< رؤيا يوحنا 19

Listen to this chapter • 3 min
[1] سَمِعتُ بَعدَ ذٰلِكَ مِثلَ صَوتٍ عَظيمٍ لِجَمعٍ كَثيرٍ في السَّماءِ يَقول: «هَلِّلويا! الخَلاصُ والمَجدُ والقُدرَةُ لإِلٰهِنا،
[2] فحَقٌّ وعَدلٌ أَحْكامُه. دانَ البَغِيَّ المُشَهَّرةَ الَّتي أَفسَدَتِ الأَرضَ بِبِغائِها، وٱنتَقَمَ مِنها لِدَمِ عَبيدِه».
[3] وقالوا مَرَّةً ثانِيَة: «هَلِّلويا! فإِنَّ دُخانَها يَتَصاعَدُ أَبَدَ الدُّهور».
[4] فجَثا الشُّيوخُ الأَربَعَةُ والعِشْرونَ والأَحْياءُ الأَربَعَةُ ساجِدينَ للهِ الجالِسِ على العَرشِ وقالوا: «آمين! هَلِّلويا!»
[5] وخَرَجَ مِنَ العَرشِ صَوتٌ يَقول: «سَبِّحوا إِلٰهَنا، يا جَميعَ عَبيدِه والَّذينَ يَتَّقونَه مِن صِغارٍ وكِبار».
[6] وسَمِعتُ مِثلَ صَوتِ جَمعٍ كَثير ومِثلَ خَريرِ مِياهٍ غَزيرة ومِثلَ دَوِيِّ رُعودٍ شَديدةٍ يَقول: «هَلِّلويا! لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَنا القَديرَ قد مَلَك.
[7] لِنَفرَحْ ونَبتَهِجْ! ولْنُمَجِّدِ الله، فقَد حانَ عُرسُ الحَمَل، وعَروسُه قد تَزَيَّنَت
[8] وخُوِّلَت أَن تَلبَسَ كَتَّانًا بَرَّاقًا خالِصًا». فإِنَّ الكَتَّانَ النَّاعِمَ هو أَعْمالُ البِرِّ الَّتي يَقومُ بِها القِدِّيسون.
[9] وقالَ لِيَ المَلاك: «أُكتُبْ: طوبى لِلمَدعُوِّينَ إِلى وَليمَةِ عُرسِ الحَمَل». وقالَ لي: «هٰذا الكَلامُ كَلامُ اللهِ حَقّ».
[10] فٱرتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه لأَسجُدَ لَه، فقالَ لي: «إِيَّاكَ أَن تَفعَل. إِنِّي عَبدٌ مِثلُكَ ومِثلُ إِخوَتِكَ الَّذينَ عِندَهم شَهادَةُ يَسوع: فلِلَّهِ ٱسجُدْ، لأَنَّ شَهادَةَ يَسوعَ هي روحُ النُّبوءَة».
[11] ورَأَيتُ السَّماءَ مَفْتوحة، وإِذا فَرَسٌ أَبيَضُ يُدْعى فارِسُه الأَمينَ الصَّادِق، وبِالعَدلِ يَقْضي ويُحارِب.
[12] عَيناه كَلَهَبِ النَّار، وعلى رَأسِه أَكاليلُ كَثيرة، لَه ٱسمٌ مَكْتوبٌ ما مِن أَحَدٍ يَعرِفُه إِلاَّ هو.
[13] ويَلبَسُ رِداءً مُخَضَّبًا بِالدَّم، وٱسمُه كَلِمَةُ الله.
[14] وكانَت تَتبَعُه على خَيلٍ بيضٍ جُيوشُ السَّماءِ لابِسَةً كَتَّانًا ناعِمًا أَبيَضَ خالِصًا،
[15] ومِن فَمِه يَخرُجُ سَيفٌ مُرهَفٌ لِيَضرِبَ بِه الأُمَم. وإِنَّه سيَرْعاها بِعَصًا مِن حَديد، ويَدوسُ في مَعصَرَةِ خَمرَةِ سَورَةِ غَضَبِ اللهِ القَدير.
[16] وعلى رِدائِه وعلى فَخذِه ٱسمٌ مَكْتوب: مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأَرْباب.
[17] ورَأَيتُ مَلاكًا قائِمًا على الشَّمْس، فأَخَذَ يَصيحُ بِصَوتٍ جَهيرٍ فيَقولُ لِجَميعِ الطُّيورِ الطَّائِرَةِ في كَبِدِ السَّماء: «تَعالَي فٱجتَمِعي في مَأدُبَةِ اللهِ الكُبْرى،
[18] تأكُلي لُحْمانَ المُلوكِ ولُحْمانَ القُوَّادِ ولُحْمانَ الأَقوِياء ولُحْمانَ الخَيلِ وفُرْسانِها ولُحْمانَ جَميعِ النَّاس، مِن أَحْرارٍ وعَبيدٍ وصِغارٍ وكِبار».
[19] ورَأَيتُ الوَحشَ ومُلوكَ الأَرضِ وجُيوشَهم مُحتَشِدَةً لِيُحارِبوا الفارِسَ وجَيشَه.
[20] فٱعتُقِلَ الوَحشُ وٱعتُقِلَ معَه النَّبِيُّ الكَذَّابُ الَّذي أَتى بِالخَوارِقِ أَمامَ الوَحْش، وبِها أَضَلَّ الَّذينَ تَلَقَّوا سِمَةَ الوَحشِ وسَجَدوا لِصورَتِه. فأُلقِيَ كِلاهُما حَيَّينِ في مُستَنقَعٍ مِن نارٍ وكِبْريتٍ مُتَّقِد.
[21] وقُتِلَ الباقونَ بِالسَّيفِ الخارِجِ مِن فَمِ الفارِس، فشَبِعَتِ الطُّيورُ كُلُّها مِن لُحْمانِهم.