< إنجيل متى 20

Listen to this chapter • 3 min
[1] «فمَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ الفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه.
[2] فاتَّفقَ معَ العَمَلةِ على دينارٍ في اليَوم وأَرسَلهم إِلى كَرْمِه.
[3] ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ السَّاعةِ التَّاسِعة، فرأَى عَمَلةً آخَرينَ قائمينَ في السَّاحَةِ بَطَّالين.
[4] فقالَ لَهم: «إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرْمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدْلاً»،
[5] فذَهَبوا. وخرَجَ أَيضًا نَحوَ الظُّهْر ثُمَّ نَحوَ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهْر، ففَعلَ مِثلَ ذٰلك.
[6] وخَرَجَ نَحوَ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر، فَلَقِيَ أُناسًا آخَرينَ قائمينَ هُناك، فقالَ لَهم: لِماذا قُمتُم هَهُنا طَوالَ النَّهارِ بَطَّالين؟»
[7] قالوا له: «لم يَستأجِرْنا أَحَد». قالَ لَهم: «إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرْمي».
[8] ولمَّا جاءَ المساء قالَ صاحِبُ الكَرْمِ لِوَكيلِه: «أُدعُ العَمَلَةَ وٱدفَعْ لَهُمُ الأُجرَة، مُبتَدِئًا بِالآخِرين مُنتَهيًا بِالأَوَّلين».
[9] فجاءَ أَصحابُ السَّاعةِ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم دينارًا.
[10] ثُمَّ جاءَ الأَوَّلون، فظَنُّوا أَنَّهم سيَأخُذونَ أَكثَرَ مِن هٰؤُلاء، فَأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم أَيضًا دينارًا.
[11] وكانوا يأخُذونَه ويقولونَ مُتَذَمِّرينَ على ربِّ البَيت:
[12] «هٰؤُلاءِ الَّذينَ أَتَوا آخِرًا لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ الَّذينَ ٱحتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهارِ وَحَرَّه الشَّديد».
[13] فأَجابَ واحدًا مِنهُم: «يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلم تَتَّفِقْ مَعي على دينار؟
[14] خُذْ ما لَكَ وَٱنصَرِفْ. فَهٰذا الَّذي أَتى آخِرًا أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَك:
[15] أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟»
[16] فهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأَوَّلونَ آخِرين».
[17] وأَوشَكَ يسوعُ أَن يَصعَدَ إِلى أُورَشَليم، فَانفَرَدَ بِالِٱثنَيْ عَشَر، وقالَ لَهم في الطَّريق:
[18] «ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشليم، فٱبنُ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبة، فيَحكُمونَ عليه بِالموت
[19] ويُسلِمونَه إِلى الوَثنيِّين، لِيَسخَروا مِنهُ ويَجلِدوهُ ويَصلِبوه، وفي اليومِ الثَّالثِ يَقوم».
[20] فدَنَت إِليهِ أُمُّ ٱبنَي زَبَدى ومعَها ٱبناها، وسَجَدَت لَه تَسأَلُه حاجة.
[21] فقالَ لَها: «ماذا تُريدين؟» قالت: «مُرْ أَن يَجلِسَ ٱبنايَ هٰذانِ أَحدُهما عن يَمينِكَ والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَلَكوتِكَ».
[22] فأَجابَ يسوع: «إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان: أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟» قالا لَه: «نَستَطيع».
[23] فقالَ لَهما: «أَمَّا كَأسي فسَوفَ تَشرَبانِها، وأَمَّا الجُلوسُ عن يَميني وعن شِمالي، فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه، بل هو لِلَّذينَ أَعدَّهُ لَهم أَبي».
[24] وسَمِعَ العَشَرَةُ ذٰلكَ الكلام فٱسْتاؤُوا مِنَ الأَخَوَين.
[25] فدَعاهُم يسوعُ إِليهِ وقالَ لَهم: «تَعلَمونَ أَنَّ رُؤَساءَ الأُمَمِ يَسودونَها، وأَنَّ أَكابِرَها يَتسلَّطونَ علَيها.
[26] فلا يَكُنْ هٰذا فيكُم، بل مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيرًا فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم خادِمًا.
[27] ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم عَبدًا:
[28] هٰكذا ٱبنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس».
[29] وبينَما هم خارِجونَ مِن أَريحا، تَبِعَه جَمعٌ كَثير.
[30] وإِذا أَعمَيانِ جالِسانِ على جانِبِ الطَّريق، فلمَّا سَمِعا أَنَّ يسوعَ مارٌّ مِن هُناكَ صاحا: «رُحْماكَ، يا رَبّ، يا ٱبنَ داود!»
[31] فَٱنتَهَرَهما الجَمعُ لِيَسكُتا. فصاحا أَشَدَّ الصِّياح: «رُحْماكَ يا رَبّ، يا ٱبنَ داود!»
[32] فوقَفَ يسوعُ ودعاهما وقال: «ماذا تُريدانِ أَن أَصنَعَ لَكُما؟»،
[33] قالا لَه: «يا رَبّ، أَن تُفتَحَ أَعيُنُنا».
[34] فأَشفَقَ يسوعُ عليهِما، ولَمَسَ أَعيُنَهما، فأَبصرا لِوَقتِهما وتَبِعاه.