Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< العبرانيين
11
Listen to this chapter • 4 min
[1]
فالإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الَّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى،
[2]
وبِفَضلِه شُهِدَ لِلأَقدَمين.
[3]
بِالإِيمانِ نُدرِكُ أَنَّ العالَمينَ أُنشِئَت بِكَلِمَةِ الله، حَتَّى إِنَّ ما يُرى يَأتي مِمَّا لا يُرى.
[4]
بِالإِيمانِ قَرَّبَ هابيلُ للهِ ذَبيحَةً أَفضَلَ مِن ذَبيحَةِ قايِن، وبِالإِيمانِ شُهِدَ لَه أَنَّه بارّ، فقَد شَهِدَ اللهُ لِقَرابينِه، وبالإِيمان ما زالَ يَتَكَلَّمُ بَعدَ مَوتِه.
[5]
بِالإِيمانِ أُخِذَ أَخْنوخُ لِئَلاَّ يَرى المَوت، «فلَم يَجِدْه أَحَدٌ لأَنَّ اللهَ أَخَذَه». وشُهِدَ لَه قَبلَ رَفعِه بِأَنَّ اللهَ قد رَضِيَ عَنه.
[6]
وبِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رِضا الله، لأَنَّه يَجِبُ على الَّذي يَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ أَن يُؤمِنَ بِأَنَّه مَوجود وأَنَّه يُجازي الَّذينَ يَبتَغونَه.
[7]
بِالإِيمانِ أُوحِيَت إِلى نُوحٍ أُمورٌ لم تَكُنْ وَقتَئِذٍ مَرْئِيَّة، فتَوَرَّعَ وبَنى سَفينَةً لِخَلاصِ أَهْلِ بَيتِه، حَكَمَ بِها على العالَم وصارَ وارِثًا لِلبِرِّ الحاصِلِ بِالإِيمان.
[8]
بِالإِيمانِ لَبَّى إِبراهيمُ الدَّعوَة فخَرَجَ إِلى بَلَدٍ قُدِّرَ لَه أَن يَنالَه ميراثًا، خَرَجَ وهو لا يَدْري إِلى أَينَ يَتَوَجَّه.
[9]
بِالإِيمانِ نَزَلَ في أَرْضِ الميعادِ نُزولَه في أَرضٍ غَريبَة، وأَقامَ في الخِيامِ معَ إِسحٰقَ وَيَعقوبَ الشَّريكَينِ في الميراثِ المَوعودِ عَينِه،
[10]
فقَد كانَ يَنتَظِرُ المَدينَةَ ذاتَ الأُسُس واللهُ مُهَندِسُها وبانِيها.
[11]
بِالإِيمانِ نالَت سارَةُ هي أَيضًا القُوَّةَ على إِنْشاءِ نَسْل، وقَد جاوَزَتِ السِّنّ، ذٰلِك بِأَنَّها عَدَّتِ الَّذي وَعَدَ أَمينًا.
[12]
ولِذٰلِكَ وُلِدَ مِن رَجُلٍ واحِدٍ، وَقَد قارَبَ المَوت، نَسْلٌ «كَنُجومِ السَّماء كَثرَةً وكالرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحْر، وَهو لا يُحْصى».
[13]
في الإِيمانِ ماتَ أُولٰئِكَ جَميعًا ولَم يَحصُلوا على المَواعِد، بل رَأَوها وحَيَّوها عن بُعْد، وٱعتَرَفوا بِأَنَّهم «غُرَباءُ نُزَلاءُ في الأَرض».
[14]
فإِنَّ الَّذينَ يَقولونَ هٰذا القَول يَدُلُّونَ على أَنَّهم يَسعَونَ إِلى وَطَن.
[15]
ولَو كانوا يُفَكِّرونَ في الوَطَنِ الَّذي خَرَجوا مِنه، لَكانَ لَهُمُ الوَقْتُ لِلرُّجوعِ إِلَيه،
[16]
في حِينِ أَنَّهم يَرغَبونَ في وَطَنٍ أَفضَلَ، أَعْني الوَطَنَ السَّماوِيّ. لِذٰلِكَ لا يَستَحيِي اللهُ أَن يُدْعى إِلٰهَهُم، فقَد أَعَدَّ لَهم مَدينَة.
[17]
بِالإِيمانِ قَرَّبَ إِبراهيمُ إِسحٰق، لَمَّا ٱمتُحِنَ. فكانَ يُقَرِّبُ ٱبنَه الوَحيد، وقَد تَلقَّى المَواعِد،
[18]
وكانَ قد قيلَ لَه: «بِإِسحٰقَ سيَكونُ لَكَ نَسْلٌ يَحمِلُ ٱسمَك».
