< يعقوب 1

Listen to this chapter • 3 min
[1] مِن يَعقوبَ عَبدِ اللهِ والرَّبِّ يسوعَ المسيح إِلى المُشَتَّتينَ مِنَ الأَسباطِ الاِثنَي عَشَر، سَلام!
[2] أُنظُروا يا إِخوَتي إِلى ما يُصيبُكم مِن مُختَلِفِ المِحَن نَظَركم إِلى دَواعي الفَرَحِ الخالِص.
[3] فأَنتُم تَعلَمونَ أَنَّ ٱمتِحانَ إِيمانِكم يَلِدُ الثَّبات،
[4] وَلْيَكُنِ الثَّباتُ فعَّالاً على وَجهٍ كامِل، لِتَكونوا كامِلينَ سالِمينَ لا نَقْصَ فيكُم.
[5] وإِن كانَ أَحَدٌ مِنكُم تَنقُصُه الحِكمَة فلْيَطلُبْها عِندَ اللهِ يُعطَها، لأَنَّه يُعْطي جَميعَ النَّاسِ بِلا حِسابٍ ولا عِتاب.
[6] فلْيَطلُبْها بِإِيمانٍ مِن غَيرِ أَن يَرْتاب، لأَنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوجَ البَحرِ إِذا لَعِبَت بِه الرِّيحُ فهاجَتْه.
[7] ولا يَظُنَّنَّ ذٰلك الرَّجُلُ أَنَّه يَنالُ مِنَ الرَّبِّ شَيئًا،
[8] فهو رَجُلٌ ذو نَفْسَيْن لا يَقِرُّ لهُ قَرارٌ في طُرُقِه كُلِّها.
[9] لِيَفتَخِرِ الأَخُ الوَضيعُ بِرِفعَتِه
[10] والغَنِيُّ بِضَعَتِه، لأَنَّه كَزَهرِ العُشْبِ يَزول.
[11] فقَد أَشرَقَتِ الشَّمْسُ وٱشتَدَّت حَرارَتُها وأَيبَسَتِ العُشْب، فسَقَطَ زَهْرُه وذَهَبَ رَونَقُه. كذٰلِكَ يَذبُلُ الغَنِيُّ في مَساعيه.
[12] طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَحتَمِلُ التَّجرِبَة! لأَنَّه سيَخرُجُ مُزَكًّى فيَنالُ إِكليلَ الحَياةِ الَّذي وُعِدَ بِه مَن يُحِبُّونَه.
[13] إِذا جُرِّبَ أَحَدٌ فلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُني». إِنَّ اللهَ لا يُجَرِّبُه الشَّرُّ ولا يُجَرِّبُ أَحَدًا،
[14] في حينِ أَنَّ لِكُلِّ إِنسانٍ شَهوَةً تُجَرِّبُه فتَفتِنُه وتُغْويه.
[15] والشَّهوَةُ إِذا حَبِلَت وَلَدَتِ الخَطيئَة، والخَطيئَةُ إِذا تَمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت.
[16] لا تَضِلُّوا يا إِخوَتي الأَحِبَّاء،
[17] فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار. وهو لا تَبَدُّلَ فيهِ ولا شِبْهَ تَغَيُّر.
[18] شاءَ أَن يَلِدَنا بِكَلِمَةِ الحَقّ لِنَكونَ كمِثْلِ باكورَةٍ لِخَلائِقِه.
[19] لا يُخْفى عَلَيكم شَيءٌ، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، ومَعَ ذٰلك فعَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الِٱستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام، بَطيئًا عنِ الغَضَب،
[20] لأَنَّ غَضَبَ الإِنسانِ لا يَعمَلُ لِبِرِّ الله.
[21] فأَلقُوا عنكُم كُلَّ دَنَسٍ وكُلَّ ما يَفيضُ مِن شَرّ، وتَقبَّلوا بِوَداعةٍ الكَلِمَةَ المَغْروسَةَ فيكم والقادِرَةَ على خَلاصِ نُفوسِكم.
[22] وكونوا مِمَّن يَعمَلونَ بِهٰذه الكَلِمَة، لا مِمَّن يَكتَفونَ بِسَماعِها فيَخدَعونَ أَنفُسَهم.
[23] فمَن يَسمَعِ الكَلِمَةَ ولا يَعمَلْ بِها يُشْبِهْ رَجُلاً يَنظُرُ في المِرآةِ صورَةَ وَجْهِه.
[24] فما إِن نظَرَ إِلى نَفْسِه ومَضى حتَّى نَسِيَ كَيفَ كان.
[25] وأَمَّا الَّذي أَكَبَّ على الشَّريعَةِ الكامِلَة، شَريعَةِ الحُرِّيَّة، ولَزِمَها، لا شَأْنَ مَن يَسمَع ثُمَّ يَنْسى، بل شأنَ مَن يَعمَل، فذاكَ الَّذي سيَكونُ سَعيدًا في عَمَلِه.
[26] مَن ظَنَّ أَنَّه دَيِّنٌ ولَم يُلجِمْ لِسانَه، بل خَدَعَ قَلبَه، كانَ تَدَيُّنُه باطِلاً.
[27] إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِندَ اللهِ الآب هو افتِقادُ الأَيتامِ والأَرامِلِ في شِدَّتِهِم وصِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَهُ مِنَ العالَم لِيَكونَ بِلا دَنَس.