< إنجيل يوحنا 3

Listen to this chapter • 4 min
[1] وكانَ في الفِرِّيسيِّينَ رَجُلٌ ٱسمُه نيقوديمُس، وكانَ مِن رُؤَساءِ اليَهود.
[2] فجاءَ إِلى يَسوعَ ليلاً وقالَ له: «رابِّي، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ جِئتَ مِن لَدُنِ اللهِ مُعَلِّمًا، فما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَأتِيَ بِتِلكَ الآياتِ الَّتي تَأتي بِها أَنتَ إِلاَّ إِذا كانَ اللهُ معَه».
[3] فأَجابَه يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنُه أَن يَرى مَلَكوتَ الله، إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ».
[4] قالَ لهُ نيقوديمُس: «كَيفَ يُمكِنُ الإِنسانَ أَن يُولَدَ وهوَ شَيخٌ كَبير؟ أَيَستَطيعُ أَن يَعودَ إِلى بَطنِ أُمِّهِ ويُولَد؟»
[5] أَجابَ يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: ما مِن أَحَدٍ يُمكِنُه أَن يَدخُلَ مَلَكوتَ الله، إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِنَ الماءِ والرُّوح.
[6] فَمَولودُ الجَسَدِ يَكونُ جَسدًا، ومَولودُ الرُّوحِ يَكونُ روحًا.
[7] لا تَعْجَبْ مِن قَولي لَكَ: يَجِبُ علَيكم أَن تُولَدوا مِن عَلُ.
[8] فالرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاء، فتَسمَعُ صَوتَها، ولكنَّكَ لا تَدْري مِن أَينَ تَأتي وإِلى أَينَ تَذهَب. تِلكَ حالَةُ كُلِّ مَولودٍ لِلرُّوح».
[9] أَجابَه نيقوديمُس: «كيفَ يَكونُ هٰذا؟»
[10] أَجابَ يسوع: «أَأَنتَ مُعَلِّمٌ في إِسرائيل وتَجهَلُ هٰذِه الأَشْياء؟
[11] الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: إِنَّنا نَتكلَّمُ بِما نَعلَم، ونَشهَدُ بِما رَأَينا، ولٰكِنَّكُم لا تَقبَلونَ شَهادَتَنا.
[12] فإِذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ عِندَما أُكَلِّمُكم في أُمورِ الأَرْض، فكَيفَ تُؤمِنونَ إِذا كَلَّمتُكُم في أُمورِ السَّماء؟
[13] فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء، وهو ٱبنُ الإِنسان.
[14] وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، فكذٰلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ٱبنُ الإِنسان،
[15] لِتَكونَ بِهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن.
[16] فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِٱبنِه الوَحيد، لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة،
[17] فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ٱبنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم، بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم.
[18] مَن آمَنَ بِه لا يُدان، ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن، لأَنَّه لم يُؤمِنْ بِٱسمِ ٱبنِ اللهِ الوَحيد.
[19] وإِنَّما الدَّينونَةُ هي أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العالَم، ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور، لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة.
[20] فكُلُّ مَن يَعمَلُ السَّيِّئات يُبغِضُ النُّور، فلا يُقبِلُ إِلى النُّور لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه.
[21] وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ لِلحَقّ، فيُقبِلُ إِلى النُّور، لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله».
[22] وبَعدَ ذٰلكَ ذَهَبَ يسوعُ وتلاميذُه إِلى أَرضِ اليَهودِيَّة، فَأَقامَ فيها معَهم وأَخذَ يُعَمِّد.
[23] وكانَ يوحَنَّا أَيضًا يُعَمِّدُ في عَيْنون، بِالقُرْبِ مِن سالِيم لِما فيها مِنَ الماء، وكانَ النَّاسُ يَأتونَ فيَعتَمِدون،
[24] لأَنَّ يوحَنَّا لم يَكُنْ وقتَئِذٍ قد أُلقِيَ في السِّجن.
[25] وقامَ جِدالٌ بَينَ تَلاميذِ يوحَنَّا وأَحَدِ اليَهودِ في شَأنِ الطَّهارَة،
[26] فجاؤوا إِلى يوحَنَّا وقالوا له: «رابِّي، ذاكَ الَّذي كانَ معَكَ في عِبْرِ الأُردُنّ، ذاك الَّذي شَهِدتَ له، ها إِنَّه يُعَمِّدُ فيَذهَبُ إِليهِ جَميعُ النَّاس».
[27] أَجابَ يوحَنَّا: «لَيسَ لأَحدٍ أَن يَأخُذَ شَيئًا لم يُعطَه مِنَ السَّماء.
[28] أَنتُم بِأَنفُسِكم تَشهَدونَ لِي بِأَنِّي قُلتُ إِنِّي لَستُ المَسيح، بل مُرسَلٌ قُدَّامَه.
[29] مَن كانَت لَه العَروس فهوَ العَريس. وأَمَّا صَديقُ العَريس، الَّذي يَقِفُ يَستَمِعُ إِلَيه، فإِنَّه يَفرَحُ أَشَدَّ الفَرَحِ لِصَوتِ العَريس. فهُوذا فَرَحي قد تَمَّ.
[30] لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر، وَلا بُدَّ لي مِن أَن أَصغُر.
[31] إِنَّ الَّذي يأتي مِن عَلُ هو فَوقَ كُلِّ شَيء، والَّذي مِنَ الأَرض هُوَ أَرضِيّ، يتكلَّمُ بِكلامِ أَهلِ الأَرض. إِنَّ الَّذي يأتي مِنَ السَّماء
[32] يَشهَدُ بِما رأَى وسَمِع، وما مِن أَحَدٍ يَقبَلُ شَهادَتَه.
[33] مَن قَبِلَ شَهادَتَه أَثبَتَ أَنَّ اللهَ حَقّ.
[34] فإِنَّ الَّذي أَرسَلَه الله يتَكلَّمُ بِكَلامِ الله، ذٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ يَهَبُ الرُّوحَ بِغَيرِ حِساب.
[35] إِنَّ الآبَ يُحِبُّ الِٱبن، فجَعَلَ كُلَّ شَيءٍ في يَدِه.
[36] مَن آمَنَ بِالِٱبن فلهُ الحَياةُ الأَبدِيَّة، ومَن لم يُؤمِنْ بِالِٱبن لا يَرَ الحَياة، بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله».