< سفر إشعياء 33

Listen to this chapter • 3 min
[1] وَيلٌ لَكَ أَيُّها المُدَمِّرُ وأَنتَ لم تُدَمَّر، والخائِنُ وأَنتَ لم تُخَنْ، إِنَّكَ حينَ تَكُفُّ عنِ التَّدْميرِ تُدَمَّر، وحينَ تَفرَغُ مِن الخِيانةِ تُخان.
[2] يا رَبُّ ٱرحَمْنا، إِيَّاكَ ٱنتَظَرنا، فكُنْ ذِراعَهم في كُلِّ صَباح، وكُنْ خَلاصَنا في وَقتِ الضِّيق.
[3] مِن صَوتِ الضَّجيجِ هَرَبَتِ الشُّعوب، وعِندَ ٱرتِفاعِ صَوتِكَ تَبَدَّدَتِ الأُمَم.
[4] فتُجمَعُ غَنيمَتُكم جَمعَ الجَراد، ويُتَواثَبُ علَيها تَواثُبَ الجُندُب.
[5] تَعَظَّمَ الرَّبُّ لأَنَّه ساكِنٌ في العَلاء، وقد مَلَأَ صِهْيونَ حَقًّا وبِرًّا.
[6] ويَكونُ أَمانةَ أَيَّامِكَ، ووَفرَةَ خَلاصٍ وحِكمَةً وعِلمًا، وتَكونُ مَخافَةُ الرَّبِّ كَنزَه.
[7] ها إِنِّي أُريهِم نَفْسي: لقَد صَرَخوا في الخارِج، ورُسُلُ السَّلامِ يَبْكونَ بُكاءً مُرًّا.
[8] قد دُمِّرَتِ المَسالِك وٱنقَطَعَ عابِرُ السَّبيل، نَقَضَ العَهدَ وٱزدَرى الشُّهود، ولَم يُبالِ بِالإِنْسان.
[9] ناحَتِ الأَرضُ وذَبُلَت، وخَجِلَ لُبْنانُ وذَوى، وصارَ الشَّارونُ كالقَفْر، وٱرتَعَدَ باشانُ والكَرمَل.
[10] أَلآنَ أَقومُ، يَقولُ الرَّبّ، أَلآنَ أَرتَفِع، أَلآنَ أَتَعالى،
[11] تَحبَلونَ بِالحَشيشِ وتَلِدونَ القَشّ، ونَفَسُكم نارٌ تأكُلُكم.
[12] وتَكونُ الشُّعوبُ كمُحتَرِقِ الكِلْس، وكشَوكٍ مَقْطوعٍ يُحرَقُ بِالنَّار.
[13] إِسمَعوا أَيُّها القاصونَ ما صَنَعتُ، وٱعرِفوا أَيُّها الدَّانونَ جَبَروتي.
[14] قد فَزِعَ الخاطِئونَ في صِهْيون، والرِّعدَةُ أَخَذَتِ الكُفَّار. مَن مِنَّا يَسكُنُ في النَّارِ الآكِلَة؟ ومَن مِنَّا يَسكُنُ في المَواقِدِ الأَبَدِيَّة؟
[15] السَّالِكُ بِالبِرِّ والمُتَكَلِّمُ بِالِٱستِقامة، الرَّافِضُ مَكاسِبَ المَظالِم، والنَّافِضُ كَفَّيه مِن قَبْضِ الرَّشوَة، السَّادُّ أُذُنَه عن خَبَرِ الدَّم، والمُغمِضُ عَينَيه عن رُؤيَةِ الشَّرّ،
[16] فهو يَسكُنُ في الأَعالي، وحِماه مَعاقِلُ الصُّخور، خُبزُه مَرْزوقٌ وماؤُه مَكْفول.
[17] ستُبصِرُ عَيناكَ المَلِكَ في بَهائِه، وتَرَيانِ الأَرضَ الواسِعَة.
[18] قَلبُكَ يَتَذَكَّرُ مَخاوِفَه: «أَينَ المُحاسِبُ أَينَ الوَزَّان؟ أَينَ الَّذي عَدَّ البُروج؟»
[19] لا تَرى الشَّعبَ الوَقِح، الشَّعبَ الغامِضَ اللُّغَةِ فلا يُدرَكُ مَعْناها، الأَلكَنَ اللِّسانِ حتَّى لا يُفهَم.
[20] أُنظُرْ إِلى صِهْيونَ مَدينةِ أَعْيادِنا، لِتَرَ عَيناكَ أُورَشَليمَ مَسكِنًا مُطمَئِنًّا، خَيمَةً لا تُفَكُّ ولا تُقلَعُ أَوتادُها لِلأَبَد، ولا يَنقَطِعُ حَبلٌ مِن حِبالِها،
[21] بل لَنا هُناكَ الرَّبُّ العَظيم، ومَكانُ أَنهارٍ وجَداوِلَ واسِعَةِ الأَطْراف، لا تَسيرُ فيها سَفينَةٌ ذاتُ مَقاذيف، ولا يَجْتازُ فيها مَركَبٌ عَظيم،
[22] (لأَنَّ الرَّبَّ قاضِينا، الرَّبَّ مُشتَرِعُنا، الرَّبَّ مَلِكُنا فهو يُخَلِّصُنا).
[23] قدِ ٱستَرخَت حِبالُكِ، فلا تَشُدُّ قاعِدَةَ السَّارية، ولا تَرفَعُ الرَّاية، حينَئِذٍ تُقَسَّمُ غَنيمةٌ وافِرَة، والعُرجُ يَنهَبونَ نَهبًا.
[24] فلا يَقولُ ساكِنٌ: «إِنِّي مَريض»، والشَّعبُ المُقيمُ فيها يُنزَعُ عنه الإِثْم.