< العبرانيين 5

Listen to this chapter • 1 min
[1] فإِنَّ كُلَّ عظيمِ كَهَنَةٍ يُؤخَذُ مِن بَينِ النَّاس ويُقامُ مِن أَجلِ النَّاس في صِلَتِهم بِالله، لِيُقَرِّبَ قَرابينَ وذَبائِحَ كَفَّارَةً لِلخَطايا.
[2] وبِوُسعِه أَن يَرْفُقَ بِالجُهَّالِ الضَّالِّين لأَنَّه هو نَفْسُه مُتَسَربِلٌ بِالضُّعْف،
[3] فعَلَيه مِن أَجْلِ ذٰلِك الضُّعْفِ أَن يُقَرِّبَ كَفَّارَةً لِخَطاياه كَما يُقَرِّبُ كَفَّارَةً لِخَطايا الشَّعْب.
[4] وما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هٰذا المَقام، بل مَن دَعاهُ اللهُ كَما دَعا هارون.
[5] وكَذٰلِك المسيحُ لم يَنتَحِلِ المَجْدَ فيَجعَلَ نَفْسَه عَظيمَ كَهَنَة، بل تَلَقَّى هٰذا المَجْدَ مِنَ الَّذي قالَ لَه: «أَنتَ ٱبنِي وأَنا اليَومَ وَلدتُكَ».
[6] وقالَ لَه في مَكانٍ آخَر: «أَنتَ كاهِنٌ لِلأَبَدِ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق».
[7] وهو الَّذي في أَيَّامِ حَياتِه البَشَرِيَّة رَفَعَ الدُّعاءَ والاِبتِهالَ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ ذَوارِف إِلى الَّذي بِوُسعِه أَن يُخَلِّصَه مِنَ المَوت، فٱستُجيبَ لِتَقْواهس.
[8] وتَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الِٱبن، بما عانى مِنَ الأَلَم.
[9] ولَمَّا بُلِغَ بِه إِلى الكَمال، صارَ لِجَميعِ الَّذينَ يُطيعونَه سَبَبَ خَلاصٍ أَبَدِيّ،
[10] لأَنَّ اللهَ أَعلَنَه عَظيمَ كَهَنَةٍ على رُتْبَةِ مَلكيصادَق.
[11] ولَنا في هٰذا المَوضوعِ كَلامٌ كَثير، صَعْبُ التَّفْسير، لأَنَّكم كَسالى عنِ الإِصْغاء
[12] وكانَ علَيكم أَن تَستفيدوا مِنَ الزَّمَن فتُصبِحوا مُعَلِّمين، في حينِ أَنَّكم مُحتاجونَ إِلى مَن يُعَلِّمُكم أَوَّلِيَّاتِ أَقوالِ الله، مُحتاجونَ إِلى لَبَنٍ حَليب، لا إِلى طَعامٍ قَوِيّ.
[13] فَكُلُّ مَن كانَ طَعامُه اللَّبَنَ الحَليب لا تَكونُ لَه خِبرَةٌ بِكلِمَةِ البِرِّ لأَنَّه طِفْل،
[14] في حينِ أَنَّ الطَّعامَ القَوِيَّ هو لِلرَّاشِدين، لأُولٰئِكَ الَّذينَ بِالتَّدَرُّبِ رُوِّضَت بَصائِرُهم على التَّمْييزِ بَينَ الخَيرِ والشَّرّ.