< سفر مراثي إرميا 1

Listen to this chapter • 4 min
[1] كَيفَ جَلَسَت وَحدَها، المَدينَةُ الآهِلَةُ بِالشَّعب؟ صارَت كأَرمَلَةٍ، العَظيمةُ في الأُمَم، السَّيِّدَةُ في البُلْدان، صارَت تَحتَ الجِزْيَة.
[2] تَبْكي بُكاءً في اللَّيل، ودُموعُها على خَدَّيها، لا مُعَزِّيَ لَها، بَينَ جَميعِ مُحِبِّيها، كُلُّ أَصدِقائِها غَدَروا بِها، وصاروا لَها أَعْداءً.
[3] جَلَت يَهوذا لِلشَّقاء، وشِدَّةِ العُبودِيَّة، سَكَنَت في الأُمَم، ولم تَجِدِ الرَّاحَة، جَميعُ طارِديها أَدرَكوها، بَينَ المَضايِق.
[4] طُرُقُ صِهْيونَ نائِحة، لِعَدَمِ القادِمينَ إِلى الأَعْياد، وجَميعُ أَبوابِها مُقفِرة. كَهَنَتُها مُتَنَهِّدون، وعَذاراها مُتَحَسِّرات، وهي في مَرارة.
[5] مُضايِقوها تَغَلَّبوا علَيها، وأَعداؤها مُطمَئِنُّون، لأَنَّ الرَّبَّ آلَمَها، لِكَثرَةِ مَعاصيها. أَطفالُها ساروا مَسبِيِّين، أَمامَ وَجهِ المُضايِق.
[6] وزالَ عن بِنتِ صِهْيون، كُلُّ بَهائِها. صارَ رُؤَساؤُها كأَيائِل، لم تَجِدْ مَرعًى. فساروا ولا قُوَّةَ لَهم، أَمامَ وَجهِ الطَّارِد.
[7] تَذَكَّرَت أُورَشَليم، في أَيَّامِ بُؤسِها وشَقائِها، عِندَما وَقَعَ شَعبُها في يَدِ المُضايِق، ولم يَنصُرْها أَحَد. رَآها المُضايِقون، فضَحِكوا مِن زَوالِها.
[8] خَطِئَت أُورَشَليمُ خَطيئةً، لِذٰلك صارت نَجِسَة. جَميعُ مُكْرِميها ٱزدَرَوها، لأَنَّهم رَأَوا عَورَتَها. أَمَّا هي فتَنَهَّدَت، وٱلتَفَتَت إِلى الوَراء.
[9] نَجاسَتُها في ذُيولِها، لم تَتَذَكَّرْ عاقِبَتَها، فإِذا بِها في ٱنحِطاطٍ عجيب، لا مُعَزِّيَ لَها. «أُنظُرْ يا رَبُّ إِلى بُؤسي، فإِنَّ العَدُوَّ تَعاظَم».
[10] ي - بَسَطَ العَدُوُّ يَدَه، على جَميعِ نَفائِسِها، فإِنَّها رَأَتِ الأُمَمَ، يَدخُلونَ مَقدِسَها، مِمَّن أَمَرتَ أَن لا يَدخُلوا، في مَجمَعٍ لَها.
[11] كُلُّ شَعبِها مُتَنَهِّدون، مُلتَمِسونَ طَعامًا، بَذَلوا نَفائِسَهم لِلأَكْل، وإِنْعاشِ النَّفْس. «أُنظُرْ يا رَبُّ وتَأَمَّلْ، كَيفَ صِرتُ مُزْدَراة».
[12] يا جَميعَ عابِري الطَّريق، تَأَمَّلوا وٱنظُروا، هَل مِن أَلَمٍ كأَلَمي، الَّذي أَصابَني، الَّذي آلَمَني به الرَّبّ، في يَومِ ٱضطِرامِ غَضَبِه.
[13] مِنَ العَلاءِ أَرسَلَ نارًا، في عِظامي أَنزَلَها. نَصَبَ شَبَكَةً لِرِجلَيَّ، فرَدَّني إِلى الوَراء. جَعَلني مُقفِرَة، سَقيمَةً كُلَّ النَّهار.
[14] راقَبَ مَعاصِيَّ، فٱحتَبَكَت في يَدِه. نيرُه على عُنُقي، أَوهَنَ قُوَّتي. أَسلَمَني السَّيِّدُ إِلى أَيدٍ، لا أَستَطيعُ مُقاوَمَتَها.
[15] س - نَبَذَ السَّيِّدُ مِن وَسَطي، جَميعَ أَبْطالي، دَعا علَيَّ جَماعةً، لِيُحَطِّمَ شُبَّاني، داسَ السَّيِّدُ المَعصَرَة، على العَذْراءِ بِنتِ يَهوذا.
[16] على هٰذه أَنا باكِيَة، وعَينايَ تَذرِفانِ الدُّموع، فقدِ ٱبتَعَدَ عَنِّي المُعَزِّي، الَّذي يُنعِشُ نَفْسي. بَنِيَّ دُمِّروا، لأَنَّ العَدُوَّ قد غَلَب.
[17] بَسَطَت صِهْيونُ يَدَيها، ولا مُعَزِّيَ لَها. أَرسَلَ الرَّبُّ على يَعْقوب، مُضايِقينَ لَه مِن حَولِه. صارَت أُورَشَليمُ، بَينَهم كالنَّجِسَة.
[18] ص - عادِلٌ الرَّبُّ، لأَنِّي عَصَيتُ أَمرَه، إِسمَعوا يا جَميعَ الشُّعوب، وٱنظُروا وَجَعي. عَذارايَ وشُبَّاني، مَضَوا إِلى الجَلاء.
[19] دَعَوتُ مُحِبِّيَّ، فخَدَعوني. كَهَنَتي وشُيوخي فاضَت أَرْواحُهم في المَدينَة، وهم يَلتَمِسونَ غِذاءً، لِيُنعِشوا نُفوسَهم.
[20] أُنظُرْ يا رَبُّ فإِنِّي في ضيق، أَحْشائي جائِشة، وقَلْبي مُضطَرِبٌ في باطِني، لأَنِّي عَصَيتُ عِصْيانًا. السَّيفُ يُثكِلُ في الخارِج، وكالمَوتِ في البَيت.
[21] إِسمَعْ أَنِّي أَتَنَهَّد، فلَيسَ مَن يُعَزِّيني. جَميعُ أَعْدائي سَمِعوا بِمُصيبَتي فشَمِتوا، لأَنَّكَ أَنتَ فَعَلتَ. أُجلُبِ اليَومَ الَّذي نادَيتَ بِه، فيَصيروا مِثْلي.
[22] لِيَبلُغْ كُلُّ شَرِّهم إِلى أَمامِكَ، وٱفعَلْ بِهِم، كما فَعَلتَ بي، بِسَبَبِ جَميعِ مَعاصِيَّ، فإِنَّ تَنَهُّدي كَثير، وقَلْبي سَقيم.