< إنجيل متى 24

Listen to this chapter • 5 min
[1] وخَرَجَ يسوعُ مِنَ الهَيكَل، فدَنا إِليهِ تلاميذُه، وهو سائِرٌ، يَستَوقِفونَ نَظَرَه على أَبنِيَةِ الهَيكَل.
[2] فأَجابَهم: «أَتَرونَ هٰذا كُلَّه؟ الحقَّ أَقولُ لَكم: لن يُترَكَ هُنا حَجَرٌ على حَجَر، مِن غَيرِ أَن يُنقَض».
[3] وبينَما هو جالسٌ في جَبَلِ الزَّيتون، دَنا مِنه تَلاميذُه فٱنفَرَدوا بِه وسأَلوه: «قُلْ لَنا متى تكونُ هٰذه الأُمور وما عَلامَةُ مَجيئِكَ ونِهايةِ العالَم؟».
[4] فأَجابَهم يسوع: «إِيَّاكم أَن يُضِلَّكُم أَحَد!
[5] فَسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ ٱسْمي يَقولون: «أَنا هو المسيح» ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين.
[6] وستَسمَعونَ بِالحروبِ وبإِشاعاتٍ عنِ الحروب. فإِيَّاكم أَن تَفزَعوا، فلا بُدَّ مِن حُدوثِها، ولٰكن لا تكونُ النِّهايَةُ عِندَئِذٍ.
[7] فستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّة، ومَملَكَةٌ على مَملَكة، وتَحدُثُ مَجاعاتٌ وزَلازِلُ في أَماكِنَ كَثيرة.
[8] وهٰذا كُلُّه بَدءُ المَخاض.
[9] «وسَتُسلَمونَ عِندَئذٍ إِلى الضِّيقِ وتُقتَلون، ويُبغِضُكم جَميعُ الوَثَنِيِّينَ مِن أَجْلِ ٱسْمي.
[10] فيَعثُرُ أُناسٌ كثيرون. ويُسلِمُ بَعضُهم بَعضًا ويتباغَضون.
[11] ويَظهَرُ كثيرٌ مِنَ الأَنبياءِ الكَذَّابين ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين.
[12] ويَزْدادُ الإِثْم، فتَفتُرُ المَحَبَّةُ في أَكثَرِ النَّاس.
[13] والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهايَةِ فذاكَ الَّذي يَخلُص.
[14] وستُعلَنُ بِشارَةُ المَلكوتِ هٰذه في المَعمورِ كُلِّه شَهادَةً لَدى الوَثَنِيِّينَ أَجمَعين، وحينَئِذٍ تَأتي النِّهاية.
[15] «فإِذا رَأَيتُمُ المُخَرِّبَ الشَّنيعَ الَّذي تَكَلَّمَ عليه النَّبِيُّ دانيال قائمًا في المَكانِ المُقَدَّس (لِيَفهَمِ القارئ)،
[16] فَلْيَهْرُبْ إِلى الجِبالِ مَن كانَ عِندَئِذٍ في اليَهودِيَّة.
[17] ومَن كانَ على السَّطْح، فلا يَنْزِلْ لِيَأخُذَ ما في بَيتِه.
[18] ومَن كانَ في الحَقْل، فلا يَرتَدَّ إِلى الوَراءِ لِيَأخُذَ رِداءَه.
[19] الوَيلُ لِلْحَوامِلِ والمُرضِعاتِ في تلكَ الأَيَّام.
[20] صلُّوا لِئَلاَّ يَكونَ هَرَبُكم في الشِّتاء أَو في السَّبْت.
[21] فستَحدُثُ عِندَئِذٍ شِدَّةٌ عَظيمة لم يَحدُثْ مِثلُها مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ إِلى اليَوم، ولن يَحدُث.
[22] ولو لم تُقَصَّرْ تِلكَ الأَيَّام، لَما نَجا أَحَدٌ مِنَ البَشر. ولٰكِن مِن أَجلِ المُختارين، ستُقصَّرُ تلكَ الأَيَّام.
[23] فإِذا قالَ لَكم عِندَئذٍ أَحدٌ مِنَ النَّاس: «هاهُوَذا المَسيحُ هُنا» بل «هُنا»، فلا تُصَدِّقوه.
