ بَيِّنٌ لَهم، فقَد أَبانَه اللهُ لَهم.
[20] فمُنْذُ خَلْقِ العالَم لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه. فلا عُذْرَ لَهم إِذًا،
[21] لأَنَّهم عَرَفوا اللهَ ولَم يُمَجِّدوه ولا شَكَروه كما يَنبَغي للهٍ، بل تاهوا في آرائِهِمِ الباطِلَة فأَظلَمَت قُلوبُهمُ الغَبِيَّة.
[22] زَعَموا أَنَّهُم حُكَماء، فإِذا هم حَمْقى
[23] قَدِ ٱستَبدَلوا بِمَجْدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا تُمَثِّلُ الإِنسانَ الزَّائِلَ والطُّيورَ وذَواتِ الأَربَعِ والزَّحَّافات.
[24] ولِذٰلِك أَسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهم إِلى الدَّعارَة يَشينونَ بِها أَجسادَهم في أَنفُسِهم.
[25] قَدِ ٱستَبدَلوا الباطِلَ بِحَقيقَةِ الله واتَّقَوا المَخلوقَ وعَبدوهُ بَدَلَ الخالِق، تَبارَكَ أَبَدًا. آمين.
[26] ولِهٰذا أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى الأَهْواءِ الشَّائِنة، فٱستَبدَلَت إِناثُهم بِالوِصالِ الطَّبيعيِّ الوِصالَ المُخالِفَ لِلطَّبيعة،
[27] وكَذٰلكَ تَرَكَ الذُّكْرانُ الوِصالَ الطَّبيعِيَّ لِلأُنْثى وٱلتَهَبَ بَعضُهم عِشْقًا لِبَعْض، فَأَتى الذُّكْرانُ الفَحْشاءَ بِالذُكْران، فنالوا في أَنْفُسِهِمِ الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهم.
[28] ولَمَّا لم يَرَوا خَيرًا في المُحافظةِ على مَعرِفَةِ الله، أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى فَسادِ بَصائِرِهم ففَعَلوا كُلَّ مُنْكَر.
[29] مُلِئُوا مِن أَنواعِ الظُّلْمِ والخُبْثِ والطَّمَعِ والشَّرّ. مُلِئُوا مِنَ الحَسَدِ والتَّقْتيل والخِصامِ والمَكْرِ والفَساد. هُم نمَّامونَ
[30] مُفتَرون، أَعداءٌ للهٍ، شَتَّامونَ مُتَكَبِّرونَ صَلِفون، مُتَفَنِّنونَ بِالشَّرّ، عاصونَ لِوالِدِيهِم،
[31] لا فَهمَ لَهم ولا وَفاء ولا وُدَّ ولا رَحمَة.
[32] ومع أَنَّهم يَعرِفونَ قضاءَ اللهِ بِأَنَّ الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هٰذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ المَوت، فهُم لا يَفعَلونَها فحَسبُ، بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلونَها.