< سفر إشعياء 59

Listen to this chapter • 3 min
[1] يَدُ الرَّبِّ لا تَقصُرُ عنِ الخَلاص، وأُذُنُه لا تَثقُلُ عن السَّماع،
[2] لٰكِنَّ آثامَكم فَرَّقَت بَينَكم وبَينَ إِلٰهِكم، وخَطاياكم حَجَبَت وَجهَه عنكم فلا يَسمَع،
[3] لأَنَّ أَكُفَّكم تَلَطَّخَت بِالدَّم، وأَصابِعَكم بِالإِثْم، وشِفاهَكم نَطَقَت بِالكَذِب، وأَلسِنَتَكم تمتَمَت بِالإِثْم.
[4] لَيسَ مِن مُدَّعٍ بِالبِرّ، ولا مُحاكِمٍ بِالصِّدْق. يَتَّكِلونَ على الخَواءِ ويَنطِقونَ بِالباطِل، يَحبَلونَ بِالظُّلمِ ويَلِدونَ الإِثْم.
[5] يَنقُفونَ بَيضَ الحَيَّات، ويَنسِجونَ خُيوطَ العَنْكَبوت. وبَيضُهم مَن أَكَلَ مِنه يَموت، وما كُسِرَ مِنه يَنشَقُّ عن أَفْعى.
[6] خُيوطُهم لا تَصيرُ ثَوبًا، ولا يَكتَسونَ بِأَعْمالِهم، لأَنَّ أَعْمالَهم أَعْمالُ إِثْم، وفِعْلِ العُنْفِ في أَكُفِّهم.
[7] أَرجُلُهم تَسْعى إِلى الشَّرّ، وتُسارِعُ إِلى سَفكِ الدَّمِ البَريء. أَفْكارُهم أَفْكارُ الإِثْم، وفي مَسالِكِهم دَمارٌ وتَحْطيم.
[8] لم يَعرِفوا طَريقَ السَّلام، ولا حَقَّ في سُبُلِهم. قد جَعَلوا دُروبَهم مُعوَجَّة، كُلُّ مَن سَلَكها لا يَعرِفُ السَّلام.
[9] لِذٰلك ٱبتَعَدَ الحَقُّ عَنَّا، ولم يُدرِكْنا البِرّ. نَتَرَقَّبُ النُّورَ فإِذا بِالظَّلام، والضِّياءَ فإِذا بِنا سائِرون في الدَّيجور.
[10] نَتَجَسَّسُ الحائِطَ كالعُمْيان، وكَمَن لا عَيْنَيْنَ لَه نَتَجَسَّس. نَعْثُرُ في الظَّهيرَةِ كما في العَتمَة، ونَحنُ بَينَ الأَصِحَّاءِ كأَنَّنا أَمْوات.
[11] نَزأَرُ كُلُّنا كالأَدْباب ونَنوحُ كالحَمام. نَتَرَقَّبُ الحَقَّ ولا يَكون، والخَلاصَ وقدِ ٱبتَعَدَ عنَّا،
[12] لأَنَّ مَعاصِيَنا قد كَثُرَت تُجاهَكَ، وخَطايانا شاهِدَةٌ علَينا، لأَنَّ مَعاصِيَنا معَنا وآثامَنا قد عَرَفْناها:
[13] العِصْيانَ والكَذِبَ على الرَّبّ، والِٱرتِدادَ مِن وَراءِ إِلٰهِنا، والنُّطقَ بِالظُّلمِ والتَّمَرُّد، والحَبَلَ بِكَلامِ الكَذِب، والتَّمتَمَةَ بِه في القَلْب.
[14] فٱرتَدَّ الحُكمُ إِلى الوَراء، ووَقَفَ البِرُّ بَعيدًا، لأَنَّ الحَقَّ عَثَرَ في السَّاحة، والِٱستِقامَةَ لم تَقدِرْ على الدُّخول،
[15] وصارَ الحَقُّ مَفْقودًا، والمُعرِضُ عن الشَّرِّ مَسْلوبًا. وقد رأَى الرَّبُّ فساءَ في عَينَيه، أَن لا يَكونَ حُكمٌ هُناكَ،
[16] ورأى أَنَّه لَيسَ هُناكَ إِنْسان، ودَهِشَ أَن لا يَتَدَخَّلَ أَحَد فذِراعُه هي أَنجَدَته وبِرُّه هو أَيَّدَه.
[17] فلَبِسَ البِرَّ كدِرْع، وخَوذَةَ الخَلاصِ على رَأسِه، وٱرتَدَى ثِيابَ الِٱنتِقامِ لِباسًا، وتَجَلبَبَ بِالغَيرَةِ رِداءً.
[18] على حَسَبِ الأَعمالِ هٰكذا يَجْزي: فالغَضَبُ بخُصومِه والِٱنتِقامُ لأَعْدائِه، ويَجْزي الجُزُرَ الِٱنتِقام.
[19] فيَخشَونَ مِنَ المَغرِبِ ٱسمَ الرَّبّ، ومِن مَشرِقِ الشَّمسِ مَجدَه، فإِنَّه يَأتي كنهْرٍ مُنحَصِر، تَدفَعُه ريحُ الرَّبّ.
[20] ويَأتي الفادي إِلى صِهْيون، وإِلى الرَّاجِعينَ عنِ المَعصِيَةِ مِن يَعْقوب، يَقولُ الرَّبّ.
[21] وأَنا فهٰذا عَهْدي معَهم، قالَ الرَّبّ: روحي الَّذي علَيكَ وكَلامِيَ الَّذي جَعَلتُه في فَمِكَ لا يَزولُ مِن فَمِكَ، ولا مِن فَمِ نَسلِكَ، ولا مِن فَمِ نَسْلِ نَسلِكَ، قالَ الرَّبُّ، مِنَ الآنَ ولِلأَبَد.