< سفر القضاة 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] وصَعِدَ مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ الجِلْجالِ إِلى باكيمَ وقال: «إِنِّي أَصعَدتُكم مِن مِصرَ وأَدخَلتُكُم الأَرضَ الَّتي أَقسَمتُ عَليها لِآبائِكم وقُلتُ إِنِّي أَنقُضُ عَهْدي معَكم لِلأَبَد.
[2] وأَنتُم لا تَقطَعوا عَهدًا مع أَهلِ هٰذه الأَرْض، ودَمِّروا مَذابِحَهم، فلَم تَسمَعوا لِقَولي. فماذا فَعَلتُم؟
[3] فلِذٰلك قُلتُ أَيضًا إِنِّي لا أَطرُدُهم مِن أَمامِكم، بل يَكونونَ على جُنوبِكم، وتَكونُ آلِهَتُهم لَكم فَخًّا».
[4] فلَمَّا قالَ مَلاكُ الرَّبِّ لِجَميعِ بَني إِسْرائيلَ هٰذا الكَلام، رَفَعَ الشَّعبُ أَصْواتَهم بِالبُكاء،
[5] ودَعَوا ذٰلك المَكانَ باكيم، وذَبحوا هُناكَ لِلرَّبّ.
[6] وصَرَفَ يَشوعُ الشَّعْب، فٱنطَلَقَ بَنو إِسْرائيل، كُلُّ رَجُلٍ إِلى ميراثِه، لِيَرِثوا الأَرْض.
[7] وعَبَدَ الشَّعبُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشوعَ وكُلَّ أَيَّامِ الشُّيوخِ الَّذينَ ٱمتَدَّت أَيَّامُهم إِلى ما بَعدَ يَشوع، ورَأَوا كُلَّ أَعْمالِ الرَّبِّ العَظيمةِ الَّتي صَنَعَها إِلى إِسْرائيل.
[8] وتُوُفِّيَ يَشوعُ بنُ نون، عَبدِ الرَّبّ، وهو ٱبنُ مِئَةٍ وعَشرِ سِنين.
[9] ودُفِنَ في أَرضِ ميراثِه في تِمنَةَ حارسَ، في جَبَلِ أَفْرائيم، إِلى شَمالِ جَبَلِ جاعَش.
[10] وٱنضَمَّ ذٰلك الجيلُ كُلُّه إِلى آبائِه، ونَشَأَ مِن بَعدِه جيلٌ آخَرُ لا يَعرِفُ الرَّبَّ ولا ما صَنَعَ إِلى إِسْرائيل.
[11] ففَعَلَ بَنو إِسْرائيلَ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبِّ وعَبَدوا البَعْل.
[12] وتَرَكوا الرَّبَّ، إِلٰهَ آبائِهمِ، الَّذي أَخرَجَهم مِن أَرضِ مِصرَ، وتَبِعوا آلِهَةً أُخْرى مِن آلِهَةِ الشُّعوبِ الَّتي حَولَهم وسَجدوا لَها فأَسخَطوا الرَّبّ.
[13] وتَرَكوا الرَّبَّ وعَبدوا البَعلَ والعَشْتاروت.
[14] وغَضِبَ الرَّبُّ على إِسْرائيلَ فأَسلَمَهم إِلى أَيدي السَّالِبينَ فسَلَبوهم، وباعَهم إِلى أَيدي أَعْدائِهمِ الَّذينَ حَولَهم، ولم يَقدِروا بَعدَ ذٰلك أَن يَثبُتوا أَمامَ أَعْدائهم.
[15] فكانوا حَيثُما خَرَجوا تَكونُ يَدُ الرَّبِّ علَيهم لِلشَّرّ، كما قالَ لَهمُ الرَّبّ، وكما أَقسَمَ الرَّبُّ لَهم، فضاقَ بِهمِ الأَمرُ جِدًّا.
[16] فأَقامَ الرَّبُّ علَيهم قُضاة، فخَلَّصوهم مِن أَيدي السَّالِبين.
[17] ولٰكِن لِقُضاتِهم أَيضًا لم يَسمَعوا، بل زَنَوا بٱتِّباعِهم آلِهَةً أُخْرى وسَجَدوا لَها، وسُرْعانَ ما حادوا عنِ الطَّريقِ الَّتي سَلَكها آباؤُهم طائعينَ وَصايا الرَّبّ، ولم يَصنَعوا مِثلَهم.
[18] فلَمَّا أَقامَ الرَّبُّ علَيهم قُضاة، كانَ الرَّبُّ مع القاضي. فكانَ يُخَلِّصُهم مِن أَيدي أَعْدائِهم كُلَّ أَيَّامِ القاضي، لأَنَّ الرَّبَّ رَئِفَ بأَنينِهم مِن ظالِميهم ومُضايِقيهم.
[19] وإِذا ماتَ القاضي، كانوا يَرجِعونَ إِلى الفَسادِ أَكثَرَ مِن آبائِهم بِٱتِّباعِهم آلِهَةً أُخْرى لِيَعبُدوها ويَسجُدوا لَها، ولم يَكُفُّوا عن مُمارَساتِهم وقَساوَةِ طَريقِهم.
[20] فغَضِبَ الرَّبُّ على إِسْرائيلَ وقال: «بما أَنَّ هٰذه الأُمَّةَ قد تَعَدَّت عَهْدِيَ الَّذي أَوصَيتُ به آباءَها ولم تَسمَعْ لِصَوتي،
[21] فلا أَعودُ أَنا أَيضًا أَطرُدُ أَحَدًا مِن أَمامِها، مِنَ الأُمَمِ الَّتي تَرَكَها يَشوعُ عِندَ وفاتِه،
[22] لأَمتَحِنَ بِها إِسْرائيلَ فأَعلَمَ هل يَحفَظونَ طَريقَ الرَّبّ ويَسلُكونَها كما حَفِظَها آباؤُهم، أَم لا».
[23] فتَرَكَ الرَّبُّ تِلكَ الأُمَم ولم يَطرُدْها سَريعًا، ولم يُسلِمْها إِلى يَدِ يَشوع.