< سفر التكوين 6

Listen to this chapter • 2 min
[1] ولَمَّا ٱبتَدَأَ النَّاسُ يَكثُرونَ على وَجهِ الأَرضِ، ووُلِدَ لَهم بنات،
[2] اِستَحسَنَ بَنو اللهِ بَناتِ النَّاس. فٱتَّخَذوا لَهم نِساءً من جَميعِ مَنِ ٱخْتاروا.
[3] فقالَ الرَّبّ: «لا تَثبُتُ رُوحي في الإِنسانِ لِلأَبَد، لأَنَّه بَشَر، فتكونُ أَيَّامُه مِئَةً وعِشرينَ سَنَة».
[4] وكانَ على الأَرضِ جَبابِرَةٌ في تِلكَ الأَيَّام، وبَعدَ ذلك أَيضًا حينَ دَخَلَ بَنو اللهِ على بَناتِ النَّاسِ فوَلَدْنَ لَهم أَولادًا، هُمُ الأَبطالُ المَعْروفونَ مُنذُ القِدَم.
[5] ورأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنسانِ قد كَثُرَ على الأَرضِ وأَنَّ كُلَّ ما يَتَصوَّرُه قَلبُه مِن أَفْكارٍ إِنَّما هو شَرٌّ طَوالَ يَومِه.
[6] فنَدِمَ الرَّبُ على أَنَّه صَنَعَ الإِنسانَ على الأَرض وتأَسَّفَ في قَلبِه. فقالَ الرَّبّ:
[7] «أَمْحو عَنْ وَجهِ الأَرضِ الإِنسانَ الَّذي خَلَقتُ، الإِنسانَ مع البَهائِمِ والزَّحَّافاتِ وطُيورِ السَّماء، لأَنِّي نَدِمتُ على أَنِّي صَنَعتُهم».
[8] أَمَّا نُوحٌ فنالَ حُظوَةً في عَينَيِ الرَّبّ.
[9] وهٰذِهِ سِيرةُ نُوح: كانَ نُوحٌ رَجُلًا بارًّا كامِلًا في بَني جيلِه. وسارَ نُوحٌ معَ الله.
[10] ووَلَدَ نُوحٌ ثَلاثَةَ بَنين: سامًا وحامًا ويافَث.
[11] وفَسَدَتِ الأَرضُ أَمامَ الله وٱمتَلأَت عُنفًا.
[12] ورأَى اللهُ الأَرضَ فإِذا هي قد فسَدَت، لأَنَّ كُلَّ بَشَرٍ قد أَفسَدَ طَريقَه علَيها.
[13] فقال اللهُ لِنُوح: «قد حانَ أَجَلُ كُلِّ بَشَرٍ أَمامي، فقَدِ ٱمتَلَأَتِ الأَرضُ عُنفًا بِسَبَبِهم. فهاءَنَذا مُهلِكُهم مع الأرض.
[14] إِصْنَعْ لكَ سَفينَةً مِن خَشَبٍ قَطرانِيّ وٱجعَلْها مَساكِنَ وٱطْلِها بِالقارِ مِن داخِلٍ ومِن خارِج.
[15] كذا تَصنَعُها: ثَلاثُ مِئَةِ ذِراعٍ طولُها وخَمْسونَ ذِراعًا عَرضُها وثَلاثونَ ذِراعًا عُلُوُّها.
[16] وتَجعَلُ سَقْفًا لِلسَّفينة وإِلى حَدِّ ذِراعٍ تُكْمِلُه مِن فَوق. وٱجعَلْ بابَ السَّفينةِ في جانِبِها وتَصنَعُها طوابِق: سُفلِيًّا وثانِيًا وثالثًا.
[17] وهاءَنَذَا آتٍ بِطوفانِ مِياهٍ على الأَرض لأُهلِكَ كُلَّ ذي جَسَدٍ فيه رُوحُ حَياةٍ مِن تَحتِ السَّماء، وكُلُّ ما في الأَرضِ يَهلِك.
[18] وأُقيمُ عَهْدي معكَ، فتَدخُلُ السَّفينَةَ أَنتَ وبَنوكَ وٱمرَأَتُكَ ونِسوَةُ بَنيكَ مَعَكَ.
[19] ومِن كُلِّ حَيٍّ مِن كُلِّ ذي جَسَدٍ ٱثنَينِ مِن كُلٍّ تُدخِلُ السَّفينَةَ لِتُحفَظَ حَيَّةً معَكَ، ذَكَرًا وأُنْثى تكون:
[20] مِنَ الطُّيورِ بِأَصْنافِها ومِنَ البَهائِمِ بِأَصْنافِها ومِن جَميعِ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرضِ بِأَصْنافِها يَدخُلُ إِلَيكَ ٱثْنانِ مِن كُلٍّ لِتُحفَظَ حَيَّةً.
[21] وأَنتَ فخُذْ لكَ مِن كُلِّ طَعامٍ يُؤكَل وٱجعَلْه مَؤُونةً لكَ، فيَكونَ لكَ ولَهم مَأْكَلًا».
[22] فعَمِلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ ما أَمَرَه اللهُ بِه. هٰكذا فَعَل.