Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر التكوين
31
Listen to this chapter • 6 min
[1]
وسَمِعَ يَعْقوبُ بَني لابانَ يقولون: «قد أَخَذَ يَعْقوبُ كُلَّ ما لأَبينا، ومِمَّا لأَبينا جَمَعَ هٰذه الثَّروَةَ كُلَّها».
[2]
ورأَى يَعْقوبُ وَجهَ لابان، فإذا بِه لَيسَ معَه كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ.
[3]
فقالَ الرَّبُّ لِيَعْقوب: «اِرْجِعْ إِلى أَرضِ آبائِكَ ومَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أَكونُ معَكَ».
[4]
فأَرسَلَ يَعْقوبُ ودَعا راحيلَ ولَيئَةَ إِلى الحَقْل، حَيثُ كانَت ماشِيَتُه.
[5]
وقالَ لَهُما: «إِنِّي أَرى وَجهَ أَبيكُما، لا كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ، ولٰكِنَّ إِلٰهَ أَبي كانَ معي.
[6]
وأَنتُما تَعلَمانِ أَنِّي خَدَمتُ أَباكُما بِكُلِّ طاقَتي.
[7]
وأَبوكُما خَدَعَني وغَيَّرَ أُجْرَتي عَشْرَ مَرَّات، ولم يَدَعْه اللهُ يُسيءُ إِلَيَّ.
[8]
إِن قالَ: الرُّقْطُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَمِيعُ الغَنَمِ رُقْطًا. وإِن قالَ: المُخطَّطَةُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَميعُ الغَنَمِ مُخَطَّطَةً.
[9]
فأَخَذَ اللهُ ماشِيَةَ أَبيكُما وأَعْطاني إِيَّاها.
[10]
ولَمَّا كانَ وَقتُ وحامِ الغَنَمِ، رَفَعتُ عَينَيَّ ورأَيتُ في المَنامِ أَنَّ التُّيوسَ النَّازِيَةَ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء.
[11]
فقالَ لي ملاكُ اللهِ في الحُلْم: يا يَعْقوب. قُلتُ: هاءَنَذا.
[12]
قال: اِرفَعْ عَينَيكَ وٱنظُرْ: جَميعُ التُّيوسِ النَّازِيَةِ على الغَنَمِ مُخَطَّطَةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء، فإِنِّي قد رَأَيتُ كُلَّ ما يَصنَعُه لابانُ بِكَ.
[13]
أَنا الإِلٰهُ الَّذي تَراءى لَك في بَيتَ إِيل حَيثُ مَسَحتَ النُّصُبَ بِالزَّيت ونَذَرتَ لي نَذْرًا. والآن قُمْ فٱخرُجْ مِن هٰذه الأَرض وٱرجِعْ إِلى مَسقَطِ رَأسِكَ».
[14]
فأَجابَت راحيلُ ولَيئَةُ وقالَتا له: «هل بَقِيَ لَنا نَصيبٌ ومِيراثٌ في بَيتِ أَبينا؟
[15]
أَلَسْنا عِندَه بِمَنزِلَةِ غُرَباء وقد باعَنا وأَكَلَ ثَمَنَنا؟
[16]
فكُلُّ الغِنى الَّذي أَخَذَه اللهُ مِن أَبينا هو لَنا ولِبَنينا. والآن فكُلُّ ما قالَه اللهُ لَكَ فٱفعَلْه».
[17]
فقامَ يَعْقوبُ وحَمَلَ بَنيه ونِساءَه على الجِمال.
[18]
وساقَ جَميعَ ماشِيَتِه (وجَميعَ الأَمْوالِ الَّتي ٱقتَناها، الماشِيَةَ الَّتي ٱمتَلَكَها في فدَّانَ أَرام)، لِيَذهَبَ إِلى إِسحٰق أَبيه إِلى أَرضِ كَنْعان.
[19]
وكانَ لابانُ قد مضى لِيَجُزَّ غَنَمَه، فسَرَقَت راحيلُ أَصْنامَ مَنزِلِ أَبيها.
[20]
وخَدَعَ يَعْقوبُ لابانَ الأَرامِيّ، ولم يُخْبرْه بِفِرارِه.
[21]
وهَرَبَ بِكُلِّ ما لَه وقامَ فَعَبَرَ النَّهْرَ وٱتَّجَهَ نَحوَ جَبَلِ جِلْعاد.
[22]
فأُخبِرَ لابانُ في اليَوْمِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقوبَ قد فَرَّ.
[23]
فأَخَذَ إِخوَتَه معَه وجَدَّ في إِثْرِه مَسيرةَ سَبعَةِ أَيَّام، فأَدرَكَه في جَبَلِ جِلْعاد.
[24]
فأَتى اللهُ لابانَ الأَرامِيَّ في الحُلْمِ لَيلًا وقالَ له: «إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أو شَرّ».
[25]
وأَدرَكَ لابانُ يَعْقوب، وكانَ يَعْقوبُ قد نَصَبَ خَيمَتَه في الجَبَل، فَنَصَبَ لابانُ خَيمَتَه في جَبَلِ جِلْعاد.
[26]
فقالَ لابانُ لِيَعْقوب: «ماذا صَنَعتَ؟ قد خَدَعتَني وسُقْتَ بِنتَيَّ كأَسْرى حَرْب.
[27]
لِمَ هَرَبتَ خُفيَةً وخَدَعتَني ولَم تُخْبِرْني فأُشيِّعَكَ بٱبتِهاجٍ وأَغانِيَّ ودُفٍّ وكِنَّارة؟
[28]
ولَم تَدَعْني أُقَبِّلُ بَنِيَّ وبناتي، وفي هٰذا تَصَرَّفتَ بِغَباوة.
[29]
إنَّ في يَدي أَن أَصنَعَ بِكُم سُوءًا، لَولا أَنَّ إِلٰهَ أَبيكم قد كلَّمَني البارِحَةَ قائلًا: إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أَو شَرّ.
[30]
والآن إِنَّما ٱنصَرَفتَ لِأنَّكَ ٱشتَقتَ كَثيرًا إِلى بَيتِ أَبيكَ، فلِمَ سَرَقتَ آلِهَتي؟».
[31]
فأَجابَ يَعْقوبُ وقالَ لِلابان: «لأَنِّي تَخَوَّفتُ وقُلتُ: «لَعَلَّكَ تَغتَصِبُ بِنتَيكَ مِنّي.
[32]
وأَمَّا آلِهَتُكَ، فمَن وُجِدَت معَه فلا يَحْيا. أَثبِتْ ما هو لَكَ في ما هو معي أَمامَ إِخوَتِنا وخُذْه». ولَم يَكُنْ يَعْقوبُ يَعلَمُ أَنَّ راحيلَ قد سَرَقَتها.
[33]
فدَخَلَ لابانُ خَيمَةَ يَعْقوب وخَيمَةَ لَيئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَين، فلَم يَجِدْ شَيئًا. وخَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيئَة ودَخَلَ خَيمَةَ راحيل.
[34]
وكانَت راحيلُ قد أَخَذَت أَصْنامَ المَنزِل وجَعَلَتها في رَحْلِ الجَمَل وجَلَسَت فَوقَها. فجَسَّ لابانُ الخَيمَةَ كُلَّها فلَم يَجِدْ شَيئًا.
[35]
فقالَت راحيلُ لأَبيها: «لا يَغْضَبْ سَيِّدي إِن كُنتُ لا أَستَطيعُ أَن أَقومَ أَمامَكَ، فقَد حَدَثَ لي ما يَجْري لِلنِّساء». ففَتَّشَ فلَم يَجِدْ أَصْنامَ المَنزِل.
[36]
فغَضِبَ يَعْقوبُ وخاصَمَ لابانَ وخاطَبَه قال: «ما ذَنْبي وما خطيئَتي حتَّى جَدَدتَ في إِثْري؟
[37]
وقد جَسَسْتَ جَميعَ أَثاثي، فماذا وَجَدتَ مِن جَميعِ أَثاثِ بَيتِكَ؟ ضَعْه هٰهُنا أَمامَ إِخْوَتي وإِخْوَتِكَ، ولْيَحكُموا بَينَنا كِلَينا.
[38]
لي عِشْرونَ سَنَةً معكَ، ونِعاجُكَ وعِنازُكَ لم تُسقِطْ، ومِن كِباشِ غَنَمِكَ لم آكُل.
[39]
فَريسةً مُمَزَّقَةً لم أُحضِرْ إِلَيكَ، بل كُنتُ أَنا أُعَوَّضُ مِنها، ومِن يَدي كُنتَ تَطلُبُها، سَواءٌ أَخُطِفَت في النَّهار أَم في اللَّيل.
[40]
وكانَ الحَرُّ يأكُلُني في النَّهار والبَردُ في اللَّيل، وهَجَرَ النَّومُ عَينَيَّ.
[41]
وهاءَنَذا لي عِشْرونَ سَنَةً في بَيتِكَ: خَدَمتُكَ أَربَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِبِنتَيكَ وسِتَّ سِنينَ بِغَنَمِكَ، وغَيَّرتَ أُجْرَتي عَشْرَ مرَّات.
[42]
ولَولا أَنَّ إِلٰهَ أَبي، إِلٰهَ إِبْراهيم ومَهابةَ إِسحٰقَ معي، لَكُنتَ الآنَ قد صَرَفتَني فارِغًا. وقد نَظَرَ الرَّبُّ إِلى مَشَقَّتي وتَعَبِ يَدَيَّ وحَكَمَ حُكمَه البارِحة».
[43]
فأَجابَ لابانُ وقالَ لِيَعْقوب: «البَناتُ بَناتي والبَنونَ بَنِيَّ والغَنَمُ غَنَمي، وكُلُّ ما تَراه هو لي، فماذا تُراني اليَومَ أَفعَلُ بِبَناتي وبالبَنينَ الَّذينَ وَلَدنَهم؟
[44]
والآن فهلُمَّ نَقطَعُ عَهْدًا أَنا وأنتَ ولْتَكُنْ هٰذه الحِجارَةُ شاهِدًا بَيني وبَينَكَ».
[45]
فأَخَذَ يَعْقوبُ حَجَرًا وأَقامَه نُصُبًا.
[46]
وقالَ يَعْقوبُ لِإخوَتِه: «اِجْمَعوا حِجارةً»، فجَمَعوا حِجارةً وجَعَلوها كَومةً وأَكَلوا طَعامًا فَوقَ الكَومة.
[47]
وسمَّاها لابانُ «يَجَرَ سَهْدوتا»، وسمَّاها يَعْقوبُ «جِلْعاد».
[48]
وقالَ لابان: «هٰذه الكَومةُ تَكونُ شاهِدًا بَيني وبَينَكَ اليَوم»، ولِذٰلك سُمِّيَت جِلْعادَ
[49]
والمِصْفاة، لأَنَّه قال: «يُراقِبُ الرَّبُّ بَيني وبَيْنكَ، إِذا تَوارى كُلُّ واحِدٍ مِنَّا عن صاحِبِه.
[50]
إِن أَسأتَ مُعامَلَةَ بِنتَيَّ أَوِ ٱتَّخَذْتَ عَلَيهِما نِساءً، وإِن لَم يَكُنْ بَينَنا أَحَدٌ، فٱنْظُر: اللهُ شاهِدٌ بَيني وبَينَكَ».
[51]
وقالَ لابانُ لِيَعْقوب: «هٰذه هي الكَومةُ وهٰذا هو النُّصُبُ الَّذي وَضَعتُ بَيني وبَينَكَ.
[52]
هٰذه الكَومةُ شاهِدٌ والنُّصُبُ شاهِدٌ على أَنِّي لا أَتَخَطَّى هٰذه الكَومةَ إِلَيكَ وأَنَّكَ لا تَتَخَطَّى هٰذه الكَومةَ وهٰذا النُّصُبَ إِلَيَّ لِلشَّرّ.
[53]
إِلٰهُ إِبْراهيمَ وإِلٰهُ ناحورَ يَحكُمُ بَينَنا». وحَلَفَ يَعْقوبُ بِمَهابةِ أَبيه إِسْحٰق.
[54]
وذَبَحَ يَعْقوبُ ذَبيحةً في الجَبَل ودَعا إِخْوَتَه لِيَاكُلوا طَعامًا، فأكَلوا وباتوا في الجَبَل.
< Chapter 30
Chapter 32 >