[19]
فقَدِ ٱعتَقَدَ أَنَّ اللهَ قادِرٌ حتَّى على أَن يُقيمَ مِن بَينِ الأَمْوات. لِذٰلِك ٱستَردَّه، وفي هٰذا رَمْز.
[20]
بِالإِيمانِ بارَكَ إِسْحٰقُ يَعقوبَ وعيسُوَ في شؤُونِ المُستَقبَل.
[21]
بِالإِيمانِ بارَكَ يَعقوب، لَمَّا حَضَرَه المَوت، كُلًّا مِنِ ٱبنَي يوسُف «وسَجَدَ وهو مُستَنِدٌ إِلى طَرَفِ عَصاه».
[22]
بِالإِيمانِ ذَكَرَ يوسُف، وقَد حانَ أَجَلُه، خُروجَ بَني إِسرائيلَ وأَوصى بِرُفاتِه.
[23]
بِالإِيمانِ أَخْفى موسى أَبَواه بَعدَ مَولِدِه ثَلاثَةَ أَشهُرٍ لأَنَّهُما رَأَيا حُسْنَ الصَّبِيِّ ولَم يَخشَيا أَمْرَ المَلِك.
[24]
بِالإِيمانِ أَبى موسى، حينَ صارَ شابًّا، أَن يُدْعى ٱبنًا لِبِنْتِ فِرعَون،
[25]
وآثَرَ أَن يُشارِكَ شَعْبَ اللهِ في عَذابِه على التَّمَتُّعِ الزَّائِلِ بِالخَطيئَة،
[26]
وعَدَّ عارَ المسيح غِنًى أَعظَمَ مِن كُنوزِ مِصْر، لأَنَّه كانَ يَطمَحُ إِلى الثَّواب.
[27]
بِالإِيمانِ تَرَكَ مِصْرَ ولَم يَخْشَ غَضَبَ المَلِك، وثَبَتَ على أَمْرِه ثُبوتَ مَن يَرى ما لا يُرى.
[28]
بِالإِيمانِ أَقامَ الفِصْحَ ورَشَّ الدَّم، لئَلاَّ يَمَسَّ المُبيدُ أَبْكارَ بَني إِسرائيل.
[29]
بِالإِيمانِ جازوا البَحْرَ الأَحمَرَ كأَنَّه بَرّ، في حِينِ أَنَّ المِصرِيِّينَ حاوَلوا العُبورَ فغَرِقوا.
[30]
بِالإِيمانِ سَقَطَ سورُ أَريحا بَعدَ الطَّوافِ بِه سَبعَةَ أَيَّام.
[31]
بِالإِيمانِ لم تَهلِكْ راحابُ البَغِيُّ مع الكُفَّار، لأَنَّها تَقَبَّلَتِ الجاسوسَينِ بِالسَّلام.
[32]
وماذا أَقولُ أَيضًا؟ إِنَّ الوَقْتَ يَضيقُ بي، إِذا أَخبَرتُ عن جِدعَون وباراق وشِمشون ويَفْتاح وداوُد وصَموئيل والأَنبِياء.
[33]
فهُم بِفَضلِ الإِيمانِ دوَّخوا المَمالِك وأَقاموا العَدْل ونالوا المَواعِد وكَمُّوا أَفْواهَ الأُسود
[34]
وأَخمَدوا أَجيجَ النَّار ونَجَوا مِن حَدِّ السَّيف وتغَلَّبوا على المَرَض وصاروا أَبْطالاً في الحَرْب ورَدُّوا غاراتِ الغُرَباء،
[35]
وٱستَعادَ نِساءٌ أَمواتَهُنَّ بِالقِيامة. وتَحَمَّلَ بَعضُهمُ تَوتيرَ الأَعْضاء وأَبَوا النَّجاةَ رَغبَةً في الأَفضَل، أَي في القِيامَة،
[36]
وبَعضُهُمُ الآخَرُ عانى السُّخرِيَّةَ والجَلْد، فَضْلاً عنِ القُيُودِ والسِّجْن.
[37]
ورُجِموا ونُشِروا وماتوا قَتْلاً بِالسَّيف وهاموا على وُجوهِهِم، لِباسُهُم جُلُودُ الغَنَم وشَعَرُ المَعْز، مَحْرومينَ مُضايَقينَ مَظْلومين،
[38]
لا يَستَحِقُّهمُ العالَم، وتاهوا في البَراري والجِبالِ والمَغاوِرِ وكُهوفِ الأَرض.
[39]
وهٰؤُلاءِ كُلُّهم تَلَقَّوا شَهادَةً حَسَنَةً بِفَضْلِ إِيمانِهِم، ولٰكِنَّهم لم يَحصُلوا على المَوعِد،
[40]
لأَنَّ اللهَ قَدَّرَ لَنا ما هو أَفضَلُ لِكَيلا يُدرِكوا الكَمالَ مِن دونِنا.
< Chapter 10
Chapter 12 >