< سفر حزقيال 16

Listen to this chapter • 8 min
[1] وكانَت إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قائِلًا:
[2] «يا ٱبنَ الإِنْسان، أَخبِرْ أُورَشَليمَ بِقَبائِحِها،
[3] وقُلْ: هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورَشَليم: أَصلُكِ ومَولِدُكِ مِن أَرضِ الكَنْعانِيِّين، وأَبوكِ أَمورِيٌّ وأُمُّكِ حِثِّيَّة.
[4] أَمَّا مَولِدُكِ فإِنَّكِ يَومَ وُلِدتِ لم تُقطَعْ سُرَّتُكِ ولم تُغسَلي بِالماءِ تَنْظيفًا، ولَم تُمَلَّحي بِالمِلْح، ولم تُلَفِّي بِالقُمُط.
[5] لم تَعطِفْ عَليكِ عَينٌ فيُصنَعَ لَكِ شَيءٌ مِن ذٰلكَ ويُشفَقَ علَيكِ، بل طُرِحتِ على وَجهِ الحَقْلِ قَرَفًا مِنكِ يَومَ وُلِدتِ.
[6] فمَرَرتُ بِكِ ورَأَيتُكِ مُتَخَبِّطَةً بِدَمِكِ، فقُلتُ لَكِ في دَمِكِ: عيشي.
[7] وجَعَلتُكِ رِبْواتٍ كنَبتِ الحَقْل، فنَمَيتِ وكَبِرتِ وبَلَغتِ سِنَّ ذُروَةِ الجَمال، فنَهَدَ ثَدْياكِ ونَبَتَ شَعَرُكِ، لٰكِنَّكِ كُنتِ عُرْيانَةً عُريًا.
[8] فمَرَرتُ بِكِ ورَأَيتُكِ، فإِذا زَمانُكِ زَمانُ الحُبّ، فبَسَطتُ ذَيلَ رِدائي علَيكِ وسَتَرتُ عَورَتَكِ، وأَقسَمتُ لَكِ ودَخَلتُ معَكِ في عَهْدٍ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ، فصِرتِ لي.
[9] فغَسَلتُكِ بِالماءِ ونَظَّفتُ دَمَكِ الَّذي عَليكِ، ثُمَّ مَسَحتُكِ بِالزَّيت،
[10] وأَلبَستُكِ وَشْيًا ونَعَلتُكِ بِجِلْدٍ ناعِم، وحَزَّمتُكِ بِالكَتَّانِ النَّاعِمِ وكَسَوتُكِ بِالحَرير،
[11] وحَلَّيتُكِ بِالحُلِيّ، وجَعَلتُ أَساوِرَ في يَدَيكِ وطَوقًا في عُنُقِكِ.
[12] وجَعَلَتُ حَلقَةً في أَنفِكِ وقُرطَينِ في أُذُنَيكِ وإِكْليلَ فَخرٍ على رَأسِكِ.
[13] فتَحَلَّيتِ بِالذَّهَبِ والفِضَّة، وكانَ مَلْبوسُكِ الكَتَّانَ النَّاعِمَ والحَريرَ والوَشْيَ، وأَكَلَتِ السَّميذَ والعَسَلَ والزَّيت، وكُنتِ في مُنتَهى الجَمالِ حتَّى صَلَحتِ لِلمُلْك.
[14] فذاعَ ٱسمُكِ في الأُمَمِ لِجَمالِكِ، لأَنَّه كانَ كامِلًا بِبَهائِيَ الَّذي جَعَلتُه علَيكِ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.
[15] لٰكِنَّكِ ٱتَّكَلتِ على جَمالِكِ وزَنَيتِ بِما لَكِ مِنَ السُّمعَة، وسَكَبتِ فَواحِشَكِ على كُلِّ عابِرٍ قائِلَةً: لِيَكُنْ لَه ذٰلك.
[16] وأَخَذتِ مِن ثِيابِكِ فصَنَعتِ لَكِ مَشارِفَ مُبَرقَشَة، وزَنَيتِ فيها، لا جَرى ذٰلك ولا حَصَل!
