< إنجيل لوقا 15

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكانَ الجُباةُ والخاطِئونَ يَدنونَ مِنه جَميعًا لِيَستَمِعوا إِلَيه.
[2] فكانَ الفِرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ يَتَذَمَّرونَ فيَقولون: «هٰذا الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الخاطِئينَ ويَأكُلُ مَعَهم!»
[3] فضَرَبَ لَهم هٰذا المَثَلَ قال:
[4] «أَيُّ امرِئ مِنكُم إِذا كانَ لَه مائةُ خروف فأَضاعَ واحِدًا مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتَّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِ حتَّى يَجِدَه؟
[5] فإِذا وَجدَه حَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحًا،
[6] ورجَعَ بِه إِلى البَيت ودَعا الأَصدِقاءَ والجيرانَ وقالَ لَهم: إِفرَحوا معي، فَقد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ!
[7] أَقولُ لَكم: هٰكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة.
[8] «أَم أَيَّةُ ٱمرَأَةٍ إِذا كانَ عِندَها عَشرَةُ دَراهِم، فأَضاعَت دِرهَمًا واحِدًا، لا تُوقِدُ سِراجًا وتَكنُسُ البَيت وتَجِدُّ في البَحثِ عنه حتَّى تَجِدَه؟
[9] فإِذا وَجَدَتهُ دَعَتِ الصَّديقاتِ والجاراتِ وقالت: إِفرَحْنَ معي، فقد وَجَدتُ دِرهَمِيَ الَّذي أَضَعتُه!
[10] أَقولُ لَكم: هٰكذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب».
[11] وقال: «كانَ لِرَجُلٍ ٱبنان.
[12] فقالَ أَصغَرُهما لأَبيه: يا أَبَتِ أَعطِني النَّصيبَ الَّذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَه بَينَهما.
[13] وبَعدَ بِضعَةِ أَيَّامٍ جَمَعَ الِٱبنُ الأَصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَه هُناكَ في عيشَةِ إِسراف.
[14] فَلَمَّا أَنفَقَ كُلَّ شَيء، أَصابَت ذٰلكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأَخَذَ يَشْكو العَوَز.
[15] ثُمَّ ذَهَبَ فٱلتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أَهلِ ذٰلكَ البَلَد، فأَرسَلَه إِلى حُقولِه يَرْعى الخَنازير.
[16] وكانَ يَشتَهي أَن يَملَأَ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الَّذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أَحَد.
[17] فرَجَعَ إِلى نَفسِه وقال: كم أَجيرٍ لأَبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأَنا أَهلِكُ هُنا جُوعًا!
[18] أَقومُ وأَمضي إِلى أَبي فأَقولُ لَه: يا أَبَتِ إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ.
[19] ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذٰلك لأَن أُدْعى لَكَ ٱبنًا، فٱجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ.
[20] فقامَ ومَضى إِلى أَبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيدًا إِذ رآه أَبوه، فتَحَرَّكَت أَحْشاؤُه وأَسرَعَ فأَلْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً.
[21] فقالَ لَه الِٱبْن: يا أَبَتِ، إِنِّي خَطِئتُ إِلى السَّماءِ وإِلَيكَ، ولَستُ أَهْلاً بَعدَ ذٰلِكَ لأَن أُدْعى لَكَ ٱبنًا.
[22] فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، وٱجعَلوا في إِصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً،
[23] وأتوا بِالعِجْلِ المُسَمَّن وٱذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم،
[24] لأَنَّ ٱبنِي هٰذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالًّا فوُجِد. فأَخذوا يتَنعَّمون.
[25] وكانَ ٱبنُه الأَكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ وٱقتَرَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصًا.
[26] فدَعا أَحَدَ الخَدَمِ وٱستَخبَرَ ما عَسَى أَن يَكونَ ذٰلك.
[27] فقالَ لَه: قَدِمَ أَخوكَ فذَبَحَ أَبوكَ العِجْلَ المُسَمَّن لأَنَّه لَقِيَه سالِمًا.
[28] فغَضِبَ وأَبى أَن يَدخُل. فَخَرَجَ إِلَيه أَبوهُ يَسأَلُه أَن يَدخُل،
[29] فأَجابَ أَباه: ها إِنِّي أَخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أَمرًا قَطّ، فما أَعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لأَتَنَعَّمَ بِه مع أَصدِقائي.
[30] ولمَّا قَدِمَ ٱبنُكَ هٰذا الَّذي أَكَلَ مالَكَ مع البَغايا، ذَبَحتَ له العِجْلَ المُسَمَّن!
[31] فقالَ له: يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائمًا أَبدًا، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ.
[32] ولٰكِن قد وَجَبَ أَن نَتَنَعَّمَ ونَفرَح، لأَنَّ أَخاكَ هٰذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالًّا فوُجِد».