< سفر الأمثال 23

Listen to this chapter • 2 min
[1] إِذا جَلَستَ تأكُلُ مع ذي سُلطَة، فتَأَمَّلْ أَشَدَّ التَّأمُّلِ في ما هو أَمامَكَ
[2] وضَعْ سِكِّينًا لِحَنجَرَتِكَ، إِن كُنتَ ذا شَرَه.
[3] لا تَشتَهِ طَيِّباتِه فإِنَّها طَعامٌ خادِع.
[4] لا تَتْعَبْ لِتَحصَلَ على الغِنى، كُفَّ عنِ التَّفكيرِ فيه.
[5] أَتُطيرُ عَينَيكَ إِلَيه، فلا يَكون. إِنَّ الغِنى قد صَنَعَ لِنَفسِه جَناحَين، وطارَ كالعُقابِ إِلى السَّماء.
[6] لا تَأكُلْ خُبزَ حَسودِ العَين، ولا تَشتَهِ طَيِّباتِه،
[7] فإِنَّه كما نَوى في نَفْسِه كذٰلِكَ يَكون. يَقولُ لَكَ: «كُلْ وٱشرَبْ»، وقَلبُه لَيسَ مَعَكَ.
[8] لُقمَتُكَ الَّتي أَكَلتَها تَتَقَيَّأُها، وتُضيعُ كَلِماتِكَ العَذْبَة.
[9] لا تَتَكَلَّمْ في أُذُنَيِ الجاهِل، فإِنَّه يَستَهينُ بِما في أَقْوالِكَ مِنَ التَّعَقُّل.
[10] لا تُزِحِ المَعالِمَ القَديمة، ولا تَدخُلْ حُقولَ الأَيتام،
[11] فإِنَّ فادِيَهم مُقتَدِر، وهو يُخاصِمُ لِخُصومَتِهم مَعَك.
[12] وَجِّهْ قَلبَكَ لِلتَّأديب، وأُذُنَيكَ لأَقوالِ العِلْم.
[13] لا تُقَصِّرْ في تَأديبِ الوَلَد، إِنَّكَ إِن ضَرَبتَه بِالعَصا لا يَموت.
[14] تَضرِبُه بِالعَصا فتُنقِذُ نَفسَه مِن مَثْوى الأَمْوات.
[15] يا بُنَيَّ، إِن كانَ قَلبُكَ حَكيمًا،
[16] يَفرَحُ قَلْبي أَنا أَيضًا وتَبتَهِجُ كُلْيَتايَ، إِذا نَطَقَت شَفَتاكَ بِالِٱستِقامة.
[17] لا يَغَرْ قَلبُكَ مِنَ الخاطِئين، بل كُنْ في مَخافَةِ الرَّبِّ طَوالَ النَّهار،
[18] فإِنَّكَ إِن حَفِظتَها فهُناكَ العاقِبَة، وٱنتِظارُكَ لا يَخيب.
[19] إِسْمَع يا بُنَيَّ وكُنْ حَكيمًا، وأَرْشِدْ قَلبَكَ في الطَّريق.
[20] لا تَكُنْ بَينَ المُدمِنينَ لِلخَمْر، والمُلتَهِمينَ لِلَّحْم،
[21] فإِنَّ المُدمِنَ والمُلتَهِمَ يَفتَقِران، والنَّومَ يُلبِسُ الثِّيابَ البالِيَة.
[22] إِسمَعْ لأَبيكَ الَّذي وَلَدَكَ، ولا تَستَهِنْ بِأُمِّكَ إِذا شاخَت.
[23] إِشتَرِ الحَقَّ ولا تَبِعْه، وكَذا الحِكمَةَ والتَّأديبَ والفِطنَة.
[24] أَبو البارِّ يَبتَهِجُ ٱبتِهاجًا، ووَالِدُ الحَكيمِ يَفرَحُ بِه.
[25] فَلْيَفْرَحْ أَبوكَ وأُمُّكَ ولْتَبْتَهِجْ والِدَتُكَ،
[26] يا بُنَيَّ، أَعطِني قَلبَكَ، ولْتَطِبْ عَيناكَ بِطُرُقي:
[27] فإِنَّ الزَّانِيَةَ حُفرَةٌ عَميقَة، والغَريبَةَ بِئرٌ ضَيِّقة،
[28] وهي أَيضًا كلِصٍّ تَكمُن، وتُكَثِّرُ الغادِرينَ في الأَنام.
[29] لِمَنِ «الوَيْلُ»؟ لِمَن «وا أسفاه»؟ لِمَنِ المُشاجَرات؟ لِمَنِ الشَّكْوى؟ لِمَنِ الضَّرَباتُ مِن دونِ سَبَب؟ لِمَن إِظْلامُ العَينَين؟
[30] لِلَّذينَ يُدمِنونَ الخَمْر، لِلَّذينَ يَدخُلونَ لِيَذوقوا المَمْزوج.
[31] لا تَنظُرْ إِلى الخَمْرِ إِذا ٱحمَرّت، وأَبدَت في الكَأْسِ حَبَبَها، إِنَّها تَسوغُ مَريئَةً.
[32] لٰكِنَّها في الآخِرِ تَلسَعُ كالحَيَّة، وتَنفُثُ سُمَّها كالأَفْعى.
[33] تَرى عَيناكَ الغَرائِب، ويَنطِقُ قَلبُكَ بِالهَذَيان،
[34] وتَكونُ كمُضطَجِعٍ في عُرضِ البَحْر، أَو كنائمٍ على رَأسِ السَّارِيَة،
[35] وتقولُ: «ضَرَبوني ولم أَتَوَجَّعْ، رَضَّضوني ولَم أَشعُرْ، مَتى أَستَيقِظُ فأَعودُ إِلى طَلَبِها».