Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< إنجيل لوقا
11
Listen to this chapter • 6 min
[1]
وكانَ يُصلِّي في بَعضِ الأَماكِن، فلَمَّا فَرَغَ قالَ لَه أَحَدُ تَلاميذِه: «يا ربّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحنَّا تَلاميذَه»
[2]
فقالَ لَهم: «إِذا صَلَّيتُم فَقولوا: أَيُّها الآب، لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ، لِيأتِ مَلَكوتُكَ.
[3]
أُرزُقْنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا،
[4]
وأَعْفِنا مِن خَطايانا، فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضًا كُلَّ مَن لنا عليه، ولا تَترُكْنا نَتَعَرَّضُ لِلتَّجرِبَة».
[5]
وقالَ لَهم: «مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة،
[6]
فقَد قَدِمَ عَلَيَّ صَديقٌ مِن سَفَر، ولَيسَ عِندي ما أُقَدِّمُ لَه،
[7]
فيُجيبُ ذاك مِنَ الدَّاخِل: لا تُزعِجْني، فالبابُ مُقفَلٌ وأَولادي معي في الفِراش، فلا يُمكِنُني أَن أَقومَ فَأُعطِيَكَ.
[8]
أَقولُ لَكم: وإِن لم يَقُمْ ويُعطِهِ لِكونِهِ صَديقَه، فإِنَّه يَنهَضُ لِلَجاجَتِه، ويُعطيهِ كُلَّ ما يَحتاجُ إِلَيه.
[9]
«وإِنِّي أَقولُ لَكم: إِسأَلوا تُعطَوا، اطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم.
[10]
لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له.
[11]
فأَيُّ أَبٍ مِنكُم إِذا سأَلَه ٱبنُه سَمَكَةً أَعطاهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟
[12]
أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَبًا؟
[13]
فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يَهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه».
[14]
وكانَ يَطرُدُ شَيطانًا أَخرَس. فلَمَّا خَرَجَ الشَّيطان تَكَلَّمَ الأَخرَس فأُعجِبَ الجُموع.
[15]
على أَنَّ أُناسًا مِنهم قالوا: «إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين».
[16]
وطَلَبَ مِنه آخَرونَ آيةً مِنَ السَّماءِ لِيُحرِجوه.
[17]
فعَرَفَ قَصْدَهُم فقالَ لَهم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخرَبُ وتَنهارُ بُيوتُها بَعضُها على بَعض.
[18]
وإِذا ٱنقَسَمَ الشَّيطانُ أَيضًا على نَفْسِه فكَيفَ تَثبُتُ مَملَكَتُه؟ فإِنَّكم تَقولونَ إِنِّي بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين.
[19]
فإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فبِمَن يَطرُدُهُم أَبناؤكُم؟ لِذٰلِكَ هُمُ الَّذينَ سَيَحْكُمونَ علَيكم.
[20]
وأَمَّا إِذا كُنتُ بِإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم مَلَكوتُ الله.
[21]
إِذا كانَ القَوِيُّ المُتَسَلِّحُ يَحرُسُ دارَه، فإِنَّ أَموالَه في أَمان.
[22]
ولٰكِن إِذا فاجَأَهُ مَن هُوَ أَقْوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ ما كانَ يَعتَمِدُ علَيه مِن سِلاح، ويُوَزِّعُ أَسْلابَه.
[23]
«مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّدًا.
[24]
«إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها فيَقول: أَرجِعُ إِلى بَيتيَ الَّذي مِنهُ خَرَجْتُ.
[25]
فيَأتي فَيَجِدُه مَكْنوسًا مُزَيَّنًا.
[26]
فيَذْهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، فتَكونَ حَالَةُ ذٰلكَ الإِنسانِ الأَخيرة أَسوأَ مِن حالَتِه الأُولى».
[27]
وبَينما هو يَقولُ ذٰلك، إِذا ٱمرَأَةٌ رَفَعَت صَوتَها مِنَ الجَمعِ فقالَت لَه: «طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!»
[28]
فقال: «بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!».
[29]
وٱحتَشَدَتِ الجُموعُ فأَخَذَ يقول: «إِنَّ هٰذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان.
[30]
فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذٰلِكَ يَكونُ ٱبنُ الإِنسانِ آيَةً لِهٰذا الجيل.
[31]
مَلِكَةُ التَّيمَنِ تَقومُ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هٰذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، لأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي الأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وهٰهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان.
[32]
رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ مع هٰذا الجيلِ ويَحكُمونَ علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان، وهٰهُنا أَعظمُ مِن يُونان.
