< سفر التكوين 33

Listen to this chapter • 2 min
[1] ثُمَّ رَفَعَ يَعْقوبُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا عيسو مُقبِلٌ ومعه أَربَعُ مِئَةِ رَجُل. فوزَّعَ يَعْقوبُ الأَولادَ على لَيئَةَ وراحيلَ والخادِمَتَين،
[2] وجَعَلَ الخادِمَتَينِ وأَولادَهُما في المُقدَّمَة، ثُمَّ لَيئَةَ وأَولادَها، ثُمَّ راحيل، ويوسُفَ أَخيرًا.
[3] أَمَّا هو فتَقَدَّمَهم وسَجَدَ إِلى الأَرضِ سَبعَ مَرَّاتٍ حتَّى دَنا مِن أَخيه.
[4] فبادَرَ عِيسو إِلى لِقائِه وعانَقَه وأَلْقى بِنَفْسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه وبَكَيا.
[5] ورَفَعَ عيسو عَينَيه فرأَى النِّساءَ والأَولادَ فقال: «ما هٰؤُلاءِ معَكَ؟» قال: «الأَولادُ الَّذينَ رَزَقَهُمُ اللهُ عَبدَكَ».
[6] فتَقَدَّمَتِ الخادِمَتانِ وأَولادُهما وسَجَدوا.
[7] ثُمَّ تَقَدَّمَت لَيئَةُ أَيضًا وأَولادُها وسَجَدوا. وأَخيرًا تَقدَّمَ يُوسفُ وراحيلُ وسَجَدا.
[8] فقالَ عيسو: «ماذا أَردتَ من كُلِّ هٰذا الحَشْدِ الَّذي صادَفتُه؟» قال: «أَن أَنالَ حُظوَةً في عَينَي سَيِّدي».
[9] قالَ عيسو: «إِنَّ عِنْدي كثيرًا، فما لَكَ يَبْقى لَكَ، يا أَخي».
[10] قالَ يَعْقوب: «لا، إِنْ نِلْتُ حُظوَةً في عَينَيكَ فٱقبَلْ هَدِيَّتي مِن يَدي، فإِنِّي رَأَيتُ وَجهَكَ كَما يُرى وَجْهُ الله ورَضيتَ عَنِّي.
[11] فٱقبَلْ هَدِيَّتي الَّتي جِئتُ بِها إِلَيكَ، فإِنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيَّ، وعِنْدي مِن كُلِّ شَيء». وأَلَحَّ علَيه فقَبِل.
[12] ثُمَّ قالَ له عيسو: «نَرحَلُ ونَمْضي وأَسيرُ أَمامَكَ».
[13] فقالَ له: «سَيِّدي يَعلَمُ أَنَّ الأَولادَ ضِعافُ البِنيَة، والغَنَمَ والبَقَرَ الَّتي عِنْدي مُرضِعات، فإِن أجهَدتُها يَومًا واحِدًا هَلَكَتِ الغَنَمُ كُلُّها.
[14] فليَتَقَدَّمْ سَيِّدي عَبدَه، وأَنا أَسيرُ رُوَيدًا في أَثَرِ الماشِيَةِ الَّتي أَمامي وفي أَثَرِ الأَولاد، حتَّى أَصِلَ إِلى سَيِّدي في سِعير».
[15] فقالَ عيسو: «أَترُكُ وَرائي عِندَكَ مِنَ القَومِ الَّذينَ معي». قال: «لِماذا؟ حَسْبي أَنِّي نِلتُ حُظوَةً في عَينَي سَيِّدي».
[16] فرَجَعَ عيسو في ذٰلك اليَومِ في طَريقِه إِلى سِعير،
[17] ورَحَلَ يَعْقوبُ إِلى سُكُّوت، فبَنى لَه بَيْتًا وصَنَعَ لِماشِيَتِه أَكْواخًا. ولِذٰلك سُمِّيَ المكانُ سُكُّوت.
[18] ثُمَّ وَصَلَ يَعْقوبُ سالِمًا إِلى مَدينَةِ شَكيمَ الَّتي بأَرضِ كَنْعان، حينَ عادَ مِن فَدَّانَ أَرام، فخَيَّمَ قُبالَةَ المَدينة.
[19] وٱشْتَرى قِطعَةَ الحَقْلِ الَّتي نَصَبَ فيها خَيمَتَه مِن بَني حَمورَ أَبي شَكيم بِمِئَةِ قَسيطة.
[20] وأَقامَ هُناكَ مَذبَحًا ودَعاه بِٱسْمِ إِيل، إِلٰهِ إِسْرائيل.