< سفر حزقيال 22

[1] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:

[2] «وأَنتَ يا ٱبنَ الإِنْسان، هَلاَّ تَدين، هَلاَّ تَدينُ مَدينَةَ الدِّماءِ وتُعلِمُها بِجَميعِ قَبائِحِها.

[3] فقُلْ: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: المَدينَةُ الَّتي تَسفِكُ الدَّمَ في وَسَطِها يَأتي وَقتُها، فإِنَّها تَصنَعُ قَذاراتٍ لِتَتَنَجَّسَ بِها.

[4] لقَد أَثِمتِ بِدَمِكِ الَّذي سَفَكتِه، وتَنَجَّستِ بِقَذاراتِكِ الَّتي صَنَعتِها، فأَدنَيتِ أَيَّامَكِ وبَلَغتِ إِلى سِنيكِ، فلِذٰلك قد جَعَلتُكِ عارًا لِلأُمَمِ وسُخرَةً لِجَميعِ الأراضي.

[5] الدَّانِياتُ مِنكِ والقاصِياتُ عنكِ يَسخَرنَ مِنكِ، أَيَّتُها النَّجِسَةُ الِٱسمِ الكَثيرةُ الِٱضطِراب.

[6] ها إِنَّ رُؤَساءَ إِسْرائيلَ كانوا فيكِ لِسَفكِ الدَّم، كُلُّ واحِدٍ على ما أَطاقَت ذِراعُه.

[7] فيكِ أَهانوا أَبًا وأُمًّا، وفي وَسَطِكِ عامَلوا النَّزيلَ بِالظُّلم، وفيكِ جاروا على اليَتيمِ والأَرمَلَة.

[8] لقدِ ٱزدَرَيتِ أَقْداسي وٱنتَهَكتِ سُبوتي.

[9] رِجالُ نَميمَةٍ كانوا فيكِ لِسَفْكِ الدَّم، وفيكِ أَكَلوا على الجِبال، وفي وَسَطِكِ صَنَعوا الفُجور.

[10] فيكِ مَن كَشَفَ عَورَةَ أَبيه وفيكِ أُذِلَّتِ المُتَنَجِّسَةُ بِطَمثِها.

[11] واحِدٌ صَنَعَ مع ٱمرَأَةِ قَريبِه ما هو قَبيحَة، وواحِدٌ نَجَّسَ كَنَّتَه بِفُجور، وواحِدٌ أَذَلَّ فيكِ أُختَه بِنتَ أَبيه.

[12] فيكِ أُخِذَتِ الرَّشوَةُ لِسَفْكِ الدَّم، وأَنتِ أَخَذتِ الفائِدَةَ والرِّبى، وٱغتَصَبتِ قَريبَكِ بِالكَسْبِ، ونَسيتِني، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.

[13] فهاءَنَذا أَضرِبُ كَفِّي على كَسبِكِ الَّذي ٱتَّخَذتِه وعلى الدَّمِ المَسْفوكِ في وَسَطِكِ.

[14] فهَل يَثبُتُ قَلبُكِ أَو تَقْوى يَداكِ، أَيَّامَ أُجْري أَمْري معَكِ. أَنا الرَّبَّ تَكَلَّمتُ وسأَفعَل.

[15] أُشَتِّتُكِ بَينَ الأُمَم وأُذَرِّيكِ في الأَراضي وأُزيلُ نجاسَتَكِ مِنكِ،

[16] وأَتَدَنَّسُ بِكِ على عُيونِ الأُمَم، فتَعلَمينَ أَنِّي أَنا الرَّبّ».

[17] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:

[18] «يا ٱبنَ الإِنْسان، إِنَّ بَيتَ إِسْرائيلَ قد صاروا لَدَيَّ خَبَثًا، فجَميعُهم نُحاسٌ وقِصْديرٌ وحَديدٌ ورَصاصٌ في وَسَطِ الأَتُّون، وهُم خَبَثُ فِضَّة.

[19] لِذٰلك هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: بِما أَنَّكم جَميعًا قد صِرتُم خَبَثًا، لِذٰلك هاءَنَذا أَجمَعُكم في وَسَطِ أُورَشَليم

[20] جَمْعَ الفِضَّةِ والنُّحاسِ والحَديدِ والرَّصاصِ والقِصْديرِ في وَسَطِ الأَتُّون، لأَنفُخَ علَيها النَّارَ حتَّى أُذيبَها. هٰكذا أَجمَعُكم في غَضَبي وسُخْطي وأَدَعُكم هُناكَ وأُذيبُكم.

[21] أَحشُدُكم وأَنفُخُ علَيكم في نارِ سُخْطي وأُذيبُكم في وَسَطِها.

[22] كما تُسبَكُ الفِضَّةُ في وَسَطِ الأَتُّون، كذٰلك تُذابونَ في وَسَطِها، فتَعلَمونَ أَنِّي أَنا الرَّبَّ صَبَبتُ غَضَبي عَلَيكم».

[23] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:

[24] «يا ٱبنَ الإِنْسان، قُلْ لَها: إِنَّكِ أَرضٌ غَيرُ مُطَهَّرة، لم تُمْطَرْ في يَومِ الغَضَب.

[25] في وَسَطِها مُؤامَرَةُ أَنبِيائِها. كأَسَدٍ زائِرٍ مُفتَرِسِ فَريسَةٍ قدِ ٱلتَهَموا النُّفوسَ وأَخذوا المالَ والنَّفيس، وكَثَّروا الأَرامِلَ في وَسَطِها.

[26] كَهَنتُها تَعَدَّوا شَريعَتي ودَنَّسوا أَقْداسي، ولم يُمَيِّزوا بَينَ المُقدَّسِ والحَلال، ولم يُعلِموا الفَرقَ بَينَ النَّجِسِ والطَّاهِر، وحَجَبوا عُيونَهم عن سُبوتي، فتَدَنَّستُ في وَسْطِهم.

[27] ورُؤَساءُها في وَسَطِها كالذِّئابِ المُفتَرِسَةِ الفَريسَة، سافِكينَ الدَّم، مُهلِكينَ النُّفوس، لِكَي يَكسِبوا كَسْبًا.

[28] وأَنْبِياؤُها طَيَّنوا لَهم بِالطِّلاءِ بِرُؤياهمُ الباطِلَةِ وعِرافَتِهم لَهم بِالكَذِبِ قائلين: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ، والرَّبُّ لم يَتَكَلَّم.

[29] جاروا جَورًا على شَعبِ الأَرض، وٱختَلَسوا خُلسَةً وظَلَموا البائِسَ والمِسْكين، وجاروا على النَّزيلِ بِغَيرِ حَقّ.

[30] وقد بَحَثتُ بَينَهم عن رَجُلٍ يُشَيِّدُ جِدارًا ويَقِفُ على الثُّلمَةِ أَمامي، مُدافِعًا عن الأَرضِ لِكَي لا أُدَمِّرَها، فلَم أَجِدْ.

[31] فصَبَبتُ علَيهم سُخْطي وأَفنَيتُهم بِنارِ غَضَبي، وجَعَلتُ سُلوكَهم على رُؤُوسِهم، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ».