Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< إنجيل مرقس
4
Listen to this chapter • 4 min
[1]
وعادَ إِلى التَّعليمِ بِجانِبِ البَحْر، فٱزدَحَمَ علَيه جَمعٌ كثيرٌ جِدًّا، حتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينَةً في البَحرِ وجَلَسَ فيها، والجَمعُ كُلُّه قائِمٌ في البَرِّ على ساحِلِ البَحْر.
[2]
فعَلَّمَهم بِالأَمثالِ أَشْياءَ كثيرة. وقالَ لَهم في تَعليمِه:
[3]
«إِسمَعوا! هُوَذا الزَّارعُ خَرَجَ لِيَزرَع.
[4]
وبَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه.
[5]
ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرَةٍ لم يَكُنْ فيها تُرابٌ كثير، فنَبَتَ مِن وَقتِه لأَنَّ تُرابَه لم يَكُنْ عَميقًا.
[6]
فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ ٱحتَرَقَ، ولم يَكُنْ لَه أَصْلٌ فيَبِس.
[7]
ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ في الشَّوك، فارتَفَعَ الشَّوكُ وخَنَقَهُ فلَم يُثمِرْ.
[8]
ووَقَعَتِ الحَبَّاتُ الأُخْرى على الأَرضِ الطَّيِّبَة، فٱرتَفَعَت ونَمَت وأَثمَرَت، بَعضُها ثلاثين، وبَعضُها سِتِّين، وبَعضُها مائة».
[9]
وقال: «مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسْمَعْ!».
[10]
فلَمَّا ٱعتَزَلَ الجَمْع، سأَلَه الَّذينَ حَولَه معَ الاِثْنَي عَشَرَ عنِ الأَمثال.
[11]
فقالَ لَهم: «أَنتُم أُعطيتُم سِرَّ مَلكوتِ الله. وأَمَّا سائرُ النَّاس فكُلُّ شَيءٍ يُلقى إِلَيهِم بِالأَمثال
[12]
فيَنظُرونَ نَظَرًا ولا يُبصِرون ويَسمَعونَ سَماعًا ولا يَفهَمون لِئَلاَّ يَرجِعوا فَيُغفَرَ لَهم».
[13]
وقالَ لَهم: «أَما تَفهَمونَ هٰذا المَثَل؟ فكَيفَ تَفهَمونَ سائرَ الأَمثال؟
[14]
فمَن كانوا بِجانِبِ الطَّريق حَيثُ زُرِعَتِ الكَلِمة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَها فيأتي الشَّيطانُ لِوَقتِه ويَذهَبُ بِالكَلِمَةِ المَزروعَةِ فيهِم.
[15]
وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الحَجِرَة، فإِذا سَمِعوا الكَلِمَةَ قَبِلوها مِن وَقتِهم فَرِحين،
[16]
ولٰكِن لا أَصلَ لَهم في أَنفُسِهم، فلا يثبُتونَ على حالة. فإِذا حَدَثَت بَعدَ ذٰلك شِدَّةٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجْلِ الكَلِمة، عَثَروا لِوَقتِهم.
[17]
وبَعضُهمُ الآخَرُ زُرِعوا في الشَّوك، فهٰؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمة،
[18]
ولٰكِنَّ هُمومَ الحَياةِ الدُّنْيا وفِتنَةَ الغِنى وسائرَ الشَّهَواتِ تُداخِلُهم فَتَخنُقُ الكَلِمة، فلا تُخرِجُ ثَمَرًا.
[19]
وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الطَّيِّبَة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَةَ ويَتَقَبَّلونَها فيُثمِرونَ الواحِدُ ثَلاثينَ ضِعفًا والآخَرُ سِتِّين وغَيرُه مائةَ».
[20]
وقالَ لَهم: «أَيأتي السِّراجُ لِيُوضَعَ تَحتَ المِكيالِ أَو تَحتَ السَّرير؟ أَلا يأتي لِيُوضَعَ على المَنارة؟
[21]
فما مِن خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَن.
[22]
مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمَعان فَلْيَسْمَعْ!».
[23]
وقالَ لَهم: «إِنتَبِهوا لِما تَسمَعون! فبِما تَكيلونَ يُكالُ لَكم وتُزادون.
[24]
لأَنَّ مَن كانَ لهُ شَيء، يُعطَى. ومَن لَيسَ له شَيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له».
[25]
وقال: «مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض.
[26]
فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذٰلك.
[27]
فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنبُل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل.
[28]
فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِنجَل، لأَنَّ الحَصادَ قد حان».
[29]
وقال: «بِماذا نُشَبِّهُ مَلَكوتَ الله، أَو بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُه؟
[30]
إِنَّه مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُزورِ الَّتي في الأَرض.
[31]
فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها».
[32]
وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهٰذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها.
[33]
ولَم يُكَلِّمْهُم مِن دُونِ مَثَل، فَإِذا ٱنفَرَدَ بِتَلاميذِه فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء.
[34]
يسوع يسكّن العاصفة
[35]
وقالَ لَهم في ذٰلكَ اليومِ نفسِه عندَ المساء: «لِنَعبُرْ إِلى الشَّاطِئِ المُقابِل».
[36]
فتَركوا الجَمعَ وساروا به وهُو في السَّفينة، وكانَ معَهُ سُفُنٌ أُخرى.
[37]
فعَصَفَتْ رِيحٌ شَديدة وأَخَذَتِ الأَمواجُ تَندَفِعُ على السَّفينة حتَّى كادَت تَمتَلِئ.
[38]
وكانَ هُو في مُؤَخَّرِها نائمًا على الوِسادَة، فأَيقَظوه وقالوا له: «يا مُعَلِّم، أَما تُبالي أَنَّنا نَهلِك؟»
[39]
فٱستَيقَظَ وزَجَرَ الرِّيحَ وقالَ لِلبَحْر: «أُسكُتْ! إِخرَسْ!» فسكَنتِ الرِّيحُ وحدَثَ هُدوءٌ تامّ.
[40]
ثُمَّ قالَ لَهم: «ما لَكم خائفينَ هٰذا الخَوف؟ أَإِلى الآنَ لا إِيمانَ لَكم؟»
[41]
فخافوا خَوفًا شَديدًا وقالَ بَعضُهُم لِبَعْض: «مَن تُرى هٰذا حتَّى تُطيعَه الرِّيحُ والبحر؟».
< Chapter 3
Chapter 5 >