< إنجيل لوقا 18

Listen to this chapter • 4 min
[1] وضرَبَ لَهم مَثَلاً في وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل،
[2] قال: «كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس.
[3] وكانَ في تلكَ المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي.
[4] فأَبى علَيها ذٰلِكَ مُدَّةً طَويلة، ثُمَّ قالَ في نَفْسِه: أَنا لا أَخافُ اللهَ ولا أَهابُ النَّاس،
[5] ولٰكِنَّ هٰذِه الأَرمَلَةَ تُزعِجُني، فسَأُنصِفُها لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأتي وتَصدَعَ رَأسي».
[6] ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسمَعوا ما قالَ القاضي الظَّالِم.
[7] أَفَما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونَه نهارًا ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟
[8] أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إِلى إِنصافِهم. ولٰكِن، متى جاءَ ٱبنُ الإِنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟»
[9] وضَرَبَ أَيضًا هٰذا المَثَلَ لِقَومٍ كانوا مُتَيَقِّنين أَنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس:
[10] «صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ جابٍ.
[11] فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِمًا يُصَلِّي فيَقولُ في نَفْسِه: «اللَّهُمَّ، شُكرًا لَكَ لأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالِمينَ الفاسِقين، ولا مِثْلَ هٰذا الجابي.
[12] إِنِّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني».
[13] أَمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيدًا لا يُريدُ أَن يَرفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَهُ ويقول: «اللَّهُمّ ارْحَمْني أَنا الخاطِئ!»
[14] أَقولُ لَكم إِنَّ هٰذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبرورًا وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِعَ، ومَن وَضَعَ نَفْسَه رُفِع».
[15] وأَتَوه بِالأَطفالِ أَيضًا لِيَضَعَ يَدَيهِ علَيهِم. فلمَّا رأَى التَّلاميذُ ذٰلِكَ ٱنتَهَروهم.
[16] فدَعا يسوعُ الأَطفالَ إِليه وقال: «دَعوا الأَطفالَ يأتونَ إِلَيَّ، لا تَمنَعوهم، فلأَمثالِ هٰؤلاءِ مَلَكوتُ الله.
[17] الحَقَّ أَقولُ لكم: مَن لم يَقبَلْ مَلَكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفْلِ لا يَدْخُلْه.
[18] وسأَلَه أَحَدُ الوُجَهاء: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟»
[19] فقالَ لَه يسوع: «لِمَ تَدعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه.
[20] أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا: لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسرِقْ، لا تَشهَدْ بِالزُّور، أَكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ».
[21] فقال: «هٰذا كُلُّه حَفِظتُه مُنذُ صِباي!»
[22] فلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ ذٰلِكَ قالَ لَه: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ بَعدُ: بِعْ جَميعَ ما تَملِك ووَزِّعْه على الفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّمٰوات، وتَعالَ فَٱتبَعْني».
[23] فلمَّا سَمِعَ ذٰلك ٱغتَمَّ لأَنَّه كانَ غَنِيًّا جِدًّا.
[24] فلَمَّا رأَى يسوعُ ما كانَ مِنهُ قال: «ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ على ذَوي المال.
[25] فَلَأَن يَدخُلَ الجَمَلُ في ثَقْبِ الإِبرَة أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلَكوتَ الله».
[26] فقالَ السَّامِعون: «فمَن يَقدِرُ أَن يَخلُص؟»
[27] فقال: «ما يُعجِزُ النَّاسَ فإِنَّ اللهَ عَليهِ قَدير».
[28] فقالَ لَه بُطرُس: «ها قَد تَرَكْنا نَحنُ ما عِندَنا وتَبِعْناك».
[29] فقالَ لَهم: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما مِن أَحدٍ تَرَكَ بَيتًا أَوِ ٱمرَأَةً أَو إِخوَةً أَو والِدَينِ أَو بَنينَ مِن أَجْلِ مَلَكوتِ الله،
[30] إِلاَّ نالَ في هٰذه الدُّنْيا أَضعافًا، ونالَ في الآخِرَةِ الحَياةَ الأَبَدِيَّة».
[31] ومَضى بِالاِثنَيْ عَشَرَ فقالَ لَهم: «ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أُورَشَليم، فَيَتِمُّ جَميعُ ما كَتَبَ الأَنبِياءُ في شأنِ ٱبنِ الإِنسان:
[32] فسيُسلَمُ إِلى الوَثَنِيِّين فيَسخَرونَ مِنهُ ويَشتِمونَه، ويَبصُقونَ علَيه،
[33] ويَجلِدونَه فيَقتُلونَه، وفي اليومِ الثَّالِثِ يَقوم».
[34] فلَم يَفهَموا شَيئًا مِن ذٰلِكَ، وكانَ هٰذا الكَلامُ مُغلَقًا علَيهم، فلَم يُدرِكوا ما قيل.
[35] وٱقتَرَبَ مِن أَريحا، وكانَ رَجُلٌ أَعْمى جالِسًا على جانِبِ الطَّريقِ يَستَعطي.
[36] فلمَّا سَمِعَ صَوتَ جَمْعٍ يَمُرُّ بِالمَكان، اِستَخبَرَ عن ذٰلك ما عَسى أَن يَكون.
[37] فأَخبَروهُ أَنَّ يسوعَ النَّاصِريَّ مارٌّ مِن هُناك.
[38] فأَخَذَ يَصيحُ فيَقول: «رُحْماكَ يا يسوعَ ٱبنَ داود!»
[39] فٱنتَهَرَه الَّذينَ يَسيرونَ في المُقَدِّمَةِ لِيَسكُت. فصاحَ أَشَدَّ الصِّياحِ قال: «رُحْماكَ يا ٱبنَ داود!»
[40] فوقَفَ يسوع وأَمرَ بِأَن يُؤتى بِه. فَلَمَّا دنا سأَلَه:
[41] «ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لَكَ؟» فقال: «يا ربّ، أَن أُبصِر».
[42] فقالَ له يسوع: «أَبصِرْ، إِيمانُكَ خَلَّصَكَ!»
[43] فأَبصَرَ مِن وَقتِه وتَبِعَه وهو يُمَجِّدُ الله، وَرأَى الشَّعبُ بِأَجمَعِه ما جَرى فسَبَّحَ الله.