< سفر إشعياء 28

Listen to this chapter • 4 min
[1] وَيلٌ لِتاجِ كِبرِياءِ السَّكارى مِن أَفْرائيم، ولِلزَّهرَةِ الذَّاوِيَةِ، بَهاءِ فَخرِه، الَّتي على رَأسِ الوادي الخَصيب، وَيلٌ للمَصْروعينَ بِالخَمْر.
[2] هُوَذا شَديدٌ قَوِيٌّ في خِدمَةِ السَّيِّد، كإِعْصارٍ ذي بَرَدٍ وزَوبَعَةٍ مُهلِكَة، كإِعْصارٍ ذي مِياهٍ غَزيرةٍ طاغِيَة، تَصرَعُ إِلى الأَرضِ صَرعًا عَنيفًا.
[3] فتَدوسُه الأَقْدام، تاجُ كِبرِياءِ السُّكارى مِن أَفْرائيم،
[4] وتَكونُ الزَّهرَةُ الذَّاوِيَةُ، بَهاءُ فَخرِه، الَّتي على رَأسِ وادي السِّمان، كباكورَةِ التِّينِ قَبلَ الصَّيف، يَراها الرَّائي فيَبتَلِعُها وهي في يَدِه.
[5] في ذٰلك اليَومِ يَكونُ رَبُّ القُوَّات، تاجَ بَهاءٍ وإِكليلَ فَخرٍ لِبَقِيَّةِ شَعبِه،
[6] وروحَ عَدلٍ لِمَن يَجلِسُ لِلقَضاء، وبَأسًا لِلَّذينَ يَرُدُّونَ القِتالَ إِلى الباب.
[7] وهٰؤُلاءِ أَيضًا ضَلُّوا بِالخَمْر، وتاهوا بِالمُسكِر: الكاهِنُ والنَّبِيُّ ضَلاَّ بِالمُسكِر، وغَرِقا في الخَمْر. تاها مِنَ المُسكِر وضَلاَّ في الرُّؤيا، وتَرَنَّحا في ٱتِّخاذِ القَرار.
[8] كُلُّ الموائِدِ ٱمتَلأَت مِنَ القَيءِ القَذِر، فلم يَبْقَ مَكان.
[9] لِمَن تُرى يُعَلِّمُ العِلمَ ولِمَن يُلَقِّنُ البَلاغ؟ لِلْمَفْطومينَ عنِ اللَّبَن، لَلمَفْصولينَ عن الثُّديّ؟
[10] حينَ يَقول: وَصِيَّةٌ على وَصِيَّة، ثُمَّ وَصِيَّةٌ على وَصِيَّة، فَرضٌ على فَرْضٍ، ثُمَّ فَرضٌ على فَرْض، شَيءٌ مِن هُنا وشَيءٌ مِن هُناك.
[11] إِنَّ الرَّبَّ سيُكَلِّمُ هٰذا الشَّعْبَ بِشِفاهٍ تَتَلَعثَمُ ولِسانٍ غَريب.
[12] وهو الَّذي قالَ لَهم: «هٰذه هي الرَّاحةُ فأَريحوا التَّعِب، وهٰذا هو مَكانٌ هادِئ»، فأَبَوا أَن يَسمَعوا.
[13] لِذٰلك سيَكونُ كَلامُ الرَّبِّ لَهم: وَصِيَّةٌ على وَصِيَّةٍ، ثُمَّ وَصِيَّةٌ على وَصِيَّة، فَرضٌ على فَرْضٍ، ثُمَّ فَرضٌ على فَرْض، شَيءٌ مِن هُنا وشَيءٌ مِن هُناك، لِكَي يَذهَبوا ويَسقُطوا إِلى الوَراء، فيُحَطَّموا ويُصْطادوا فيُؤخَذوا.
[14] فٱسمَعوا كَلامَ الرَّبِّ أَيُّها النَّاسُ السَّاخِرون، المُتَسَلِّطونَ على هٰذا الشَّعْبِ الَّذي في أُورَشَليم.
[15] قُلتُم: «قد قَطَعْنا عَهدًا مع المَوت، وعَقَدنا حِلفًا مع مَثْوى الأَمْوات، فالسَّوطُ الطَّاغي إِذا عَبَرَ لا يَغْشانا، لأَنَّنا جَعَلْنا الكَذِبَ مَلجَأً لَنا، وٱستَتَرنا بِالبُهْتان».
[16] لِذٰلك قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: ها إِنِّي واضِعٌ حَجَرًا في صِهْيون، حَجَرًا مُمتَحِنًا، رَأسَ زاوِيَةٍ كَريمًا، أَساسًا مُحكَمًا، مَن آمَنَ بِه لَن يَتَزَعزَع.
[17] وأَجعَلُ مِنَ الحَقِّ حَبْلًا لِلقِياس، ومِن البِرِّ مِقياسَ التَّسوِيَة. أَمَّا مَلجَأُ الكَذِبِ فيَجرُفُه البَرَد، وتَطْفو المِياهُ على مَأْواه.
[18] وعَهدُكم مع المَوتِ يُلْغى، وحِلفُكم مع مَثْوى الأَمْواتِ لا يقوم، فالسَّوطُ الطَّاغي إِذا عَبَرَ يَدوسُكم.
[19] إِذا عَبَرَ يَأخُذُكم لأَنَّه يَعبُرُ صَباحًا فَصباحًا نَهارًا ولَيلًا، وتَلْقينُ البَلاغِ وَحدَه يُخيف.
[20] فالمَضجَعُ يَقصُرُ عنِ المُمتَدِّ علَيه، والغِطاءُ يَضيقُ عنِ المُلتَفِّ بِه،
[21] لأَنَّه كما فَعَلَ في جَبَلِ فَراصيمَ، يَقومُ الرَّبّ، وكما فَعَلَ في وادي جِبْعونَ يَغضَب، فيَعمَلُ عَمَلَه، عَمَلَه الغَريب، ويَفعَلُ فِعلَه، فِعلَه الخَفِيّ.
[22] فلا تَكونوا الآنَ مِنَ السَّاخِرين، لِئَلاَّ تتَشَدَّدَ قُيودُكم، فإِنِّي سَمِعتُ بِحُكمٍ مُبرَم، مِن لَدُنِ السَّيِّدِ رَبِّ القُوَّات، على الأَرضِ كُلِّها.
[23] أَصْغوا وٱسمَعوا صَوتي، إِنتَبِهوا وٱسمَعوا قَولي.
[24] أَكُلَّ يَومٍ يَحرُثُ الحارِثُ لِيَزرَع، ويَنقُبُ ويُمَشِّطُ أَرضَه؟
[25] أَلَيسَ إِذا سَوَّى وَجهَها يَبذُرُ الشُّونيزَ ويَذُرُّ الكَمُّون، ويُلْقي الحِنطَةَ والدُّخنَ والشَّعير، في مكانٍ مُحَدَّدٍ والعَلَسَ في طَرَفِه؟
[26] إِلٰهُه عَلَّمَه هٰذه الطَّريقة ولَقَّنَه إِيَّاها.
[27] فالشُّونيزُ لا يُدرَسُ بِالنَّورَج، ولا تُدارُ بكَرةُ العَجَلَةِ على الكَمُّون، بل بِالعَصا يُخبَط، والكَمُّونُ بِالقَضيب.
[28] تُضرَبُ الحِنطَةُ ولٰكِن لا تُداسُ دَوسًا، ويُحَرَّكُ علَيه دَولابُ العَجَلَةِ بِخَيلِها ولا تُسحَق،
[29] هٰذا أَيضًا خَرَجَ مِن عِندِ رَبِّ القُوَّات وهو عَجيبُ المَشورَةِ عَظيمُ المَهارة.