< إنجيل متى 22

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكَلَّمهُم يسوعُ بالأَمثالِ مَرَّةً أُخْرى قال:
[2] «مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ مَلِكٍ أَقامَ وَليمةً في عُرسِ ٱبنِه.
[3] فأَرسَلَ خَدَمَه لِيُخبِروا المَدعُوِّينَ إِلى العُرْس فأَبَوا أَن يَأتوا.
[4] فأَرسَلَ خَدَمًا آخَرين وأَوعَزَ إِلَيهم أَن «قولوا لِلمَدعُوِّين: ها قد أَعدَدتُ وَليمَتي فذُبِحَت ثِيراني والسِّمانُ مِن ماشِيَتي، وأُعِدَّ كُلُّ شَيء، فتَعالَوا إِلى العُرْس».
[5] ولٰكِنَّهم لم يُبالوا، فمِنهُم مَن ذَهَبَ إِلى حَقلِه، ومِنهُم مَن ذَهبَ إِلى تِجارتِه.
[6] وأَمسَكَ الآخَرونَ خَدَمَه فشَتَموهم وقَتَلوهم.
[7] فَغَضِبَ الملِكُ وأَرسلَ جُنودَه، فأَهلَكَ هٰؤُلاءِ القَتَلة، وأَحرَقَ مَدينَتَهم.
[8] ثُمَّ قالَ لِخَدَمِه: «الوَليمَةُ مُعَدّةٌ ولٰكِنَّ المَدعوِّينَ غيرُ مُستَحِقِّين،
[9] فَٱذهَبوا إِلى مَفارِقِ الطُّرُق وَٱدعُوا إِلى العُرسِ كُلَّ مَن تَجِدونَه».
[10] فخَرَجَ أُولٰئِكَ الخَدَمُ إِلى الطُّرُق، فجمَعوا كُلَّ مَن وجَدوا مِن أَشْرارٍ وأَخيار، فٱمتَلأَت رَدهَةُ العُرْسِ بِالجالِسينَ لِلطَّعام.
[11] ودَخَلَ المَلِكُ لِيَنظُرَ الجالِسينَ لِلطَّعام، فرَأَى هُناكَ رَجُلاً لم يَكُنْ لابِسًا لِباسَ العُرْس،
[12] فقالَ له: «يا صديقي، كَيفَ دخَلتَ إِلى هُنا، ولَيسَ عليكَ لِباسُ العُرس»؟ فلم يُجِبْ بِشَيءٍ.
[13] فقالَ المَلِكُ لِلخَدَم: «شُدُّوا يَدَيه ورِجلَيه، وأَلقوهُ في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان».
[14] لأَنَّ جَماعَةَ النَّاسِ مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون».
[15] فذَهبَ الفِرِّيسيُّونَ وعَقَدوا مَجلِسَ شَورى لِيَصطادوه بِكَلِمَة.
[16] ثُمَّ أَرسَلوا إِليه تَلاميذَهم والهيرودُسِيِّين يقولونَ له: «يا مُعَلِّم، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ صادق، تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبالي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُراعي مَقامَ النَّاس.
[17] فقُلْ لَنا ما رأيُك: «أَيحِلُّ دَفعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر أَم لا؟»
[18] فشعَرَ يسوعُ بِخُبْثِهم فقال: «لِماذا تُحاوِلونَ إِحراجي، أَيُّها المُراؤُون!
[19] أَروني نَقْدَ الجِزيَة». فَأَتَوهُ بِدينار.
[20] فقالَ لَهم: «لِمَنِ الصُّورَةُ هٰذه والكِتابة؟»
[21] قالوا: «لِقَيصَر». فقالَ لَهم: «أَدُّوا إِذًا لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله».
[22] فلمَّا سَمِعوا هٰذا الكَلامَ تَعَجَّبوا وتَركوهُ وٱنصَرَفوا.
[23] في ذٰلكَ اليَوم دَنا إِليه بَعضُ الصَّدُّوقِيِّين، وهُمُ الَّذينَ يَقولونَ بِأَنَّه لا قيامَة وسأَلوه:
[24] «يا مُعَلِّم، قالَ موسى: إِن ماتَ أَحدٌ لَيسَ لَه وَلَد، فَلْيَتَزَوَّجْ أَخوهُ ٱمرَأَتَه ويُقِمْ نَسلاً لأَخيه.
[25] وكانَ عندَنا سَبعَةُ إِخْوَة، فَتَزَوَّجَ الأَوَّلُ وتُوُفِّيَ ولَم يَكُنْ لَه نَسْل فترَكَ ٱمرَأَتَه لأَخيه.
[26] ومِثلُه الثَّاني والثَّالِثُ حتَّى السَّابع.
[27] ثُمَّ ماتتِ المَرأَةُ مِن بعدِهم جَميعًا.
[28] ففي القِيامَةِ لأَيٍّ مِنَ السَّبعَةِ تَكونُ ٱمرَأَةً؟ فقَد كانَت لَهم جَميعًا».
[29] فأَجابَهم يسوع: «أَنتُم في ضَلالٍ لأَنَّكم لا تَعرِفونَ الكُتُبَ ولا قُدرَةَ الله.
[30] ففي القِيامَةِ لا الرِّجالُ يَتَزَوَّجون، ولا النِّساءُ يُزَوَّجنَ، بل يَكونونَ مِثلَ الملائِكَةِ في السَّماء.
[31] وأَمَّا قِيامةُ الأَموات، أَفما قَرأتُم ما قالَ اللهُ لكم:
[32] «أَنا إِلْهُ إِبْراهيم، وإِلٰهُ إِسحٰق، وإِلٰهُ يَعْقوب». وما كانَ إِلٰهَ أَموات، بل إِلٰهُ أَحياء».
[33] وسَمِعَتِ الجُموعُ كَلامَه، فأُعجِبَت بِتَعليمِه.
[34] وبلَغَ الفِرِّيسيِّينَ أَنَّه أَفحَمَ الصَّدُّوقِيِّين فَٱجتَمَعوا مَعًا.
[35] فسأَلَه واحِدٌ مِنهم لِيُحرِجَه:
[36] «يا مُعَلِّم، ما هي الوَصِيَّةُ الكُبرى في الشَّريعة؟»
[37] فقالَ لَه: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهنِكَ.
[38] تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى.
[39] والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ.
[40] بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنبِياء».
[41] وبَينَما الفِرِّيسيُّونَ مُجتَمِعون سأَلَهم يسوع:
[42] «ما رَأيُكم في المسيح؟ إِبنُ مَن هُوَ؟» قالوا له: «إِبنُ داود».
[43] قالَ لَهم: «فكيفَ يَدعوه داودُ ربًّا بِوَحْيٍ مِنَ الرُّوحِ فيقول:
[44] «قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيكَ».
[45] فإِذا كان داودُ يَدعوه رَبًّا، فكيفَ يَكونُ ٱبنَه؟»
[46] فلَم يَستَطِعْ أَحدٌ أَن يُجيبَه بِكَلِمَة، ولا جَرُؤَ أَحدٌ مُنذُ ذٰلكَ اليَومِ أَن يَسأَلَه عن شَيء.