< إنجيل لوقا 17

Listen to this chapter • 3 min
[1] وقالَ لِتَلاميذِه: «لا مَحالَةَ من وُجودِ أَسْبابِ العَثَرات، ولٰكِنِ الوَيلُ لِمَن تَأتي عن يَدِه.
[2] فَلَأَن تُعَلَّقَ الرَّحى في عُنُقِهِ ويُلْقى في البَحر أولى به مِن أَن يَكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لأَحَدِ هٰؤلاءِ الصِّغار.
[3] فخُذوا الحَذَرَ لأَنفُسِكم. «إِذا خَطِئَ إِلَيكَ أَخوكَ فوَبِّخْهُ، وإِن تابَ فَٱغفِرْ له.
[4] وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَٱغفِرْ له».
[5] وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنا إِيمانًا».
[6] فقالَ الرَّبّ: «إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمِقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهٰذِه التُّوتَة: إِنقَلِعي وَٱنغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم.
[7] «مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَٱجلِسْ لِلطَّعام!
[8] أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، وٱشْدُدْ وَسَطَكَ وٱخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟
[9] أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟
[10] وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه».
[11] وبَينَما هو سائِرٌ إِلى أُورَشَليم، مَرَّ بِالسَّامِرَةِ والجَليل.
[12] وعِندَ دُخولِه بَعضَ القُرى، لَقِيَه عَشَرَةٌ مِنَ البُرْص، فوقَفوا عن بُعدٍ،
[13] ورَفعوا أَصواتَهم قالوا: «رُحْماكَ يا يسوع، أَيُّها المُعَلِّم!»
[14] فلَمَّا رآهُم قالَ لَهم: «أُمضُوا إِلى الكَهَنَةِ فَأَرُوهُم أَنفُسَكم». وبَيْنَما هُم ذاهِبونَ بَرِئوا.
[15] فلمَّا رأَى واحِدٌ مِنهُم أَنَّه قد بَرِئَ، رجَعَ وهُو يُمَجِّدُ اللهَ بِأَعلى صَوتِه،
[16] وسَقَطَ على وَجهِه عِندَ قَدَمَي يَسوعَ يَشكُرُه، وكانَ سامِريًّا.
[17] فقالَ يسوع: «أَليسَ العَشَرَةُ قد بَرِئوا؟ فأَينَ التِّسعَة؟
[18] أَما كانَ فيهِم مَن يَرجِعُ ويُمَجِّدُ اللهَ سِوى هٰذا الغَريب؟»
[19] ثُمَّ قالَ له: «قُمْ فامضِ، إِيمانُكَ خَلَّصَكَ».
[20] وسأَلَه الفِرِّيسِيُّونَ مَتى يَأتي مَلكوتُ الله. فأَجابَهم: «لا يأتي مَلَكوتُ اللهِ على وَجهٍ يُراقَب.
[21] ولَن يُقال: ها هُوَذا هُنا، أَو ها هُوَذا هُناك. فها إِنَّ مَلٰكوتَ اللهِ بَينَكم».
[22] وقالَ لِلتَّلاميذ: «ستأتي أَيَّامٌ تَشتَهونَ فيها أَن تَرَوا يومًا واحِدًا مِن أَيَّامِ ٱبنِ الإِنسانِ ولَن تَرَوا.
[23] وسيُقالُ لَكم: ها هُوَذا هُناك، ها هُوذا هُنا، فلا تَذهَبوا ولا تَندَفِعوا.
[24] فكَما أَنَّ البَرقَ يَبرُقُ فيَلمَعُ مِن أُفُقٍ إِلى أُفُقٍ آخَر، فكذٰلِكَ يكونُ ٱبنُ الإِنسانِ يَومَ مَجيئِه.
[25] ولٰكِن يَجِبُ عَليهِ قَبلَ ذٰلِكَ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه هٰذا الجيل.
[26] وكما حدَثَ في أَيَّامِ نوح، فكذٰلِكَ يَحدُثُ في أَيَّامِ ٱبنِ الإِنسان:
[27] كانَ النَّاسُ يأكُلونَ ويشرَبون، والرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ والنِّساءُ يُزَوَّجْنَ، إِلى يَومَ دخَلَ نُوحٌ السَّفينة، فجاءَ الطُّوفانُ وأَهلَكَهُم أَجمَعين.
[28] وكما حَدثَ في أَيَّامِ لُوط، إِذ كانوا يأكُلونَ ويَشرَبون، ويَشتَرونَ وَيَبيعُونَ، ويَغرِسونَ ويَبْنون،
[29] ولٰكِن يَومَ خَرَجَ لوطٌ مِن سَدوم، أَمطَرَ اللهُ نارًا وكِبريتًا مِنَ السَّماء فأَهلَكَهم أَجمَعين،
[30] فكذٰلِكَ يَكونُ الأَمْرُ يَومَ يَظهَرُ ٱبنُ الإِنسان.
[31] فمَن كانَ في ذٰلك اليَومِ على السَّطحِ وأَمتِعَتُه في البيت، فلا يَنزِلْ لِيَأْخُذَها. ومَن كانَ في الحَقْلِ فلا يَرتَدَّ إِلى الوَراء.
[32] تذَكَّروا ٱمرَأَةَ لوط!
[33] مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حَياتَه يَفقِدُها، ومَن فقَدَ حَياتَه يُخَلِّصُها.
[34] أَقولُ لَكم: سيَكونُ في تِلكَ اللَّيلَةِ رَجُلانِ على سَريرٍ واحِد، فَيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر.
[35] وتَكونُ ٱمرَأَتانِ تَطحَنانِ معًا، فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى»
[36] فسأَلوه: «أَينَ، يا رَبّ؟» فقالَ لَهم: «حَيثُ تكونُ الجيفَة تَتجمَّعُ النُّسور».