< سفر إرميا 2

Listen to this chapter • 5 min
[1] وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائِلًا:
[2] إِذهَبْ وٱصرُخْ على مَسامِعِ أُورَشَليمَ قائِلًا: هٰكذا قالَ الرَّبّ: قد تَذَكَّرتُ لَكَ مَوَدَّةَ صِباكَ، مَحَبَّةَ خِطبَتِكَ، لَمَّا كُنتَ تَسيرُ وَرائي في البَرِّيَّة، في أَرضٍ لا زَرْعَ بِها.
[3] كانَ إِسْرائيلُ قُدسًا لِلرَّبّ، وباكورَةَ غَلَّتِه. كُلُّ الَّذينَ أَكَلوه أَثِموا، وأَتى علَيهِمِ الشَّرُّ، يَقولُ الرَّبّ.
[4] إِسمَعوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يا بَيتَ يَعْقوب، ويا جَميعَ عَشائِرِ بَيتِ إِسْرائيل.
[5] هٰكذا قالَ الرَّبّ: ماذا وَجَدَ فِيَّ آباؤُكم مِنَ الظُّلْم، حتَّى ٱبتَعَدوا عنِّي، وساروا وَراءَ الباطِلِ وصاروا باطِلًا؟
[6] ولم يَقولوا: «أَينَ الرَّبُّ الَّذي أَصعَدَنا مِن أَرضِ مِصْر، وسارَ بِنا في البَرِّيَّة، في أَرضِ قِفارٍ وحُفَر، في أَرضٍ قاحِلَةٍ وظِلالِ مَوت، في أَرضٍ ما جاز فيها إِنْسان، ولا سَكَنَها بَشَر؟»
[7] فقَد أَدخَلتُكم أَرضَ جِنان، لِتَأكُلوا ثِمارَها وطَيِّباتِها، لٰكِنَّكم دَخَلتُم ونَجَّستُم أَرْضي، وجَعلتُم ميراثي قَبيحَة.
[8] الكَهَنَةُ لم يَقولوا: «أَينَ الرَّبّ؟» وأَصْحابُ الشَّريعَةِ لم يَعرِفوني، والرُّعاةُ عَصَوني والأَنبِياءُ تَنَبَّأوا بِالبَعْل، وساروا وراءَ ما لا فائِدَةَ فيه.
[9] فلِذٰلك أَتَّهِمُكم، يَقولُ الرَّبّ، وأَتَّهِمُ بَني بَنيكم.
[10] أُعبُروا إِلى جُزُرِ كِتِّيمَ وٱنظُروا، وأَرسِلوا إِلى قيدارَ وتَبَيَّنوا مِن كَثَب، وٱنظُروا هل حَدَثَ مِثْلُ هٰذا،
[11] هلِ استَبدَلَت أُمَّةٌ آلِهَتَها، مع أَنَّها لَيسَت بآلِهَة؟ أَمَّا شَعْبي فٱستَبدَلَ مَجدَه، بِما لا فائِدَةَ فيه.
[12] تَعَجَّبي أَيَّتُها السَّمَواتُ مِن هٰذا، وٱقشَعِرِّي وٱرتَعِبي جِدًّا، يَقولُ الرَّبّ.
[13] فإِنَّ شَعْبي صَنَعَ شَرَّين: تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة، وحَفَروا لأَنفُسِهم آبارًا، آبارًا مُشَقَّقَةً لا تُمسِكُ الماء.
[14] أَعَبدٌ إِسرائيلُ أَم هو مَولودُ بَيت؟ ما بالُه صارَ غَنيمة؟
[15] علَيه زَأَرَتِ الأَشْبال وأَطلَقَت أَصْواتَها، وجَعَلَت أَرضَه دَمارًا، ومُدُنُه ٱحتَرَقَت فلا ساكِنَ فيها.
[16] وبَنو نوفَ وتحفَنْحيس أَيضًا، حَلَقوا هامَتَكِ.
[17] أَلَم تَجلُبي هٰذا علَيكِ، بِأَنَّكِ تَرَكتِ الرَّبَّ إِلٰهَكِ، حينَ كانَ يُسَيِّرُكِ في الطَّريق؟
[18] والآنَ ما لَكِ وطَريقَ مِصْر، لِتَشرَبي مِياهَ شيحور؟ وما لَكِ وطَريقَ أَشُّور، لِتَشرَبي مِياهَ النَّهْر؟
[19] إِنَّ شَرَّكِ يُؤَدِّبُكِ، وٱرتِداداتِكِ تُبَكِّتُكِ، فٱعلَمي وٱنظُري أَنَّ تَركَكِ الرَّبَّ إِلٰهَكِ شَيءٌ سَيِّئٌ ومُرّ، وأَنَّ مَهابَتي لَيسَت فيكِ، يَقولُ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات.
