< إنجيل مرقس 3

Listen to this chapter • 3 min
[1] ودَخَلَ ثانيَةً بَعضَ المَجامِع وكانَ فيه رَجُلٌ يَدُه شَلاَّء.
[2] وكانوا يُراقِبونَه لِيَرَوا هَل يَشفيهِ في السَّبْت ومُرادُهم أَن يَشكوه.
[3] فقالَ لِلرَّجُلِ ذي اليَدِ الشَّلاَّء: «قُمْ في وَسْطِ الجَماعة».
[4] ثُمَّ قالَ لهم: «أَعَمَلُ الخَيرِ يَحِلُّ في السَّبتِ أَم عَمَلُ الشَّرّ؟ أَتَخليصُ نَفْسٍ أَم قَتْلُها؟» فظَلُّوا صامِتين.
[5] فأَجالَ طَرْفَه فيهِم مُغضَبًا مُغتَمًّا لِقَساوةِ قُلوبِهم، ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «أُمدُدْ يَدَك». فمَدَّها فعادَت يَدُه صَحيحَة.
[6] فخَرَجَ الفِرِّيسيُّونَ وتآمَروا علَيه لِوَقْتِهم معَ الهِيرودُسِيِّينَ لِيُهلِكوه.
[7] فٱنصَرَفَ يسوعُ إِلى البَحرِ ومعَه تَلاميذُه، وتَبعَه حَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الجَليل، وجَمعٌ كثيرٌ مِنَ اليَهودِيَّة،
[8] ومِن أُورَشَليمَ وأَدومَ وعِبرِ الأُردُنّ ونَواحي صورَ وصَيدا، وقد سَمِعوا بِما يَصنَعُ فجاؤوا إِليه.
[9] فأَمَرَ تَلاميذَه بِأَن يَجعَلوا له زَورَقًا يُلازِمُه، مَخافَةَ أَن يُضايِقَه الجَمع،
[10] لأَنَّه شَفى كَثيرًا مِنَ النَّاس، حتَّى أَصبَحَ كُلُّ مَن بِه عِلَّةٌ يَتَهافَتُ علَيه لِيَلمِسَه.
[11] وكانَتِ الأَرواحُ النَّجِسَة، إِذا رَأَته، تَرتَمي على قَدَمَيه وتَصيح: «أَنتَ ٱبنُ الله!»
[12] فكانَ يَنهاها بِشِدَّةٍ عن كَشْفِ أَمرِه.
[13] وصَعِدَ الجَبَلَ ودَعا الَّذينَ أَرادَهم هو فأَقبلوا إِلَيه.
[14] فأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ لِكَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون،
[15] ولَهم سُلْطانٌ يَطرُدونَ بِه الشَّياطين.
[16] فأَقامَ الاِثنَيْ عَشَر: سِمْعان ولَقَّبَه بُطرُس،
[17] ويَعقوبُ بْنُ زَبَدى ويوحَنَّا أَخو يَعقوب، ولقَّبَهما بَوانَرْجِس، أَي: ٱبنَيِ الرَّعد،
[18] وأَندَراوس وفيلِبُّس وبَرتُلُماوُس، ومتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وتَدَّاوُس وسِمْعانُ الغَيور،
[19] ويَهوذا الإِسْخَرْيوطيّ، ذاكَ الَّذي أَسلَمَه.
[20] وجاءَ إِلى البَيت، فعادَ الجَمعُ إِلى الاِزدِحام، حتَّى لم يَستَطيعوا أَن يَتَناوَلوا طَعامًا.
[21] وبَلَغَ الخَبَرُ ذَويه فَخَرَجوا لِيُمسِكوه، لأَنَّهم كانوا يَقولون: «إِنَّه ضائِعُ الرُّشْد».
[22] وكانَ الكَتَبَةُ الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورَشَليم يَقولون: «إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين».
[23] فدَعاهم وكَلَّمَهم بِالأَمثالِ قال: «كَيفَ يَستَطيعُ الشَّيطانُ أَن يَطرُدَ الشَّيطان؟
[24] فإِذا ٱنقَسَمَت مَملَكَةٌ على نَفْسِها فلا تَستَطيعُ تِلكَ المَملَكَةُ أَن تَثبُت.
[25] وإِذا ٱنقَسَمَ بَيتٌ على نَفْسِه، فلا يَستَطيعُ ذٰلك البَيتُ أَن يَثبُت.
[26] وإِذا ثارَ الشَّيطانُ على نَفسِه فَٱنقَسَم فلا يَستَطيعُ أَن يَثبُت، بل يَنتَهي أَمرُه.
[27] فَما مِن أَحدٍ يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ بَيتَ الرَّجُلِ القَوِيِّ وينهَبَ أَمتِعَتَه، إِذا لم يُوثِقْ ذٰلكَ الرَّجُلَ القَوِيَّ أَوَّلاً، فعِندئذٍ يَنهَبُ بَيتَه.
[28] «الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ كُلَّ شَيءٍ يُغفَرُ لِبَني البَشَرِ مِن خَطيئَةٍ وتَجْديفٍ مَهما بَلَغَ تَجْديفُهم.
[29] وأَمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلا غُفرانَ له أَبدًا، بل هو مُذنِبٌ بِخَطيئةٍ لِلأَبَد».
[30] ذٰلك بأَنَّهم قالوا إِنَّ فيه رُوحًا نَجِسًا.
[31] وجاءَت أُمُّه وإِخوتُه فوقَفوا في خارِجِ الدَّار، وأَرسَلوا إِليهِ مَن يَدْعوه.
[32] وكانَ الجَمعُ جالِسًا حَولَه، فقالوا له: «إِنَّ أُمَّكَ وإِخوَتَكَ في خارِجِ الدَّارِ يَطلُبونَكَ».
[33] فأَجابَهم: «مَن أُمِّي وإِخوَتي؟»
[34] ثُمَّ أَجالَ طَرفَه في الجالِسينَ حَولَه وقال: «هٰؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخوَتي،
[35] لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله هو أَخي وأُخْتي وأُمِّي».