< سفر إرميا 49

Listen to this chapter • 6 min
[1] إِلى بَني عَمُّون. هٰكذا قالَ الرَّبّ: أَلَيسَ لإسْرائيلَ بَنون، أَو لا وارِثَ لَه؟ فما بالُ مِلْكومَ قد ورِثَ جادًا، وسَكَنَ شَعبُه في مُدُنِه؟
[2] لِذٰلك ها إِنَّها تأتي أَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، أُسمِعُ فيها صِياحَ القِتالِ في رَبَّةِ بَني عَمُّون فتَصيرُ تَلَّ دَمار، وتُحرَقُ تَوابِعُها بِالنَّار، ويَرِثُ إِسْرائيلُ وَرَثَتَه، قالَ الرَّبّ.
[3] وَلوِلي يا حَشْبون، فإِنَّ العَيَّ قد دُمِّرَت، أُصرُخنَ يا بَناتِ رَبَّة، وتَحَزَّمنَ بِالمُسوح، وٱندُبْنَ وطُفنَ عِندَ الأَسِيجَة، فإِنَّ مِلْكومَ يَذهَبُ إِلى الجَلاء، هو وكَهَنَتُه ورُؤَساؤُه جَميعًا.
[4] ما بالُكِ تَفتَخِرينَ بأَودِيَتِكِ، قائلةً إِنَّ وادِيَكِ جارٍ؟ أَيَّتُها البِنتُ المُرتَدَّة، المُتَوَكِّلَةُ على كُنوزِها، القائلة: «مَنِ الَّذي يَأتي علَيَّ؟»
[5] هاءَنَذا أُوتي علَيكِ الرُّعْبَ، يَقولُ السَّيِّد، رَبُّ القُوَّات، مِن جَميعِ ما حَوالَيكِ، فتُدفَعونَ كُلُّ واحِدٍ على وَجهِه، وما مِن أَحَدٍ يَجمَعُ الهارِبين.
[6] (ولٰكِن بَعدَ ذٰلك، أُعيدُ أَسْرى بَني عَمُّون، يَقولُ الرَّبّ).
[7] إِلى أَدوم. هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: أَلا تَزالُ الحِكمَةُ في تَيمان؟ هل زالَتِ المَشورَةُ عنِ العُقَلاء، وفَسَدَت حِكمَتُهم؟
[8] أُهرُبوا وَلُّوا، وٱختَبِئوا يا سُكَّانَ دَدان، لأَنِّي قد جَلَبتُ على عيسُوَ البَلِيَّة، وَقتَ ٱفتِقادي لَه.
[9] لو أَنَّ القاطِفينَ أَتَوكَ، لَما كانوا أَبقَوا خُصاصة، أَوِ السُّرَّاقُ لَيلًا، لَما كانوا قَنِعوا بِخَطفِ ما يَكْفيهم.
[10] لأَنِّي أَنا عَرَّيتُ عيسو، كَشَفتُ خَفاياه فلا يَستَطيعُ أَن يَختَبِئ. دُمِّرَت ذُرِّيَّتُه وإِخوَتُه وجيرانُه، فزالَ عنِ الوُجود.
[11] أُترُكْ أَيتامَكَ فإِنِّي أُحْييهم. ولْتَتَوكَّلْ علَيَّ أَرامِلُكَ.
[12] لأَنَّه هٰكذا قالَ الرَّبّ: ها إِنَّ الَّذينَ لم يَكُنْ مِن حَقِّهم أُن يَشرَبوا الكَأسَ يَشرَبونَها شُرْبًا، أَفأَنتَ تُبَرَّأُ تَبرِئَةً؟ لا تُبَرَّأ، بل تَشرَبُ شُربًا.
[13] لأَنِّي بِنَفْسي أَقسَمتُ، يَقولُ الرَّبّ، إِنَّ بُصرَةَ تَصيرُ دَهَشًا وعارًا وخَرابًا ولَعنَةً، وإِنَّ جَميعَ مُدُنِها تَصيرُ أَخْرِبَةً أَبَدِيَّة.
[14] سَمِعتُ بَلاغًا مِن لَدُنِ الرَّبّ، وأُرسِلَ مُنادٍ إِلى الأُممِ قائِلًا: «إِجتَمِعوا وٱزحَفوا علَيها، وقوموا لِلقِتال!»،
[15] إِنِّي هاءَنَذا قد جَعَلتُكَ صَغيرًا في الأُمَم، صَغيرًا بَينَ البَشَر.
[16] أَغْواكَ تَهْويلُكَ وٱعتِدادُ قَلبِكَ، أَيُّها السَّاكِنُ في شُقوقِ الصَّخْرِ، المُتَمَسِّكُ بمُرتَفعاتِ الرَّابِيَة. إِنَّكَ وإِن أَعلَيتَ عُشَّكَ كالعُقاب، أُنزِلُكَ مِن هُناكَ، يَقولُ الرَّبّ.
[17] ويَكونُ أَدومُ دَهَشًا، فكُلُّ مَن يَمُرُّ بِه يَدهَشُ ويُصَفِّرُ على جَميعِ ضَرَباتِه،
[18] كما قُلِبَت سَدومُ وعَمورَةُ وما جاوَرَهما، قالَ الرَّبّ، فلا يَسكُنُ هُناكَ إِنْسانٌ ولا يَنزِلُ فيها ٱبنُ بَشَر.
[19] ها إِنَّه كأَسَدٍ يَصعَد، مِن أَدْغالِ الأُردُنِّ إِلى المَرْعى الدَّائم. في لَحظَةٍ أَجعَلُه يَركُضُ مِن هُنا، لأُقيمَ مَن أَخْتارُه. فإِنَّه مَن مِثْلي ومَن يُحاكِمُني، ومَنِ الرَّاعي الَّذي يُقاوِمُني؟
[20] لِذٰلك ٱسمَعوا تَدْبيرَ الرَّبّ، الَّذي نَواه على أَدوم، والأَفْكارَ الَّتي فَكَّرَ فيها، على سُكَّانِ تَيمان. إِنَّ صِغارَ الغَنَمِ نَفسَها تُجَرُّ، ومَرْعاها يَدهَشُ مِن ذٰلك.
[21] مِن صَوتِ سُقوطِها تَزَلزَلَتِ الأَرض، وصُراخُها سُمِعَ صَوتُه في بَحرِ القَصَب.
[22] ها إِنَّه يَرتَفِعُ كالعُقاب، ويَبسُطُ جَناحَيه على بُصرَة، فتَصيرُ قُلوبُ أَبطالِ أَدوم، في ذٰلك اليَومِ مِثلَ قَلبِ الماخِض.
[23] إِلى دِمَشْق، خَزِيَت حَماةُ وأَرْفاد، سَمِعوا بِخَبَرِ سوءٍ فذابوا مِنَ الخَوف. في البَحرِ ٱضطِرابٌ، لا يُمكِنُ أَن يَهدَأ.
[24] إِستَرخَت دِمَشقُ ووَلَّت هارِبَة، أَخَذَتها الرِّعدَةُ (وأَدرَكَها الضِّيقُ والمَخاضُ كالَّتي تَلِد).
[25] كَيفَ لم تُهجَرْ، مَدينَةُ تَسبِحَتي وبَلدَةُ مَسَرَّتي؟
[26] يَسقُطُ شُبَّانُها في ساحاتِها، ويَهلِكُ جَميعُ رِجالِ القِتال، في ذٰلك اليَومِ يَقولُ رَبُّ القُوَّات.
[27] وأُضرِمُ نارًا في سورِ دِمَشْق، فتَلتَهِمُ قُصورَ بَنهَدَد.
[28] إِلى قيدارَ ومَمالِكِ حاصورَ الَّتي ضَرَبَها نَبوكَدنَصَّر، مَلِكُ بابِل، هٰكذا قالَ الرَّبّ: قوموا ٱصعَدوا إِلى قيدار، ودَمِّروا أَبْناءَ المَشرِق،
[29] لِتُؤخَذْ خِيامُهم وغَنَمُهم، وجُلودُهم وجَميعُ أَدَواتِهم، ولْيُستَولَ على إِبلِهم، ولْيُنادَ عَليهم: «الهَولُ مِن كُلِّ جانِب».
[30] أُهرُبوا سَريعًا وٱشرُدوا، وٱختَبِئوا يا سُكَّانَ حاصور، يَقولُ الرَّبّ، لأَنَّ نَبوكَدنَصَّر، مَلِكَ بابِل، قد نَوى تَدْبيرًا وفكَّرَ فِكرًا عَلَيكم:
[31] «قوموا ٱصعَدوا على أُمَّةٍ مُطمَئِنَّةٍ ساكِنَةٍ في أَمان، يَقولُ الرَّبّ، لا أَبْوابَ لَها ولا مَزاليج، سُكْناها في العُزلَة.
[32] تَصيرُ إِبلُهم نَهْبًا، ومَواشيهِم الكَثيرَةُ سَلَبًا»، وأُذُرِّي لِكُلِّ ريحٍ، أُولٰئِكَ المَقْصوصي السَّوالِف، ومِن كُلِّ جانِبٍ، أَجلُبُ بَلِيَّتَهم، يَقولُ الرَّبّ.
[33] فتَصيرُ حاصورُ مَأوى لِبَناتِ آوى مُقفِرَةً لِلأَبَد، لا يَسكُنُ هُناكَ إِنْسان، ولا يَنزِلُ فيها ٱبنُ بَشَر.
[34] كَلامُ الرَّبّ الَّذي كانَ إِلى إِرمِيا النَّبِيِّ في عَيلام، في مَطلَعِ مُلكِ صِدقِيَّا، مَلِكِ يَهوذا، قائِلًا:
[35] هٰكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: هاءَنَذا أُحَطِّمُ قَوسَ عَيلام، أَساسَ قُدرَتِهم،
[36] وأَجلُبُ على عَيلامَ الرِّياحَ الأَربَع، مِن أَطْرافِ السَّماءِ الأَربَعة، وأُذَرِّيهم لِتِلكَ الرِّياحِ كُلِّها، ولا تَكونُ أُمَّةٌ إِلاَّ ويَأتيها، مَطْرودونَ مِن عَيلام،
[37] وأُحِلُّ بِعَيلامَ الذُّعْرَ، مِن وَجهِ أَعدائِهم ومِن وَجهِ طالِبي نُفوسِهم، وأَجلُبُ علَيهمِ الشَّرَّ، وسَورَةَ غَضَبي، يَقولُ الرَّبّ، وأُطلِقُ في إِثرِهمِ السَّيفَ، إِلى أَن أُفنِيَهم،
[38] وأَجعَلُ عَرْشي في عَيلام، وأُهلِكُ مِن هُناكَ المَلِكَ والرُّؤَساء، يَقولُ الرَّبّ.
[39] لٰكِنِّي في آخِرِ الأَيَّام أُرجِعُ أَسْرى عَيلام، يَقولُ الرَّبّ.