Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر التكوين
42
Listen to this chapter • 5 min
[1]
فلَمَّا عَلِمَ يَعْقوبُ أَنَّ الحَبَّ مَوجودٌ في مِصْر، قالَ لِبَنيه: «ما بالُكم تَنظُرونَ بَعضُكم إِلى بَعض؟»
[2]
وقال: «إِنِّي قد سَمِعتُ أَنَّ الحَبَّ مَوجودٌ في مِصْر، فٱنزِلوا إِلى هُناكَ وٱشتَروا لَنا حَبًّا فنَحْيا ولا نَموت».
[3]
فنَزَلَ عَشَرَةٌ مِن إِخوَةِ يوسفَ لِيَشتَروا قَمْحًا مِن مِصْر.
[4]
وأَمَّا بَنْيامين، أَخو يوسف، فلَم يُرسِلْه يَعْقوبُ مع إِخوَتِه، لأَنَّه قال: «يُخْشى أَن يَلحَقَه سوء».
[5]
وأَتى بَنو إِسْرائيلَ في مَن أَتى لِيَشتَروا حَبًّا، لأَنَّ المَجاعَة كانَت في أَرضِ كَنْعان.
[6]
وكانَ يوسفُ هو المُسَلَّطَ على تِلكَ الأَرض والبائعَ حَبًّا لِكُلِّ شَعْبِ تِلكَ الأَرض. فجاءَ إِخوَتُه وسَجَدوا له بِوُجوهِهِم إِلى الأَرض.
[7]
ولَمَّا رأَى يوسفُ إِخوَتَه عَرَفَهم، ولٰكِنَّه تَنَكَّرَ لَهم وكَلَّمَهم بِقَساوةٍ وقالَ لهم: «مِن أَينَ قَدِمتُم؟» قالوا: «مِن أَرضِ كَنْعان، لِنَشتَرِيَ طَعامًا».
[8]
وعَرَفَ يوسفُ إِخوَتَه، وأَمَّا هُم فلَم يَعْرِفوه.
[9]
فتَذَكَّرَ يوسفُ الأَحْلامَ الَّتي حَلَمَها بِهِم، فقالَ لَهم: «أَنتُم جَواسيس، إِنَّما جِئتُم لِتَرَوا ثُغورَ هٰذه الأَرض».
[10]
فقالوا له: «لا يا سَيِّدي، إِنَّما جاءَ عَبيدُكَ لِيَشتَروا طَعامًا.
[11]
كُلُّنا بَنو رَجُلٍ واحِد، نحن مُستَقيمون، ولَيسَ عَبيدُكَ بِجَواسيس».
[12]
فقالَ لَهم: «كَلاَّ، بل إِنَّما جِئتُم لِتَرَوا ثُغورَ هٰذِه الأَرض».
[13]
قالوا: «عَبيدُكَ ٱثْنا عَشَرَ أَخًا، نَحنُ بَنو رَجُلٍ واحِدٍ في أَرضِ كَنْعان. هُوَذا الصَّغيرُ اليَومَ عِندَ أَبينا، وواحِدٌ لا وُجودَ لَه».
[14]
فقالَ لَهم يوسف: «بلِ الأَمرُ كما تَحَدَّثتُ إِلَيكم قائلًا: أَنتُم جَواسيس.
[15]
وبِهٰذا تُمتَحَنون: وحَياةِ فِرعَونَ لا خَرَجتُم مِن هٰهُنا أَو يَجيءَ أَخوكُمُ الأَصغَرُ إِلى هٰهُنا.
[16]
إِبعَثوا واحِدًا مِنكُم يَأتي بِأَخيكم، وأَنتُم تُسجَنونَ حَتَّى يُمتَحَنَ كَلامُكم هل أَنتُم صادِقون، وإِلاَّ فَوَحَياةِ فِرعَونَ إِنَّكم لَجَواسيس».
[17]
فأَوقَفَهم ثَلاثَة أَيَّام.
[18]
وفي اليَومِ الثَّالِث قالَ لَهم يوسف: «إِصنَعوا هٰذا فتَحْيَوا، لأَنِّي أَتَّقي الله.
[19]
إِن كُنتُم مُستَقيمين، فأَخٌ واحِدٌ مِنكُم يُسجَنُ في سِجنِكم. أَمَّا أَنتُم فٱذهَبوا وخُذوا حَبًّا لِبُيوتِكُمُ الجائِعَة،
[20]
وأتوا بِأَخيكُمُ الصَّغيرِ إِلَيَّ لِيَتَحَقَّقَ كَلامُكم ولا تَموتوا». فصَنَعوا كذٰلك.