[24] فسَيَظْهَرُ مُسَحاءُ دَجَّالون وأَنبِياءُ كَذَّابون، يَأتونَ بِآياتٍ عَظيمَةٍ وأَعاجيبَ حتَّى إِنَّهم يُضِلُّونَ المُختارينَ أَنفُسَهم لو أَمكَنَ الأَمر.
[25] فها إِنِّي قد أَنْبَأتُكم.
[26] «فإِن قيلَ لَكم: «ها هُوَذا في البَرِّيَّة»، فلا تَخرُجوا إِليها، أَو «ها هُوَذا في المخابئ»، فلا تُصَدِّقوا.
[27] وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِقِ ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذٰلِك يَكونُ مَجيءُ ٱبنِ الإِنسان.
[28] وحيثُ تَكونُ الجيفَةُ تَتَجَمَّعُ النُّسور.
[29] وعلى أَثرِ الشِّدَّةِ في تِلكَ الأَيَّام، تُظلِمُ الشَّمس، والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعزَعُ قُوَّاتُ السَّمَوات.
[30] وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ٱبنِ الإِنسان. فتَنتَحِبُ جميعُ قبائِلِ الأَرض، وتَرى ٱبنَ الإِنسانِ آتِيًا على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال.
[31] ويُرسِلُ ملائِكَتَه ومَعَهُمُ البُوقُ الكَبير، فيَجمَعونَ الَّذينَ ٱختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَطرافِ السَّمَواتِ إِلى أَطرافِها الأُخرى.
[32] «مِنَ التِّينَةِ خُذُوا العِبْرة: فإِذا لانَت أَغصانُها ونبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب.
[33] وكذٰلكَ أَنتُم، إِذا رَأَيتُم هٰذِهِ الأُمورَ كُلَّها، فَٱعلَموا أَنَّ ٱبنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب.
[34] الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَن يَزولَ هٰذا الجيلُ حتَّى تَحدُثَ هٰذِه الأُمورُ كُلُّها.
[35] السَّماءُ والأَرضُ تَزولان، وكلامي لن يَزول.
[36] فَأَمَّا ذٰلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعَة، فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُهما، لا مَلائكةُ السَّمَواتِ ولا الِٱبنُ إِلاَّ الآبُ وَحْدَه.
[37] «وكما كانَ الأَمرُ في أَيَّامِ نوح، فكذٰلكَ يكونُ عِندَ مَجيءِ ٱبنِ الإِنسان.
[38] فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّامِ التي تَقَدَّمَتِ الطُّوفان، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتَزوَّجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إِلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة،
[39] وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئًا، حتَّى جاءَ الطُّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، فكذٰلكَ يَكونُ مَجيءُ ٱبنِ الإِنسان:
[40] يَكونُ عِندَئِذٍ رَجُلانِ في الحَقْل، فيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر.
[41] وتكونُ ٱمرأَتانِ تَطحَنانِ بِالرَّحَى فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى.
[42] فَٱسهَروا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعلَمونَ أَيَّ يَومٍ يَأتي ربُّكم.
[43] وتَعلَمونَ أَنَّه لو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ أَيَّ ساعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأتي السَّارِق لَسَهِرَ ولم يَدَعْ بَيتَه يُنقَب.
[44] لِذٰلكَ كونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تَتَوَقَّعونَها يأتي ٱبنُ الإِنسان.
[45] «فمَن تُراه الخادِمَ الأَمينَ العاقِل، الَّذي أَقامَه سَيِّدُه على أَهلِ بَيتِه، لِيُعطِيَهُمُ الطَّعامَ في وَقتِه؟
[46] طوبى لِذٰلكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سَيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفًا إِلى عَمَلِه هٰذا!
[47] الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّه يُقيمُه على جَميعِ أَموالِه.
[48] أَمَّا إِذا قالَ الخادِمُ الشِّرِّيرُ هٰذا في قَلْبِه: «إِنَّ سَيِّدي يُبطِئ»،
[49] وأَخَذَ يَضرِبُ أَصحابَه، ويَأكُلُ ويَشرَبُ مَعَ السِّكِّيرين،
[50] فيَأتي سَيِّدُ ذٰلكَ الخادِمِ في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُه، وساعَةٍ لا يَعلَمُها،
[51] فيَفْصِلُه ويَجزيه جَزاءَ المُنافقين، وهُناكَ البُكاءُ وصريفُ الأَسنان.