< إنجيل لوقا 24

Listen to this chapter • 5 min
[1] وعِندَ فَجرِ يَومِ الأَحَد جِئنَ إِلى القَبْر، وهُنَّ يَحمِلنَ الطِّيبَ الَّذي أَعدَدنَه.
[2] فوَجَدنَ الحَجَرَ قد دُحرِجَ عنِ القَبْر.
[3] فدَخَلنَ فلَم يَجِدنَ جُثْمانَ الرَّبِّ يسوع.
[4] وبَينَما هُنَّ في حَيرَةٍ مِن ذٰلك، إِذ حَضَرَهُنَّ رَجُلانِ علَيهِما ثِيابٌ بَرَّاقَة،
[5] فخِفْنَ ونَكَسْنَ وُجوهَهُنَّ نَحوَ الأَرض، فقالا لَهُنَّ: «لِماذا تَبحَثنَ عنِ الحَيِّ بَينَ الأَموات؟
[6] إِنَّه لَيسَ هٰهُنا، بل قام. أُذكُرْنَ كَيفَ كَلَّمَكُنَّ إِذ كانَ لا يَزالُ في الجَليل،
[7] فقال: يَجِبُ على ٱبنِ الإِنسانِ أَن يُسلَم إِلى أَيدي الخاطِئين، ويُصلَبَ ويَقومَ في اليَومِ الثَّالِث».
[8] فذَكَرنَ كَلامَه.
[9] ورَجَعنَ مِنَ القَبْر، فأَخبَرنَ الأَحَدَ عَشَرَ والآخَرينَ جَميعًا بِهٰذِهِ الأُمورِ كُلِّها،
[10] وهنَّ مَريَمُ المِجدَلِيَّة وحَنَّة ومَريَمُ أُمُّ يَعقوب، وسائِرُ النِّسوَةِ اللَّواتي مَعَهُنَّ أَخبَرنَ الرُّسُلَ بِتِلكَ الأُمور.
[11] فبَدَت لَهم هٰذه الأَقْوالُ أَشبَهَ بِالهَذَيان ولَم يُصَدِّقوهُنَّ.
[12] غيرَ أَنَّ بُطرُسَ قام فأَسرَعَ إِلى القَبْرِ وٱنحَنى، فلَم يَرَ إِلاَّ اللَّفائِف، فَٱنصَرَفَ إِلى بَيتِه مُتَعَجِّبًا مِمَّا جَرى.
[13] وإِذا بِٱثنَينِ مِنهُم كانا ذَاهِبَينِ، في ذٰلكَ اليَومِ نفسِه، إِلى قَريَةٍ اِسمُها عِمَّاوُس، تَبعُدُ نَحوَ سِتِّينَ غَلوَةً مِن أُورَشَليم.
[14] وكانا يَتَحدَّثانِ بِجَميعِ هٰذِه الأُمورِ الَّتي جَرَت.
[15] وبَينَما هُما يَتَحَدَّثانِ ويَتَجادَلان، إِذا يسوعُ نَفْسُه قد دَنا مِنهُما وأَخَذَ يَسيرُ معَهما،
[16] على أَنَّ أَعيُنَهُما حُجِبَت عن مَعرِفَتِه.
[17] فقالَ لَهما: «ما هٰذا الكَلامُ الَّذي يَدورُ بَينَكُما وأَنتُما سائِران؟» فوَقفا مُكتَئِبَين.
[18] وأَجابَه أَحَدُهما وٱسمُه قَلاوبا: «أَأَنتَ وَحدَكَ نازِلٌ في أُورَشَليم ولا تَعلَمُ الأُمورَ الَّتي جَرَت فيها هٰذِه الأَيَّام؟»
[19] فقالَ لَهما: «ما هي؟» قالا له: «ما يَختَصُّ بِيَسوعَ النَّاصِريّ، وكانَ نَبِيًّا مُقتَدِرًا على العَمَلِ والقَولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه،
[20] كَيفَ أَسلَمَه عُظَماءُ كَهَنَتِنا ورُؤَساؤُنا لِيُحكَمَ علَيهِ بِالمَوت، وكَيفَ صَلَبوه.
[21] وكُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل. ومعَ ذٰلكَ كُلِّه فهٰذا هوَ اليَومُ الثَّالِثُ مُذ جَرَت تِلكَ الأُمور.
[22] غيرَ أَنَّ نِسوَةً مِنَّا قد حَيَّرنَنا، فإِنَّهُنَّ بَكَرنَ إِلى القَبْرِ
[23] فلَم يَجِدنَ جُثمانَه فرَجَعنَ وقُلنَ إِنَّهُنَّ أَبْصَرْنَ في رُؤيةٍ مَلائكةً قالوا إِنَّه حَيّ.
[24] فذهَبَ بَعضُ أَصْحابِنا إِلى القَبْر، فوَجَدوا الحالَ على ما قالَتِ النِّسوَة. أَمَّا هو فلَم يَرَوه».
[25] فقالَ لَهما: «يا قَليلَيِ الفَهم وبطيئَيِ القَلْبِ عنِ الإِيمانِ بِكُلِّ ما تَكَلَّمَ بِه الأَنبِياء.
[26] أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه؟»
[27] فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما في جَميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه.
[28] ولمَّا قَرُبوا مِنَ القَريَةِ الَّتي يَقصِدانِها، تَظاهَرَ أَنَّه ماضٍ إِلى مَكانٍ أَبعَد.
[29] فأَلَحَّا علَيه قالا: «أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار». فدَخَلَ لِيَمكُثَ معَهما.
[30] ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام، أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهما.
[31] فٱنفَتَحَت أَعيُنُهما وعَرفاه فغابَ عنهُما.
[32] فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: «أَما كانَ قَلبُنا مُتَّقِدًا في صَدرِنا، حينَ كانَ يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لَنا الكُتُب؟»
[33] وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين،
[34] وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقًّا وتَراءَى لِسِمْعان.
[35] فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز.
[36] وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: «السَّلامُ علَيكُم!»
[37] فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحًا.
[38] فقالَ لَهم: «ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟
[39] أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَمَيَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وٱنظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ لَيسَ لَه لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي».
[40] قالَ هٰذا وأَراهُم يَدَيهِ وقَدَمَيه.
[41] غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: «أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟»
[42] فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ.
[43] فأَخَذَها وأَكَلَها بِمَرأًى مِنهُم.
[44] ثُمَّ قالَ لَهم: «ذٰلك كلامي الَّذي قُلتُه لكم إِذ كُنتُ مَعَكم وهو أَنَّه يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير».
[45] وحينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب،
[46] وقالَ لَهم: «كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويَقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث،
[47] وتُعلَنُ بِٱسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتداءً مِن أُورَشَليم.
[48] وأَنتُم شُهودٌ على هٰذه الأُمور.
[49] وإِنِّي أُرسِلُ إِلَيكم ما وَعَدَ بهِ أَبي. فَٱمكُثوا أَنتُم في المَدينَة إِلى أَن تُلبَسوا قُوَّةً مِنَ العُلى».
[50] ثُمَّ خَرَجَ بِهم إِلى القُرْبِ مِن بَيتَ عَنْيا، ورَفَعَ يَدَيهِ فبارَكَهم.
[51] وبَينَما هو يُبارِكُهم، اِنفَصَلَ عَنهم ورُفِعَ إِلى السَّماءِ.
[52] فسَجَدوا له، ثُمَّ رَجَعوا إِلى أُورَشَليم وهُم في فَرَحٍ عَظيم.
[53] وكانوا يُلازِمونَ الهَيكَلَ وهُم يُبارِكونَ الله.