[21]
وقالَ بَعضُهم لِبَعض: «إِنَّنا حَقًّا مُذنِبونَ إِلى أَخينا: رأَينا نَفسَه في شِدَّةٍ عِندَما ٱستَرحَمَنا فلَم نَسمَعْ لَه. لِذٰلِك نالَتْنا هٰذه الشِّدَّة».
[22]
فأَجابَهم رأُوبينَ قائلًا: «أَلَم أَقُلْ لَكم: لا تَخطَأُوا إِلى الوَلَد، وأَنتُم لم تَسمَعوا، لِذٰلِك يُطالَبُ الآنَ بِدَمِه».
[23]
ولم يَكونوا يَعلَمونَ أَنَّ يوسفَ يَفهَمُ ذٰلك، إِذ كانَ هُناكَ تُرجُمانٌ بَينَه وبَينَهم.
[24]
فتَحَوَّلَ عنهُم وبَكى، ثُمَّ عادَ إِلَيهِم وخاطَبَهم وأَخَذَ مِن بَينِهم شِمْعونَ فقيَّدَه أَمامَ أَعيُنِهم.
[25]
وأَمَرَ يوسفُ أَن تُملَأَ أَوعِيَتُهم قَمْحًا وتُرَدَّ فِضَّةُ كُلِّ واحِدٍ إِلى كيسِه وأَن يُعطَوا زادًا لِلطَّريق، فصُنِعَ لَهم كذٰلِك.
[26]
وحَمَلوا حَبَّهم على حَميرِهم وساروا مِن هُناك.
[27]
وفَتَحَ أَحَدُهم كيسَه لِيُلقِيَ عَلَفًا في المَبيتِ لِحِمارِه، فرأَى فِضَّتَه في فَمِ كيسه.
[28]
فقالَ لِإخوَتِه: «قد رُدَّت فِضَّتي، وها هي في كيسي». فخانَتهُم قُلوبُهم وقالوا بَعضُهم لِبَعضٍ مُرتَعِشين: «ماذا فَعَلَ اللهُ بِنا؟».
[29]
وجاءُوا يَعْقوبَ أَباهم في أَرضِ كَنْعان وأَخْبَروه بكُلِّ ما جَرى لَهم
[30]
وقالوا: «قد خاطَبَنا الرَّجُلُ سَيِّدُ تِلكَ الأَرضِ بِقَساوة وعَدَّنا جَواسيسَ في تِلكَ الأَرض،
[31]
فقُلْنا له: نَحنُ مُستَقيمون، ولَسْنا بِجَواسيس،
[32]
نحنُ ٱثْنا عَشَرَ أَخًا بَنو أَبٍ واحِد، أَحَدُنا لا وُجودَ له، والصَّغيرُ اليَومَ عِندَ أَبينا في أَرضِ كَنْعان.
[33]
فقالَ لَنا الرَّجُلُ سَيِّدُ تِلكَ الأَرض: بِهٰذا أَعلَمُ أَنَّكم مُستَقيمون: دَعوا عِنْدي أَخًا مِنكُم وخُذوا لِبُيوتِكمُ الجائِعة وٱنصَرِفوا،
[34]
وأتوني بأَخيكُمُ الصَّغير فأَعلَمَ أَنَّكم لَستُم بِجَواسيسَ وأَنَّكم مُستَقيمون، فأُعطيَكم أَخاكم وتَجولونَ في هٰذه الأَرض».
[35]
وبَينَما هم يُفَرِّغونَ أكْياسَهم، إِذا بصُرَّةِ فِضَّةِ كُلِّ واحِدٍ في كيسِه. فلَمَّا رأَوا صُرَرَ فِضَّتِهم هم وأَبوهم، خافوا.
[36]
فقالَ لَهم يَعْقوبُ أَبوهم: أَفقَدتُموني أَولادي: يوسفُ لا وُجودَ لَه وشِمْعونُ لا وُجودَ لَه، وبَنيامينُ تأخُذونَه، وعَلَيَّ نَزَلَت هٰذه كُلُّها».
[37]
فكَلَّمَ رأُوبينُ أَباه قائِلًا: «إِن لم أَعُدْ به إِلَيكَ، فٱقتُلْ وَلَدَيَّ. سَلِّمْه إِلى يَدي وأَنا أَرُدُّه إِلَيك».
[38]
قال: «لا يَنزِلُ ٱبْني مَعَكم، لأَنَّ أَخاه قد مات، وهو وَحدَه بَقِيَ، فإِن نالَه سوءٌ في الطَّريقِ الَّذي تَذهَبونَ فيه أَنزَلتُم شَيبَتي بِحَسرَةٍ إِلى مَثْوى الأَمْوات».
< Chapter 41
Chapter 43 >