[20] مُنذُ القِدَمِ كَسَرتِ نيرَكِ، وقَطَعتِ رُبُطَكِ وقُلتِ: «لا أَخدُم»، فإِنَّكِ على كُلِّ تَلَّةٍ عالِيَة، وتَحتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْراءَ، ٱضَّجَعتِ زانِيَة.
[21] وإِنِّي غَرَستُكِ أَفضَلَ كَرمَة، كُلُّها مِن زَرعٍ أَصيل، فكَيفَ تَحَوَّلتِ لي، إِلى نَباتٍ بَرِّيٍّ وإِلى كَرمَةٍ هَجينة؟
[22] إِنَّكِ وإِنِ ٱغتَسَلتِ بِالنَّطْرون، وأَكثَرتِ مِنَ الأَشْنان، لا تَزالينَ مُلَطَّخَةً بِإِثمِكِ أَمامي، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.
[23] كَيفَ تقولينَ: «لم أَتَنَجَّسْ، ولم أَتبَعِ البَعْل؟»، أُنظُري طَريقَكِ في الوادي، إِعرِفي ما صَنَعتِ أَيَّتُها النَّاقَةُ الخَفيفَة، الهائِمَةُ في طُرُقِها،
[24] أَتانٌ وَحشِيَّةٌ مُعاوِدَةُ البَرِّيَّة، في شِدَّةِ شَهوَتِها تَستَنشِقُ الرِّيح، فَمَن يَرُدُّ ضَبعَتَها؟ كُلُّ طالِبيها لا يَتعَبون، إِنَّهم يَجِدونَها في شَهْرِها.
[25] إِمنَعي رِجلَكِ مِنَ الحَفاء، وحَلقَكِ مِنَ الظَّماء، بل قُلتِ: «كَلاَّ، لا فائِدَةَ في ذٰلك، لأَنِّي أَحبَبتُ الغُرَباء، ووَراءَهُم أَسير».
[26] كما يُخْزى السَّارِقُ حينَ يُضبَط، كذٰلك خَزِيَ بَيتُ إِسْرائيل، هم ومُلوكُهم ورُؤَساؤُهم، وكَهَنَتُهم وأَنبِياؤُهم،
[27] القائِلونَ لِلخَشَب: «أَنتَ أَبي»، ولِلحَجَر: «أَنتَ وَلَدتَني». إِنَّهم قد وَلَّوني ظُهورَهم لا وُجوهَهم، وفي وَقتِ بَلْواهم يَقولون: «قُمْ وخَلِّصْنا».
[28] فأَينَ آلِهَتُكَ الَّذينَ صَنَعْتَهُم لَكَ؟ فلْيَقوموا لَعَلَّهم يُخَلِّصونَكَ في وَقتِ بَلْواكَ، فإِنَّ آلِهَتَكَ يا يَهوذا هم على عَدَدِ مُدُنِكَ.
[29] لِمَ تَتَّهِمونَني؟ إِنَّكم جَميعًا عَصَيتُموني، يَقولُ الرَّبّ.
[30] باطِلًا ضَرَبتُ أَبْناءَكم، فإِنَّهم لم يَقبَلوا تأديبًا. أَكَلَ سَيفُكم أَنبِياءَكم، كالأَسَدِ المُهلِك.
[31] أَيُّها الجيل، أُنظُروا إِلى كَلِمَةِ الرَّبّ، هل كُنتُ قَفرًا لإسْرائيل، أَم أَرضَ ظَلامٍ حالِك؟ فما بالُ شَعْبي قال: «قد شَرَدْنا فلا نَعودُ نَأتي إِلَيكَ؟»
[32] أَتَنْسى العَذْراءُ حِليَتَها، والعَروسُ زُنَّارَها؟ أَمَّا شَعْبي فنَسِيَني أَيَّامًا لا تُحْصى.
[33] ما أَمهَرَكِ في تَمْهيدِ الطَّريقِ لِطَلَبِ المَحَبَّة، ولِذٰلك حتَّى في الشَّرِّ جَعَلتِ طُرُقَكِ مَعْروفة،
[34] وفي أَذْيالِكِ أَيضًا وُجِدَ دَمُ المَساكينِ والأَبرِياء، ولم تَجِديهم يَنقُبون، وفَوقَ كُلِّ ذٰلك
[35] قُلتِ: «إِنِّي بريئة فلِذٰلك ٱرتَدَّ عنِّي غَضَبُه». بل هاءَنَذا أُحاكِمُكِ على قَولِكِ: «لم أَخطَأ»،
[36] ما أَسرَعَكِ في الذَّهابِ بِتَغييرِكِ طَريقَكِ! إِنَّكِ ستَخزَينَ مِن مِصرَ، كما خَزيتِ مِن أَشُّور.
[37] مِن هُناكَ أَيضًا تَخرُجين، ويَداكِ على رَأسِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ نَبَذَ ثِقاتِكِ، فلا تَنجَحينَ معَهم.