< سفر إشعياء 53

Listen to this chapter • 1 min
[1] مَنِ الَّذي آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا، ولِمَن كُشِفَت ذِراعُ الرَّبّ؟
[2] فإِنَّه نَبَتَ كفَرْعٍ أَمامَه، وكأَصلٍ مِن أَرضٍ قاحِلَة، لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه، ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه.
[3] مُزدَرًى ومَتْروكٌ مِنَ النَّاس، رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلم، ومِثلُ مَن يُستَرُ الوَجهُ عنه، مُزدَرًى فلَم نَعبَأْ بِه.
[4] لقَد حَمَلَ هو آلامَنا وٱحتَمَلَ أَوجاعَنا، فحَسِبْناه مُصابًا مَضْروبًا مِنَ اللهِ ومُذَلَّلًا.
[5] طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا، نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا، وبجُرحِه شُفينا.
[6] كُلُّنا ضَلَلْنا كالغَنَم، كُلُّ واحِدٍ مالَ إِلى طَريقِه، فأَلقى الرَّبُّ علَيه إِثمَ كُلِّنا.
[7] عُومِلَ بِقَسوَةٍ فتَواضَع، ولم يَفتَحْ فاهُ، كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ، كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها، ولم يَفتَحْ فاهُ،
[8] بالإِكْراهِ وبِالقَضاءِ أُخِذَ، فمَن يُفَكِّرُ في مَصيرِه؟ قدِ ٱنقَطَعَ مِن أَرضِ الأَحْياء، وبِسَبَبِ مَعصِيَةِ شَعْبي ضُرِبَ حتَّى المَوت،
[9] فجُعِلَ قَبرُه مع الأَشْرار، وضَريحُه مع الأَغنِياء، مع أَنَّه لم يَصنَعْ عُنفًا، ولم يوجَدْ في فَمِه مَكْر.
[10] والرَّبُّ رَضِيَ أَن يَسحَقَ ذاك الَّذي أَمرَضَه، فإِذا قَرَّبَت نَفسُه ذَبيحَةَ إِثمٍ، يَرى ذُرِّيَّةً وتَطولُ أَيَّامُه، ورِضى الرَّبِّ يَنجَحُ عن يَدِه.
[11] بِسَبَبِ عَناءِ نَفْسِه يَرى النُّور، ويَشبَعُ بِعِلمِه، يُبَرِّرُ عَبْدِيَ البارُّ الكَثيرين، وهو يَحتَمِلُ آثامَهم.
[12] فلِذٰلك أَجعَلُ لَه نَصيبًا بَينَ العُظَماء، وغَنيمةً مع الأَعِزَّاء، لأَنَّه أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت، وأُحصِيَ مع العُصاة، وهو حَمَلَ خَطايا الكَثيرين، وشَفَعَ في مَعاصيهم.