< سفر يوئيل 2

Listen to this chapter • 4 min
[1] أُنفُخوا في البوقِ في صِهْيون، وٱهتِفوا في جَبَلِ قُدْسي، ولْيَرْتَعِدْ جَميعُ سُكَّانِ الأَرض، فإِنَّ يَومَ الرَّبِّ آتٍ وهو قَريب،
[2] يَومَ ظُلمَةٍ ودَيجور، يَومَ غُيومٍ وغَمامٍ مُظلِم. كما يَنتَشِرُ الفَجرُ على الجِبال، شَعبٌ كَثيرٌ مُقتَدِر، لم يَكُنْ لَه شَبيهٌ مُنذُ الأَزَل، ولَن يَكونَ لَه مِن بَعدُ، إِلى سِني جيلٍ وجيل.
[3] قُدَّامَه النَّارُ تَأكُل، وخَلفَه اللَّهيبُ يُحرِق، قُدَّامَه الأَرضُ كَجنَّةِ عَدنٍ، وخَلفَه قَفرُ خَراب، ولا يَنْجو مِنه شَيء.
[4] كمَنظَرِ الخَيلِ مَنظَرُه، ومِثلَ الفُرسانِ يُسرِعون.
[5] كَصوتِ المَركَبات على رُؤُوسِ الجِبالِ يَقفِزون، كَصوتِ لَهيبِ النَّارِ الآكِلَة القَشّ، وكشَعْبٍ مُقتَدِرٍ مُصطَفٍّ لِلقِتال.
[6] مِن وَجهِه يَرتَعِدُ الشُّعوب، وجَميعُ الوُجوهِ قد شَحُبَت.
[7] كالأَبْطالِ يُسرِعون، وكرِجالِ الحَربِ يَتَسَلَّقونَ السُّور، وكُلٌّ مِنهم يَسيرُ في طَريقِه، ولا يَحيدُ عن سُبُلِه،
[8] ولا يُزاحِمُ أَحَدٌ أَخاه، بل يَسيرونَ كُلُّ واحِدٍ في طَريقِه، ومِن خِلالِ السِّهامِ يَهجُمون، ولا يَتَبَدَّدون.
[9] يَثِبونَ إِلى المَدينَة، ويُسرِعونَ إِلى السُّور، ويَصعَدونَ إِلى البُيوت، ويَدخُلونَ مِنَ النَّوافِذِ كالسَّارِق.
[10] مِن وَجهِه ٱرتَعَدَتِ الأَرض، ورَجَفَتِ السَّمٰوات، وأَظلَمَتِ الشَّمسُ والقَمَر، وسَحَبَتِ الكَواكِبُ ضِياءَها،
[11] وجَهَرَ الرَّبُّ بِصَوتِه أَمامَ جَيشِه، لأَنَّ عَسكَرَه كَثيرٌ جِدًّا، مُقتَدِرٌ يُنَفِّذُ كَلِمَتَه، لأَنَّه عَظيمٌ يَومُ الرَّبِّ وهائِلٌ جِدًّا، فمَنِ الَّذي يُطيقُه؟
[12] فالآنَ، يَقولُ الرَّبّ: «إِرجِعوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلوبِكم، وبِالصَّومِ والبُكاءِ والٱنتِحاب».
[13] مَزِّقوا قُلوبَكم لا ثِيابَكم، وٱرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلٰهكم، فإِنَّه حَنونٌ رَحيم، طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الرَّحمَة، ونادِمٌ على الشَّرّ.
[14] لَعَلَّه يَرجِعُ ويَندَم، ويُبْقي وَراءَه بَرَكَةً وتَقدِمَةً، وسَكيبًا لِلرَّبِّ إِلٰهِكم،
[15] أُنفُخوا في البوقِ في صِهْيون، وأَوصوا بِصَومٍ مُقَدَّس، ونادوا بِٱحتِفال.
[16] إِجمَعوا الشَّعبَ وقَدِّسوا الجَماعَة، وٱجمَعوا الشُّيوخ، وٱجمَعوا الأَطفالَ وراضِعي الأَثْداء، ولْيَخرُجِ العَريسُ مِن مُخدَعِه، والعَروسُ مِن خِدرِها.
[17] بَينَ الرِّواقِ والمَذبَح، لِيَبْكِ الكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبّ، ولْيَقولوا: «أَشفِقْ يا رَبُّ على شَعبِكَ، ولا تَجْعَلْ ميراثَكَ عارًا، فتَسخَرُ مِنهُمُ الأُمَم، لِماذا يُقالُ في الشُّعوبِ: أَينَ إِلٰهُهم».
[18] لقَد غارَ الرَّبُّ على أَرضِه، وأَشفَقَ على شَعْبِه.
[19] وأَجابَ الرَّبُّ وقالَ لِشَعْبِه: «هاءَنَذا مُرسِلٌ إِلَيكُم، القَمحَ والنَّبيذَ والزَّيت فتَشبَعون مِنها، ولا أَجعَلُكم بَعدَ اليَوم عارًا في الأُمَم،
[20] بل أُبعِدُ الشَّمالِيَّ عنكم، وأَدحَرُه إِلى أَرضٍ قاحِلَةٍ مُقفِرَة، ومُقَدَّمَتُه إِلى بَحرِ الشَّرْق، ومُؤَخَّرتُه إِلى بَحرِ الغَرْب، فيَصعَدُ نَتنُه ورائِحَتُه الخَبيثَة، (لأَنَّه قد تَعاظَمَ في عَمَلِه).
[21] لا تَخافي أَيَّتُها الأَرض، بلِ ٱفرَحي وٱبتَهِجي، فإِنَّ الرَّبَّ قد تَعاظَمَ في عَمَلِه.
[22] لا تَخافي يا بَهائِمَ الحُقول، فإِنَّ مَراعِيَ البَرِّيَّةِ قدِ ٱخضَرَّت، والشَّجَرَ حَمَلَ ثَمَرَه، والتِّينَةَ والكَرمَةَ أَعطَيَتا ثَروَتهما.
[23] يا بَني صِهيونَ ٱفرَحوا وٱبتَهِجوا بِالرَّبِّ إِلٰهِكم، لأَنَّه أَعْطاكم مَطَرَ الخَريفِ لأَجْلِ البِرّ، وأَنزَلَ لَكمُ المَطَر، مَطَرَ الخَريفِ ومَطَرَ الرَّبيع، كما في الشَّهرِ الأَوَّل.
[24] فستَمتَلِئُ البَيادِرُ قَمْحًا، وتَفيضُ المَعاصِرُ نَبيذًا وزَيتًا،
[25] وأُعَوِّضُكمُ السِّنينَ الَّتي ٱلتَهَمَها الجَراد، واللاَّحِسُ والقاضِمُ والقارِض، جَيشِيَ العَظيمُ الَّذي أَرسَلتُه علَيكم،
[26] فتَأكُلونَ أَكلًا وتَشبَعون، وتُسَبِّحونَ ٱسمَ الرَّبِّ إِلٰهِكم، الَّذي صَنَعَ العَجائِبَ لَكم، (ولا يَخْزى شَعْبي لِلأَبَد).
[27] فتَعلَمونَ أَنِّي في وَسْطِ إِسْرائيل، وأَنِّي أَنا الرَّبُّ إِلٰهُكم، ولَيسَ هُناكَ غَيري، ولا يَخْزى شَعْبي لِلأَبَد.