< إنجيل لوقا 21

Listen to this chapter • 4 min
[1] ورَفَعَ طَرْفَه فرأَى الَّذينَ يُلْقونَ هِباتِهِم في الخِزانة، وكانوا مِنَ الأَغنِياء.
[2] ورأَى أَرمَلَةً مِسكينَةً تُلْقي فيها فَلسَين.
[3] فقالَ: «بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ الفَقيرةَ أَلْقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا،
[4] لأَنَّ هٰؤُلاءِ كُلَّهم أَلقَوا في الهِباتِ مِنَ الفاضِلِ عن حاجاتِهم، وأَمَّا هي فإِنَّها مِن حاجَتِها أَلقَت جَميعَ ما تَملِكُ لِمَعيشَتِها».
[5] وقالَ بَعضُهم في الهَيكلِ إِنَّه مُزَيَّنٌ بِالحِجارَةِ الحَسَنَةِ وتُحَفِ النُّذور، فقال:
[6] «هٰذا الَّذي تَنظُرونَ إِلَيه سَتأتي أَيَّامٌ لن يُترَكَ مِنه حَجَرٌ على حَجَر مِن غَيرِ أَن يُنقَض».
[7] فسأَلوه: «يا مُعَلِّم، ومَتى تَكونُ هٰذه، وما تكونُ العَلامَةُ أَنَّ هٰذِه كُلَّها تُوشِكُ أَن تَحدُث؟»
[8] فقال: «إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكُم أَحَد! فسَوفَ يأتي كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ ٱسمي فيَقولون: أَنا هُو! قد حانَ الوَقْت! فلا تَتبَعوهم.
[9] وإِذا سَمِعتُم بِالحُروبِ والفِتَن فلا تَفزَعوا، فَإِنَّه لا بُدَّ مِن حُدوثِها أَوَّلاً، ولٰكِن لا تَكونُ النِّهايَةُ عِندَئِذٍ».
[10] ثُمَّ قالَ لَهم: «ستَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّة، ومَملَكَةٌ على مَملَكَة،
[11] وتَحدُثُ زَلازِلُ شديدة ومَجاعاتٌ وأَوبِئَةٌ في أَماكِنَ كَثيرة، وستَحدُثُ أَيضًا مَخاوفُ تأتي مِنَ السَّماءِ وعَلاماتٌ عظيمة.
[12] «وقَبلَ هٰذا كُلِّه يَبسُطُ النَّاسُ أَيدِيَهُم إِلَيكُم، ويَضطَهِدونَكم، ويُسلِمونَكم إِلى المَجامِعِ والسُّجون، وتُساقونَ إِلى المُلوكِ والحُكَّامِ مِن أَجْلِ ٱسمي.
[13] فيُتاحُ لَكم أَن تُؤَدُّوا الشَّهادَة.
[14] فٱجعَلوا في قُلوبِكم أَن لَيسَ علَيكم أَن تُعِدُّوا الدِّفاعَ عن أَنفُسِكم.
[15] فسَأُوتيكم أَنا مِنَ الكَلامِ والحِكَمَةِ ما يَعجِزُ جَميعُ خُصومِكم عَن مُقاوَمَتِه أَوِ الرَّدِّ علَيه.
[16] وسيُسلِمُكُمُ الوالِدونَ والإِخوَةُ والأَقارِبُ والأَصدِقاءُ أَنفُسهم، ويُميتونَ أُناسًا مِنكم،
[17] ويُبغِضُكُم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجْلِ ٱسمي.
[18] ولَن تُفقَدَ شَعْرَةٌ مِن رُؤُوسِكم.
[19] إِنَّكم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكم.
[20] «فَإِذا رَأَيتُم أُورَشَليمَ قد حاصَرتْها الجُيوش، فٱعلَموا أَنَّ خَرابَها قدِ ٱقتَرَبَ.
[21] فمَن كانَ يَومَئِذٍ في اليَهودِيَّة فَلْيَهْرُبْ إِلى الجِبال، ومَن كانَ في وَسَطِ المَدينَة فَلْيَخْرُجْ مِنها، ومَن كانَ في الحُقول فلا يَدخُلْها،
[22] لأَنَّ هٰذِه الأَيَّامَ أَيَّامُ نِقمَةٍ يَتِمُّ فيها جَميعُ ما كُتِب.
[23] الوَيلُ لِلحَوامِلِ والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأَيَّام، فَسَتنزِلُ الشِّدَّةُ بِهٰذا البَلَد ويَنزِلُ الغَضَبُ على هٰذا الشَّعْب،
[24] فيَسقُطونَ قَتْلى بِحَدِّ السَّيف ويُؤخَذونَ أَسْرى إِلى جَميعِ الأُمَم، وتَدوسُ أُورَشَليمَ أَقدامُ الوَثَنيِّينَ إِلى أَن يَنقَضيَ عَهْدُ الوَثَنِيِّين.
[25] «وسَتَظهَرُ عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقَمرِ والنُّجوم، ويَنالُ الأُمَمَ كَرْبٌ في الأَرضِ وقَلَقٌ مِن عَجيجِ البَحرِ وجَيَشانِه،
[26] وتَزهَقُ نُفوسُ النَّاسِ مِنَ الخَوف ومِن تَوَقُّعِ ما يَنزِلُ بِالعالَم، لأَنَّ أَجرامَ السَّماءِ تَتَزَعزَع،
[27] وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ٱبنَ الإِنسانِ آتِيًا في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال.
[28] وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هٰذِه الأُمور، فٱنتَصِبوا قائمين وَٱرفَعوا رُؤُوسَكُم لأَنَّ ٱفتِداءَكم يَقتَرِب».
[29] وضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: «ٱنظُروا إِلى التِّينَةِ وسائِرِ الأَشجار.
[30] فما إِن تُخرِجُ بَراعِمَها حتَّى تَعرِفوا بِأَنفُسِكم مِن نَظَرِكم إِلَيها أَنَّ الصَّيفَ قَريب.
[31] وكَذٰلِكَ أَنتُم إِذا رَأَيتُم هٰذِه الأُمورَ تَحدُث، فٱعلَموا أَنَّ مَلكوتَ اللهِ قَريب.
[32] الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَن يَزولَ هٰذا الجيل حَتَّى يَحدُثَ كُلُّ شَيء.
[33] السَّماءُ والأَرضُ تَزولانِ وكَلامي لن يَزول.
[34] «فٱحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ القُصوفُ والسُّكْرُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذٰلِكَ اليَومُ
[35] كأَنَّه الفَخّ، لأَنَّه يُطبِقُ على جَميعِ مَن يَسْكُنونَ وَجهَ الأَرضِ كُلِّها.
[36] فٱسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هٰذه الأُمورِ الَّتي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ٱبنِ الإِنْسان».
[37] وكانَ في النَّهارِ يُعَلِّمُ في الهَيكَل، ثُمَّ يَخرُجُ فيَبيتُ لَيلاً في الجَبَلِ الَّذي يُقالُ لَه جَبَلُ الزَّيتون.
[38] وكانَ الشَّعبُ كُلُّه يأتي إِلَيه بُكرَةً في الهَيكَلِ لِيَستَمِعَ إِلَيه.