< إنجيل لوقا 23

Listen to this chapter • 5 min
[1] ثُمَّ قامَت جَماعَتُهم كُلُّها فساقوه إِلى بيلاطُس
[2] وأَخذوا يَتَّهِمونَهُ قالوا: «وَجَدْنا هٰذا الرَّجُلَ يَفتِنُ أَمَّتَنا، ويَنهى عَن دَفْعِ الجِزيَةِ إِلى قَيصَر، ويَقولُ إِنَّهُ المسيحُ المَلِك».
[3] فسأَلَه بيلاطُس: «أَأَنتَ مَلِكُ اليَهود؟» فأَجابَ: «هو ما تقول».
[4] فقالَ بيلاطُسُ لِعُظَماءِ الكَهَنَةِ والجُموع: «لا أَجِدُ في هٰذا الرَّجُلِ سَبَبًا لِٱتِّهامِه».
[5] فقالوا مُلِحِّين: «إِنَّهُ يُثيرُ الشَّعبَ بِتَعليمِه في اليَهودِيَّةِ كُلِّها، مِنَ الجَليلِ إِلى هٰهُنا».
[6] فلمَّا سَمِعَ بيلاطُس سأَلَ هَلِ الرَّجُلُ جَليليّ.
[7] فلمَّا عَرَفَ أَنَّه مِن وِلايَةِ هيرودُس أَرسَلَه إِلى هيرودُس، وكانَ هو أَيضًا في أُورَشَليمَ في تلك الأَيَّام.
[8] فلمَّا رأَى هيرودُسُ يسوع سُرَّ سُرورًا عَظيمًا، لأَنَّه كانَ يَتَمَنَّى مِن زَمَنٍ بَعيدٍ أَن يَراهُ لِما يَسمَعُ عَنه، ويَرْجو أَن يَشهَدَ آيَةً يَأتي بِها.
[9] فسأَلَه بِكَلامٍ كَثير، أَمَّا هو فلَم يُجِبْهُ بِشَيء.
[10] وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يَتَّهِمونَهُ بِعُنف.
[11] فٱحتَقَره هيرودُسُ وجُنودُه، وسَخِرَ مِنهُ فأَلبَسَه ثَوبًا بَرَّاقًا، ورَدَّه إِلى بيلاطُس.
[12] وتَصادَقَ هيرودُسُ وبيلاطُسُ يَومَئِذٍ وكانا قَبْلاً مُتَعادِيَيْن.
[13] فدَعا بيلاطُسُ عُظَماءَ الكَهَنَةِ والرُّؤَساءَ والشَّعب
[14] وقالَ لَهم: «أَحضَرتُم لَدَيَّ هٰذا الرَّجُلَ على أَنَّهُ يَفتِنُ الشَّعْب. وها قد حَقَّقتُ في الأَمرِ بِمَحضَرٍ مِنكُم، فلَم أَجِدْ على هٰذا الرَّجُلِ شيئًا مِمَّا تَتَّهِمونَه بِه،
[15] ولا هيرودُس، لأَنَّه رَدَّهُ إِلَينا. فهُوَ إِذًا لم يَفعَلْ ما يَستَوجِبُ بِه المَوت
[16] فسأُعاقِبُه ثُمَّ أُطلِقُه».
[17] فصاحوا بِأَجمَعِهِم: «أَعْدِمْ هٰذا وأَطلِقْ لَنا بَرأَبَّا!»
[18] وكانَ ذاك قد أُلقِيَ في السِّجْنِ لِفِتنَةٍ حَدَثَت في المدينة وجَريمَةِ قَتْل.
[19] فخاطَبَهُم بيلاطُسُ ثانِيَةً لِرَغْبَتِه في إِطلاقِ يسوع.
[20] فصاحوا: «إِصلِبْهُ، ٱصلِبْه!»
[21] فقالَ لَهم ثالثةً: «فأَيَّ شَرٍّ فَعَلَ هٰذا الرَّجُل؟ لم أَجِدْ سَبَبًا يَستَوجِبُ بِه الموت، فسأُعاقِبُه ثُمَّ أُطلِقُه».
[22] فأَلَحُّوا علَيهِ بِأَعلى أَصواتِهِم طالِبينَ أَن يُصلَب، وَٱشتَدَّ صِياحُهم.
[23] فقَضى بيلاطُسُ بِإِجابَةِ طَلَبِهم.
[24] فأَطلَقَ مَن كانَ قد أُلقِيَ في السِّجنِ لِفِتنَةٍ وجريمةِ قَتْل، ذاكَ الَّذي طَلَبوه، وأَسلَمَ يسوعَ إِلى مَشيئَتِهم.
[25] وبَينما هم ذاهبونَ بِه، أَمسكوا سِمعان، وهو رَجُلٌ قِيرينيٌّ كانَ آتِيًا مِنَ الرِّيف، فجَعَلوا علَيهِ الصَّليبَ لِيَحمِلَه خَلْفَ يَسوع.
[26] وتَبِعَه جَمعٌ كثيرٌ مِنَ الشَّعب، ومِن نِساءٍ كُنَّ يَضرِبنَ الصُّدورَ ويَنُحنَ علَيه.
[27] فٱلتَفَتَ يَسوعُ إِليهِنَّ فقال: «يا بَناتِ أُورَشَليمَ، لا تَبكِينَ عَليَّ، بلِ ٱبكِينَ على أَنفُسِكُنَّ وعلى أَولادِكُنَّ.
