Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< إنجيل مرقس
7
Listen to this chapter • 4 min
[1]
وٱجتَمَعَ لَدَيه الفِرِّيسِيُّونَ وبَعضُ الكَتَبَةِ الآتينَ مِن أُورَشَليم،
[2]
فرَأَوا بَعضَ تَلاميذِه يَتَناوَلونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة
[3]
(لأَنَّ الفِرِّيسِيِّينَ واليهودَ عامَّةً لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغسِلوا أَيدِيَهُم حتَّى المِرفَق، تَمَسُّكًا بِسُنَّةِ الشُّيوخ.
[4]
وإِذا رجَعوا مِنَ السُّوق، لا يَأكُلونَ إِلاَّ بَعدَ أَن يَغتَسِلوا بِإِتْقان. وهُناكَ أَشياءُ أُخرى كَثيرةٌ مِنَ السُّنَّةِ يَتمسَّكونَ بِها، كَغَسْلِ الكُؤُوسِ والجِرارِ وآنِيَةِ النُّحاس).
[5]
فسأَلَه الفِرِّيسيُّونَ والكَتَبة: «لِمَ لا يَجري تلاميذُكَ على سُنَّةِ الشُّيوخ، بل يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة؟»
[6]
فقالَ لَهم: «أَيُّها المُراؤون، أحسَنَ أَشَعْيا في نُبوءتِه عَنكم، كما وَرَدَ في الكِتاب: «هٰذا الشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيه، وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي.
[7]
إِنَّهم بالباطلِ يَعبُدونَني فلَيسَ ما يُعَلِّمونَ مِنَ المذاهِب سِوى أَحكامٍ بَشَرِيَّة».
[8]
إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر».
[9]
وقالَ لَهم: «إِنَّكُم تُحسِنونَ نَقْضَ وَصِيَّةِ الله لِتُقيموا سُنَّتَكم!
[10]
فقد قالَ موسى: «أَكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ»، و«مَن لَعَنَ أَباه أَو أُمَّه، فلْيَمُتْ مَوتًا».
[11]
وأَمَّا أَنتُم فتَقولون: إِذا قالَ أَحَدٌ لأَبيه أَو أُمِّه: كُلُّ شَيءٍ قد أُساعِدُكَ به جَعَلتُه قُربانًا،
[12]
فإِنَّكم لا تَدَعونَه يُساعِدُ أَباه أَو أُمَّه أَيَّ مُساعَدة
[13]
فتَنقُضونَ كَلامَ الله بِسُنَّتِكمُ الَّتي تَتَناقلونَها. وهُناكَ أَشياءُ كثيرةٌ مِثلُ ذٰلكَ تَفعَلون».
[14]
ودعا الجَمعَ ثانِيَةً وقالَ لَهم: «أَصغوا إِلَيَّ كُلُّكُم وٱفهَموا:
[15]
ما مِن شَيءٍ خارِجٍ عنِ الإِنسان إِذا دخَلَ الإِنسانَ يُنَجِّسُه. ولٰكِن ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الّذي يُنَجِّسُ الإِنسان
[16]
مَن كان له لَهُ أُذُنان سامِعَتانِ فَلْيَسْمَع».
[17]
ولَمَّا دَخَلَ البَيتَ مُبتَعِدًا عنِ الجَمْع، سأَلَه تَلاميذُه عَنِ المَثَل،
[18]
فقالَ لَهم: «أَهٰكَذا أَنتُم أَيضًا لا فَهمَ لكم؟ أَلَا تُدرِكونَ أَنَّ ما يَدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه،
[19]
لأَنَّهُ لا يَدخُلُ إِلى القَلْب، بل إِلى الجَوْف، ثُمَّ يَذهَبُ في الخَلاء». وفي قَولِه ذٰلك جَعَلَ الأَطعِمَةَ كُلَّها طاهِرة.
[20]
وقال: «ما يَخرُجُ مِنَ الإِنسان هو الَّذي يُنَجِّسُ الإِنسان،
[21]
لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئَةُ والفُحشُ وَالسَّرِقَةُ والقَتْلُ
[22]
والزِّنى والطَّمَعُ والخُبثُ والمَكْرُ والفُجورُ والحَسَدُ والشَّتْمُ والكِبرِياءُ والغَباوة.
[23]
جَميعُ هٰذِه المُنكَراتِ تَخرُجُ مِن باطِنِ الإِنسانِ فتُنَجِّسُه».
[24]
ومضى مِن هُناكَ، وذَهَبَ إِلى نواحي صور، فدَخَلَ بَيتًا، وكانَ لا يُريدُ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد، فلَم يَستَطِعْ أَن يُخفِيَ أَمرَه.
[25]
فقد سَمِعَت به وَقتَئِذٍ ٱمرَأَةٌ لَها ابنَةٌ صَغيرَةٌ فيها روحٌ نَجِسٌ فجاءَت وٱرتَمَت على قَدَمَيْه.
[26]
وكانتِ المَرْأَةُ وَثَنِيَّةً مِن أَصْلٍ سورِيٍّ فينيقيّ. فسَأَلَته أَن يَطرُدَ الشَّيطانَ عنِ ٱبنَتِها.
[27]
فقالَ لَها: «دَعي البَنينَ أَوَّلاً يَشبَعون، فلا يَحْسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب».
[28]
فأَجابَت: «نَعَم، يا ربّ، ولٰكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأكُلُ تَحتَ المائِدة مِن فُتاتِ الأَطفال».
[29]
فقالَ لَها: «مِن أَجلِ قولِكِ هٰذا، اذْهَبي، فقَد خَرَجَ الشَّيطانُ مِنِ ٱبنَتِكِ».
[30]
فرجَعَت إِلى بَيتِها، فوَجدتِ ٱبنتَها مُلقاةً على السَّرير وقَد خَرَجَ مِنها الشَّيطان.
[31]
وٱنصَرَفَ مِن أَراضي صور ومرَّ بِصَيدا قاصِدًا إِلى بَحْرِ الجَليل، ومُجتازًا أَراضِيَ المُدُنِ العَشْر.
[32]
فجاؤوه بِأَصَمَّ مَعقودِ اللِّسان، وسأَلوه أَن يَضَعَ يَدَيه عليه.
[33]
فٱنفَرَدَ بِه عنِ الجَمْع، وجعَلَ إِصبَعَيه في أُذُنَيه، ثُمَّ تَفَلَ ولَمَسَ لِسانَه.
[34]
ورَفَعَ عَينَيْهِ نَحوَ السَّماءِ وتَنَهَّدَ وقالَ له: «إِفَّتِحْ!» أَيْ: إِنْفَتِحْ.
[35]
فٱنفَتَحَ مِسمَعاه وٱنحَلَّتْ عُقدَةُ لِسانِه، فَتَكَلَّمَ بِلِسانٍ طَليق.
[36]
وأَوصاهم أَلاَّ يُخبِروا أَحَدًا. فكانَ كُلَّما أَكثَرَ مِن تَوصِيَتِهم، أَكثَروا مِن إِذاعَةِ خَبَرِه.
[37]
وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب: «قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها، إِذ جَعَلَ الصُّمَّ يَسمَعون والخُرْسَ يَتَكَلَّمون!».
< Chapter 6
Chapter 8 >