< سفر التكوين 39

Listen to this chapter • 3 min
[1] أَمَّا يوسُفُ فأُنزِلَ إِلى مِصر، فٱشتَراه فوطيفار، خَصِيُّ فِرعَونَ ورئيسُ الحَرَس، رَجُلٌ مِصرِيٌّ، مِن أَيدي الإِسْماعِيلِيِّينَ الَّذينَ نَزَلوا بِه إِلى هُناك.
[2] وكانَ الرَّبُّ مع يوسف، فكانَ رَجُلًا ناجِحًا، وأَقامَ بِبَيتِ سَيِّدِه المِصريّ.
[3] ورأَى سَيِّدُه أَنَّ الرَّبَّ معَه وأَنَّ جَميعَ ما يَعمَلُه يُنجِحُه الرَّبُّ في يَدِه.
[4] فنالَ يوسفُ حُظوَةً في عَينَيه وخَدَمَه. فأَقامَه على بَيتِه، وكُلُّ ما كانَ لَه جَعَلَه في يَدِه.
[5] وكانَ، مُنذُ أَقامَه على بَيتِه وكُلِّ ما هو لَه، أَنَّ الرَّبَّ بارَكَ بَيتَ المِصرِيِّ بِسَبَبِ يوسف، وكانَت بَركَةُ الرَّبِّ على كُلِّ ما هو لَه في البَيتِ وفي الحَقْل.
[6] فتَرَكَ كُلَّ ما كانَ لَه في يَدِ يوسف، ولَم يَكُنْ يَهتَمُّ معه بِشَيءٍ إِلاَّ بِالطَّعامِ الَّذي كانَ يَتناوَلُه. وكانَ يُوسفُ حَسَنَ الهَيئةِ وجَميلَ المَنظَر.
[7] وكانَ بَعدَ هٰذه الأَحْداثِ أَنَّ ٱمرَأَةَ سَيِّدِه طَمَحَت عَينُها إِلى يوسفَ وقالت: «ضاجِعْني».
[8] فأَبى وقالَ لِٱمرَأَةِ سَيِّده: «هُوَذا سَيِّدي لا يَهتَمُّ معي بِشَيءٍ مِمَّا في البَيت، وكُلُّ ما هو لَه قد جَعَلَه في يَدي.
[9] ولَيسَ هو أَكبَرَ مِنِّي في هٰذا البَيت، ولَم يُمسِكْ عَنِّي شَيئًا غَيرَكِ لأَنَّكِ زَوجَتُه. فكَيفَ أَصنَعُ هٰذه السَّيِّئَةَ العَظيمةَ وأَخْطَأُ إِلى الله؟»
[10] وكَلَّمَته يَومًا بَعدَ يَوم، فلَم يَسمَعْ لَها أَن يَنامَ بِجانِبِها لِيَكونَ معها.
[11] فٱتَّفَقَ في بَعضِ الأَيَّامِ أَنَّه دَخَلَ البَيتَ لِيَقومَ بِعَمَلِه، ولَم يَكُنْ هُناكَ في البَيتِ أَحَدٌ مِن أَهْلِه.
[12] فأَمسَكَت بِثَوبِه قائِلَةً: «ضاجِعْني». فتَرَكَ ثَوبَه بِيَدِها وفَرَّ هارِبًا إِلى خارِج.
[13] فلَمَّا رأَت أَنَّه قد تَرَكَ ثَوبَه بِيَدِها وهَرَبَ إِلى الخارِج،
[14] صاحَت بِأَهْلِ بَيتِها وقالَت لَهم: «اُنْظُروا! لقَد جاءَنا بِرَجُلٍ عِبْرانِيٍّ لِيتَلاعَبَ بِنا. أَتاني لِيُضاجِعَني، فصَرَختُ بِصَوتٍ عالٍ.
[15] فَلمَّا سَمِعَني قد رَفَعتُ صَوتي وصَرَختُ، تَرَكَ ثَوبَه بِجانِبي وفَرَّ هارِبًا إِلى خارِج».
[16] ووَضَعَت ثَوبَه بِجانِبِها حتَّى قَدِم سَيِّدُه إِلى بَيتِه.
[17] فكَلَّمَته بِمِثْلِ هٰذا الكَلام وقالَت: «أَتاني الخادِمُ العِبْرانِيُّ الَّذي جِئتَنا بِه لِيَتَلاعَبَ بي.
[18] وكانَ، عِنْدَما رَفَعتُ صَوتي وصَرَخْتُ، أَنَّه تَرَكَ ثَوبَه بِجانِبي وهَرَبَ إِلى خارِج»
[19] فلَمَّا سَمِعَ سَيِّدُه كَلامَ ٱمرَأَتِه الَّذي أَخبَرَته بِه قائِلَةً: «كَذا صَنَعَ بي خادِمُكَ»، غَضِبَ علَيه غَضَبًا،
[20] فأَخَذَ يُوسفَ سَيِّدُه وجَعَلَه في السِّجْن، حَيثُ كانَ سُجَناءُ المَلِكِ مَسْجونين. فكانَ هُناكَ في السِّجْن.
[21] وكانَ الرَّبُّ مع يوسف وأَمالَ إِلَيه رَحمَتَه. وأَنالَه حُظوَةً في عَينَي رَئيسِ السِّجْن.
[22] فجَعَلَ رَئيسُ السِّجْنِ في يَدِ يوسفَ جَميعَ السُّجَناءِ الَّذينَ في السِّجْن، وكُلُّ ما كانوا يَصنَعونَه هُناكَ كانَ هو يُدَبِّرُه.
[23] ولَم يَكُنْ رَئيسُ السِّجْنِ يَهتَمُّ بِشَيءٍ مِمَّا تَحتَ يَدِ يُوسف، لأَنَّ الرَّبَّ كانَ معَه، ومَهْما صَنَعَ كانَ الرَّبُّ يُنجِحُه.