[28] فها هي ذي أَيَّامٌ تَأتي يقولُ النَّاسُ فيها: طوبى للعواقِرِ والبُطونِ الَّتي لم تَلِدْ، والثُّدِيِّ الَّتي لم تُرضِعْ.
[29] وعِندَئِذٍ يأخُذُ النَّاسُ يَقولونَ لِلجِبال: أُسقُطي علَينا، ولِلتِّلالِ: غَطِّينا.
[30] فإِذا كانَ يُفعَلُ ذٰلك بِالشَّجَرَةِ الخَضْراء، فأَيًّا يَكونُ مَصيرُ الشَّجَرَةِ اليابِسة؟»
[31] وسيقَ أَيضًا آخَرانِ مُجرِمانِ لِيُقتَلا معَه.
[32] ولمَّا وَصَلوا إِلى المَكانِ المَعروفِ بالجُمجُمة، صَلَبوهُ فيهِ والمُجرِمَيْن، أَحَدُهما عنِ اليَمينِ والآخَرُ عَنِ الشِّمال.
[33] فقالَ يسوع: «يا أَبَتِ ٱغفِرْ لَهم، لأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون». ثُمَّ ٱقتَسموا ثِيابَه مُقتَرِعينَ علَيها.
[34] ووقَفَ الشَّعْبُ هُناكَ يَنظُر، والرُّؤَساءُ يَهزَأُونَ فيقولون: «خَلَّصَ غَيرَهُ فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَه، إِن كانَ مَسيحَ اللهِ المُختار!»
[35] وسَخِرَ مِنه الجُنودُ أَيضًا، فدَنَوا وقرَّبوا إِلَيه خَلًّا وقالوا:
[36] «إِن كُنتَ مَلِكَ اليَهود فخَلِّصْ نَفْسَكَ!»
[37] وكانَ أَيضًا فَوقَه كِتابَةٌ خُطَّ فيها: «هٰذا مَلِكُ اليَهود».
[38] وأَخَذَ أَحَدُ المُجرِمَينِ المُعَلَّقَينِ على الصَّليبِ يَشتُمُه فيَقول: «أَلستَ المَسيح؟ فخَلِّصْ نَفْسَكَ وخَلِّصْنا!»
[39] فٱنتَهَرَه الآخَرُ قال: «أَوَما تَخافُ الله وأَنتَ تُعاني العِقابَ نَفْسَه!
[40] أَمَّا نَحنُ فعِقابُنا عَدْل، لأَنَّنا نَلْقى ما تَستَوجِبُه أَعْمالُنا. أَمَّا هو فلَم يَعمَلْ سُوءًا».
[41] ثُمَّ قال: «أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ».
[42] فقالَ لَه: «الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ستَكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس».
[43] وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الظُّهر، فخَيَّمَ الظَّلامُ على الأَرضِ كُلِّها حتَّى الثَّالِثَة،
[44] لأَنَّ الشَّمسَ قدِ ٱحتَجَبَت. وٱنشَقَّ حِجابُ المَقدِسِ مِنَ الوَسَط.
[45] فصاحَ يسوعُ بِأَعلى صَوتِه قال: «يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي!» قالَ هٰذا ولَفَظَ الرُّوح.
[46] فَلَمَّا رأَى قائِدُ المائَةِ ما حَدَثَ، مَجَّدَ اللهَ وقال: «حَقًّا هٰذا الرَّجُلُ كانَ بارًّا!»
[47] وكذٰلِكَ الجَماهيرُ الَّتي ٱحتَشَدَت، لِترى ذٰلكَ المَشهَد فعايَنَت ما حَدَث، رَجَعَت جَميعًا وهي تَقرَعُ الصُّدور.
[48] ووَقَفَ عن بُعدٍ جميعُ أَصدِقائِه والنِّسوَةُ اللَّواتي تَبِعنَهُ مِنَ الجَليل، وكانوا يَنظُرونَ إِلى تِلكَ الأُمور.
[49] وجاءَ رَجُلٌ ٱسمُه يوسُف، وهو عُضْوٌ في المَجلِس، وٱمرُؤٌ صالِحٌ بارٌّ
[50] لم يُوافِقْهم على قَصْدِهِم ولا عَمَلِهم، وكانَ مِنَ الرَّامَة وهي مَدينةٌ لِليَهود، وكانَ يَنتَظِرُ مَلَكوتَ الله،
[51] فذَهَبَ إِلى بيلاطُس وطلَبَ جُثْمانَ يسوع.
[52] ثُمَّ أَنزَلَه عنَ الصَّليبِ ولَفَّه في كَتَّان، ووَضَعَهُ في قَبرٍ حُفِرَ في الصَّخرِ لم يَكُنْ قد وُضِعَ فيهِ أَحَد.
[53] وكانَ اليَومُ يَومَ التَّهْيِئَة وقد بَدَت أَضواءُ السَّبْت.
[54] وكانَ النِّسوَةُ اللَّواتي جِئنَ مِنَ الجَليلِ مَعَ يسوع يَتبَعنَ يوسُف، فأَبصَرنَ القَبْرَ وكَيفَ وُضِعَ فيهِ جُثمانُه.
[55] ثُمَّ رَجَعنَ وأَعدَدنَ طِيبًا وحَنوطًا، واستَرَحنَ راحةَ السَّبْتِ على ما تَقْضي بِه الوَصِيَّة.