< سفر إشعياء 58

Listen to this chapter • 2 min
[1] نادِ بِمِلْءِ فَمِكَ ولا تُمسِكْ، إِرفَعْ صَوتَكَ كالبوق، وأَخبِرْ شَعْبي بِمَعصِيَتِه، وبَيْتَ يَعْقوبَ بِخَطاياه.
[2] إِنَّهم يَلتَمِسونَني يَومًا فيَومًا، ويَرومونَ مَعرِفَةَ طُرُقي، كأَنَّهم أُمَّةٌ تَعمَلُ بِالبِرّ، ولم تُهمِلْ حَقَّ إِلٰهِها. يَسأَلونَني أَحْكامَ البِرّ، ويَرومونَ التَّقَرُّبَ إِلى الله.
[3] «ما بالُنا صُمْنا وأَنتَ لم تَرَ، وعَذَّبنا أَنفُسَنا وأَنتَ لم تَعلَمْ؟» في يَومِ صَومِكم تَجِدونَ مَرامَكم، وتُعامِلونَ بِقَسوَةٍ جَميعَ عُمَّالِكُم.
[4] إِنَّكم لِلخُصومةِ والمُشاجَرَةِ تَصومون، ولِتَضرِبوا بِلَكمَةِ الشَّرّ. لا تَصوموا كاليَوم، لِتُسمِعوا أَصْواتَكم في العَلاء.
[5] أَهٰكذا يَكونُ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه، اليَومُ الَّذي فيه يُعَذِّبُ الإِنْسانُ نَفْسَه. أَإِذا حَنى رأسَه كالقَصَب، وٱفتَرَشَ المِسحَ والرَّماد، تُسَمِّي ذٰلك صَومًا ويَومًا مَرضِيًّا لِلرَّبّ؟
[6] أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هٰذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير، وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْرارًا، وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟
[7] أَليسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ، وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ، وإِذا رَأَيتَ العُرْيانَ أَن تَكسُوَه، وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟
[8] حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ، ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعًا، ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ، ومَجدُ الرَّبِّ يَجمَعُ شَملَكَ.
[9] حينَئِذٍ تَدْعو فيَستَجيبُ الرَّبّ، وتَستَغيثُ فيَقول: هاءَنَذا، إِن أَزَلتَ مِن أَبْنائِكَ النِّير، والإِشارَةَ بِالإِصبَعِ والنُّطقَ بالسُّوء.
[10] إِذا تَخَلَّيتَ عن لُقمَتِكَ لِلجائِع، وأَشبَعتَ الحَلقَ المُعَذَّب، يُشرِقُ نورُكَ في الظُّلمَة، ويَكونُ دَيجورُكَ كالظُّهْر،
[11] ويَهْديكَ الرَّبُّ في كُلِّ حين، ويُشبِعُ نَفْسَكَ في الأَرضِ القاحِلَة، ويُقَوِّي عِظامَكَ فتَكونُ كَجَنَّةٍ رَيَّا، وكيَنْبوعِ مِياهٍ لا تَنضُب.
[12] وبِفَضلِكَ يَبْنونَ أَخرِبَةَ قَديمِ الأَيَّام، وأَنتَ تُقيمُ أُسُسَ الأَجْيال، وتُدْعى سادَّ الثُّلْمة، ومُرَمِّمَ الأَزِقَّةِ لِلسُّكْنى.
[13] إِن كَفَفتَ عنِ ٱنتِهاكِ السَّبت، عن قَضاءِ مَرامِكَ في يَومِيَ المُقَدَّس، ودَعَوتَ السَّبتَ نَعيمًا ومُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وكَرَّمتَه غَيرَ مُباشِرٍ فيه أَعْمالَك، ولا واجِدٍ مُرامَكَ ولا ناطِقٍ بِكَلامٍ على كَلام،
[14] فحينَئِذٍ تَتَنَعَّمُ بِالرَّبّ، وأَنا أُركِبُكَ على مَشارِفِ الأَرض، وأُطعِمُكَ ميراثَ يَعْقوبَ أَبيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم.