Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< سفر التكوين
27
Listen to this chapter • 5 min
[1]
وحَدَثَ، لَمَّا شاخَ إِسحٰقُ وكَلَّت عَيناه عنِ النَّظَر، أَنَّه دَعا عِيسو ٱبنَه الأكبَرَ وقالَ له: «يا بُنَيَّ». قالَ: «هاءَنَذا».
[2]
فقال: «هاءَنَذا قد شِخْتُ ولا أَعْلَمُ يَومَ مَوتي.
[3]
والآن خُذْ عُدَّتَكَ وجَعبَتَكَ وقَوسَكَ، وٱخرُجْ إِلى الحَقْل وصِدْ لي صَيدًا،
[4]
وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبةً كَما أُحِبّ، وٱئتِني بِه فآكُل، لِكَي تُبارِكَكَ نَفْسي قَبلَ أَن أَموت».
[5]
وكانَت رِفقَةُ سامِعةً حينَ كَلَّمَ إِسحٰقُ عِيسو ٱبنَه. فمَضى عِيسو إِلى الحَقْلِ لِيَصيدَ صَيدًا ويَأتِيَ به.
[6]
فكَلَّمَت رِفقَةُ يَعقوبَ ٱبنَها قائلَةً: «إِنِّي قد سَمِعتُ أَباكَ يُكَلِّمُ عِيسوَ أَخاكَ قائلًا:
[7]
إِئتِني بِصَيدٍ وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبَةً فآكُلَ مِنها وأُبارِكَكَ أَمامَ الرَّبِّ قَبلَ مَوتي.
[8]
والآنَ يا بُنَيَّ، اِسمَعْ لِقَولي في ما آمُرُكَ بِه:
[9]
اِمْضِ إِلى الغَنَم وخُذْ لي مِن هُناكَ جَديَينِ مِنَ المَعِزِ جَيِّدَين، فأُعِدَّهُما أَلْوانًا طَيِّبَةً لأَبيكَ كما يُحِبّ،
[10]
فتَأتي بِها أَباكَ ويأكُل، لِكَي يُبارِكَكَ قَبلَ مَوتِه».
[11]
فقالَ يَعْقوبُ لِرِفقَةَ أُمِّه: «عِيسو أَخي رَجُلٌ أَشعَرَ وأَنا رَجُلٌ أَملَس.
[12]
فلَعَلَّ أَبي يَجُسُّني فأَكونَ في عَينَيه كالسَّاخِرِ مِنه، وأَجلُبَ على نَفْسي لَعنَةً لا بَركَة».
[13]
قالَت لَه أُمُّه: «عَلَيَّ لَعنَتُكَ يا بُنَيَّ، إِنَّما ٱسمَعْ لِقَولي وٱمضِ وخُذْ لي ذٰلك».
[14]
فمَضى وأَخَذَ ذٰلك وأَتى بِه أُمَّه فأَعَدَّته أُمُّه أَلْوانًا طَيِّبةً، على ما يُحِبُّ أَبوه.
[15]
وأَخَذَت رِفقَةُ ثِيابَ عِيسوَ ٱبنِها الأكبَرِ الفاخِرَةَ الَّتي عِندَها في البَيت فأَلبَسَتْها يَعْقوبَ ٱبنَها الأَصغَر،
[16]
وكَسَت يَدَيه ومَلاسةَ عُنُقِه بِجِلْدِ المَعِز،
[17]
وأَعْطَت يَعقوبَ ٱبنَها ما صَنَعَته مِنَ الأَلْوانِ الطَيِّبَةِ والخُبْز.
[18]
فَدَخَلَ على أَبيه وقال: «يا أَبتِ». قال: «لَبَّيكَ، مَن أَنتَ يا بُنَيَّ؟».
[19]
فقالَ يَعْقوبُ لأَبيه: «أَنا عِيسو بِكرُكَ قد صَنَعتُ كَما أَمَرتَني. قُمْ فٱجْلِسْ وكُلْ مِن صَيدي، لِكَي تُبارِكَني نَفْسُكَ».
[20]
فقالَ إِسحٰقُ لٱبْنِه: «ما أَسرَعَ ما أَصَبتَ، يا بُنَيَّ». قال: «إِنَّ الرَّبَّ إلٰهَكَ قد يَسَّرَ لي».
[21]
فقالَ إِسحٰقُ لَيَعْقوب: «تَقَدَّمْ حَتَّى أَجُسَّكَ يا بُنَيَّ، لأَعْلَمَ هل أَنتَ ٱبْني عِيسو أَم لا».
[22]
فتَقَدَّمَ يَعْقوبُ إِلى إِسْحَقَ أَبيه، فجَسَّه وقال: «الصَّوتُ صَوتُ يَعْقوب، ولٰكِنَّ اليَدَيْنِ يَدا عيسو».
[23]
ولَم يَعْرِفْه، لأَنَّ يَدَيه كانَتَا مُشعِرَتَينِ كَيَدَي عِيسوَ أَخيه، فبارَكَه.
[24]
وقال: «هل أَنتَ ٱبْني عِيسو؟» قال: «أَنا هو».
[25]
فقال: قَدِّمْ لي حتَّى آكُلَ مِن صَيدِ ٱبْني، لِكَي تُبارِكَكَ نَفْسي». فقَدَّمَ لَه فأَكَل، وأَتاه بِخَمرٍ فشَرِب.
[26]
ثُمَّ قالَ له إِسحٰقُ أبوه: «تَقَدَّمْ قَبِّلْني يا بُنَيَّ».
[27]
فتَقَدَّمَ وقَبَّلَه، فاشتمَّ رائِحَةَ ثِيابِه وبارَكَه وقال: «ها هيَ ذِه رائِحَةُ ٱبْني كرائِحَةِ حَقْلٍ قد بارَكَه الرَّبّ.
[28]
يعطيكَ اللهُ مِن نَدى السَّماءِ ومِن دَسَمِ الأَرض ويُكَثِّرُ لَكَ الحِنطَةَ والنَّبيذ
[29]
وتَخدُمُكَ الشُّعوبُ وتَسجُدُ لَكَ الأُمَم. سَيِّدًا تَكونُ لِإخوَتِكَ ولَكَ بَنو أُمِّكَ يَسجُدون. لاعِنُكَ مَلْعونٌ ومُبارِكُكَ مُبارَك».
[30]
فلَمَّا ٱنتَهى إِسحٰقُ مِن بَرَكَتِه لِيَعْقوب وخَرَجَ يَعْقوبُ مِن أَمامِ إِسحٰقَ أَبيه، إِذا عِيسو أَخوه قد أَقْبَلَ مِن صَيدِه.
[31]
فأَعَدَّ هو أَيضًا أَلْوانًا طَيِّبَةً وأَتى بِها أَباه وقالَ لأَبيه: «لِيَقُمْ أَبي ويأكُلْ مِن صَيْدِ ٱبْنِه، لِكَي تُبارِكَني نَفْسُكَ»،
[32]
فقالَ لَه إِسحٰقُ أَبوه: «مَن أَنتَ؟» قال: «أَنا ٱبنُكَ بِكْرُكَ عِيسو».
[33]
فٱرتَعَشَ إِسحٰقُ ٱرتِعاشًا شَديدًا جِدًّا وقال: «فمَن إِذًا ذاكَ الَّذي صادَ صَيدًا فأَتاني بِه؟ فقَد أَكلتُ مِن كُلِّه، قَبلَ أَن تَجيءَ، وبارَكتُه، نَعَم! مُبارَكًا يَكون».
[34]
فلَمَّا سَمِعَ عيسو كَلامَ أَبيه، صَرَخَ صَرخةً عَظيمةً ومُرَّةً جِدًّا، وقالَ لأَبيه: «بارِكْني أَنا أَيضًا يا أَبَتِ».
[35]
فقال: «وقد جاءَ أَخوكَ بمَكْرٍ وأَخَذَ بَرَكَتَكَ».
[36]
فقال: «أَلأَنَّه سُمِّيَ يَعْقوبَ قد تَعَقَّبَني مَرَّتَين: أَخَذَ بِكرِيَّتي، وهاهَوذا الآنَ أَخَذَ بَركَتي». ثُمَّ قال: «أَما أَبقَيتَ لي بَركَةً؟».
[37]
فأَجابَ إِسحٰقُ وقالَ لِعيسو: «هاءَنَذَا قد جَعَلتُه سَيِّدًا لَكَ ووَهَبتُ لَه جَميعَ إِخوَتِه خَدَمًا، وبالحِنطَةِ والنَّبيذِ أَمدَدتُه، فماذا أَصنَعُ لَكَ يا بُنَيَّ؟»
[38]
فقالَ عِيسو لأَبيه: «أَبَرَكَةٌ واحِدَةٌ لَكَ يا أَبَتِ؟ بارِكْني أَنا أَيضًا يا أَبَتِ». وبَقِيَ إِسحٰقُ صامِتًا، ورَفَعَ عِيسو صَوتَه وبَكى.
[39]
فأَجابَه إِسحٰقُ أَبوه وقالَ له: «بِمَعزِلٍ عن دَسَمِ الأَرضِ يَكونُ مَسكِنُكَ وعن طَلِّ السَّماءِ الَّذي مِن عَلُ.
[40]
بِسَيفِكَ تَعيش وأَخاكَ تَخدُم، ويَكونُ أَنَّكَ، إِذا قَوِيتَ، تَكسِرُ نِيرَه عن عُنُقِكَ.
[41]
وحَقَدَ عِيسو على يَعْقوبَ بِسَبَبِ البَركَةِ الَّتي بارَكَه أَبوه بِها، وقال عِيسو في قَلبِه: «قد قَرُبَت أَيَّامُ حُزْنِ أَبي فأَقتُلُ يَعْقوبَ أَخي».
[42]
فأُخبِرَت رِفقَةُ بِكَلامِ عِيسوَ ٱبنِها الأَكبَر، فبَعَثَت وٱستَدعَت يَعْقوبَ ٱبنَها الأَصغَر، وقالَت له: «هُوَذا عيسو أَخوكَ مُنتَقِمٌ مِنكَ بالقَتْل.
[43]
والآنَ، يا بُنَيَّ، اِسْمَعْ لِقَولي: قُمْ فٱهرُبْ إِلى لابانَ أَخي في حاران،
[44]
وأَقِمْ عِندَه أَيَّامًا قَلائِل، حتَّى يَتَحَوَّلَ عنكَ غَيظُ أَخيك.
[45]
فإِذا تَحَوَّلَ غَضَبُ أَخيكَ عنكَ ونَسِيَ ما فَعَلتَ بِه، بَعَثتُ فأَخَذتُكَ مِن هُناكَ، فلِماذا أُصبِحُ ثَكْلى مَرَّتَينِ في يَومٍ واحِد؟».
[46]
وقالَت رِفقةُ لِإسحٰق: «قد سَئِمتُ حَياتي بِسَبَبِ بَناتِ حِثّ. فإِن تَزَوَّجَ يَعْقوبُ بِٱمرَأَةٍ مِن بَناتِ حِثٍّ مِثْلِ هٰؤُلاء، مِن بَناتِ البَلَد، فما لي والْحَياة؟».
< Chapter 26
Chapter 28 >