[33]
«ما مِن أَحَدٍ يوقِدُ سِراجًا ويضَعُه في مَخْبَأ أَو تَحْتَ المِكْيال، بل على المَنارَة، لِيَستَضيءَ بِه الدَّاخِلون.
[34]
سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ. فإِذا كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّرًا. وأَمَّا إِذا كانَت مَريضة، فجَسَدُكَ كُلُّه يَكونُ مُظلِمًا.
[35]
فٱنظُرْ هلِ النُّورُ الَّذي فيكَ هو ظَلام.
[36]
فإِن كانَ جَسَدُكَ كُلُّه نَيِّرًا ولَيسَ فيهِ جانِبٌ مُظلِم، كانَ بِأَجمَعِهِ نَيِّرًا كَما لو أَنارَ لَكَ السِّراجُ بِضَوئِه».
[37]
وبَينَما هو يَقولُ ذٰلك، دَعاه أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الغَداءِ عِندَهُ. فدَخَلَ بَيتَه وجلَسَ لِلطَّعام.
[38]
ورَأَى الفِرِّيسِيُّ ذٰلك فعَجِبَ مِن أَنَّه لَم يَغتَسِلْ أَوَّلاً قَبلَ الغَداء.
[39]
فقالَ لَه الرَّبّ: «أَيُّها الفِرِّيسِيُّون، أَنتُمُ الآن تُطَهِّرونَ ظاهِرَ الكَأسِ والصَّحفَة، وباطِنُكم مُمتَلِئٌ نَهْبًا وخُبْثًا.
[40]
أَيُّها الأَغبِياء، أَلَيسَ الَّذي صَنَعَ الظَّاهِرَ قد صَنَعَ الباطِنَ أَيضًا؟
[41]
فتَصَدَّقوا بِما فيهِما، يَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِرًا.
[42]
ولٰكِنِ الوَيلُ لَكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّونَ، فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعنَعِ والسَّذابِ وسائِرِ البُقول، وتُهمِلونَ العَدلَ ومحبَّةَ الله. فهٰذا ما كانَ يَجِبُ أَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك.
[43]
الوَيلُ لَكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّون، فإِنَّكم تُحِبُّونَ صَدرَ المَجلِسِ في المَجامِع وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات.
[44]
الوَيلُ لَكُم، أَنتُم أَشبَهُ بِالقُبورِ الَّتي لا عَلامَةَ علَيها، يَمْشي النَّاسُ علَيها وهُم لا يَعلَمون».
[45]
فأَجابَه أَحَدُ عُلَماءِ الشَّريعَة: «يا مُعَلِّم، بِقَولِكَ هٰذا تَشتُمُنا نَحنُ أَيضًا».
[46]
فقال: «الوَيلُ لَكُم أَنتُم أَيضًا يا عُلَماءَ الشَّريعَة، فإِنَّكم تُحَمِّلونَ النَّاسَ أَحمالاً ثَقيلة، وأَنتُم لا تَمَسُّونَ هٰذِهِ الأَحمالَ بإِحْدى أَصابِعِكم.
[47]
الويلُ لَكُم، فإِنَّكُم تَبْنونَ قُبورَ الأَنبِياء، وآباؤكُم هُمُ الَّذينَ قَتَلوهم.
[48]
فأَنتُم تَشهَدونَ على أَنَّكم تُوافِقونَ على أَعمالِ آبائِكُم: هُم قَتَلوهُم وأَنتُم تَبْنونَ قُبورَهم.
[49]
«ولِذٰلِك قالَت حِكمَةُ الله: سأُرسِلُ إِليهِمِ الأَنبِياءَ والرُّسُل، وسيقتُلونَ مِنهُم ويَضطَهِدون،
[50]
حتَّى يُطالَبَ هٰذا الجيلُ بِدَمِ جَميعِ الأَنبياءِ الَّذي سُفِكَ مُنذُ إِنشاءِ العالَم،
[51]
مِن دَمِ هابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذي هَلَكَ بَينَ المَذبَحِ والهَيكَل. أَقولُ لَكُم: أَجَل، إِنَّه سَيُطالَبُ بِه هٰذا الجيل.
[52]
«الوَيلُ لَكُم يا عُلَماءَ الشَّريعَة، قَدِ ٱستَولَيتُم على مِفتاحِ المَعرِفة، فلم تَدخُلوا أَنتُم، والَّذينَ أَرادوا الدُّخولَ مَنَعتُموهم».
[53]
فلمَّا خَرَجَ مِن هُناك، بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه إِلى الكَلامِ على أُمورٍ كَثيرة،
[54]
وهُم يَنصُبونَ المَكايِدَ لِيَصطادوا مِن فَمِهِ كَلِمَة.
< Chapter 10
Chapter 12 >