[17] وأَخَذتِ أَدَواتِ فَخرِكِ مِن ذَهَبي وفِضَّتِي الَّتي أَعطَيتُها لَكِ، فصَنَعتِ لكِ تماثيلَ ذُكورٍ وزَنَيتِ بِها.
[18] وأَخَذتِ ثِيابَكِ المُوَشَّاةَ فكَسَوتِها وجَعَلتِ أَمامَها زَيتي وبَخوري.
[19] وخُبزِيَ الَّذي أَعطَيتُه لَكِ والسَّميذُ والزَّيتُ والعَسَلُ الَّذي أَطعَمتُكِ إِيَّاه جَعَلتِها أَمامَها رائِحَةَ رِضًى. وهٰكذا كان، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ.
[20] وأَخَذتِ أَبْناءَكِ وبَناتِكِ الَّذينَ وَلَدتِهم لي فَذَبحتِهم لَها طَعامًا. أَفكانَت فَواحِشُكِ أَمرًا يَسيرًا؟
[21] إِنَّكِ ذَبَحتِ بَنِيَّ وسَلَّمتِهِم لِيُمَرَّروا في النَّارِ لأَجلِها؟
[22] وفي جَميعِ قَبائِحِكِ وفَواحِشِكِ، لم تَذكُري أَيَّامَ صِباكِ، حينَ كُنتِ عُرْيانَةً عُريًا مُتَخَبِّطَةً بِدَمِكِ.
[23] وكانَ، بَعدَ كُلِّ شَرِّكِ، وَيلٌ وَيلٌ لَكِ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ،
[24] أَنَّكِ بَنَيتِ لَكِ قُبَّةً وصَنَعتِ لَكِ مُرتَفَعًا في كُلِّ ساحة.
[25] في رَأسِ كُلِّ طَريقٍ بَنَيتِ مُرتَفَعَكِ وقَبَّحتِ جَمالَكِ وفَرَّجتِ رِجلَيكِ لِكُلِّ عابِرٍ وأَكثَرتِ فَواحِشَكِ،
[26] وزَنَيتِ مع بَني مِصرَ جيرانِكِ الغِلاظِ البَدَن، وأَكثَرتِ فَواحِشَكِ لِتُسخِطيني.
[27] فهاءَنَذا قد مَددتُ يَدي علَيكِ، وأَنقَصتُ حِصَّتَكِ وأَسلَمتُكِ إِلى جَشَعِ مُبغِضاتِكِ بَناتِ فَلِسْطينَ اللَّواتي خَجِلْنَ مِن سُلوكِكِ الفاجِر.
[28] وإِذ كُنتِ لم تَشبَعي، زَنَيتِ مع بَني أَشُّور، زَنَيتِ معَهم ولم تَشبَعي،
[29] وأَكثَرتِ فَواحِشَكِ في أَرضِ تُجَّار، في أَرضِ الكَلْدانِيِّين، وبِهٰذا أَيضًا لم تَشبَعي.
[30] ما كانَ أَوهى قَلبَكِ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ، حينَ فَعَلتِ هٰذا كُلَّه فِعلَ ٱمرَأَةٍ زانِيَةٍ سَليطة،
[31] وبَنَيتِ قُبَّتَكِ في رَأسِ كُلِّ طَريق، وصَنَعتِ مُرتَفَعَكِ في كُلِّ ساحة، ولم تَكوني كالزَّانِيَةِ الَّتي تَسْعى وَراءَ الأُجرَة،
[32] بل كالمَرأةِ الفاسِقَةِ الَّتي تَأخُذُ أَجانِبَ مَكانَ رَجُلِها.
[33] كُلُّ الزَّواني يُعطَينَ هَدايا، أَمَّا أَنتِ فأَعطَيتِ هَداياكِ لِكُلِّ في مُحِبِّيكِ، ورَشَوتِهم لِيَأتوكِ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ لأَمرِ فَواحِشِكِ،
[34] ففَعَلتِ في ذٰلك على خِلافِ النِّساءِ بِأَنَّكِ تَزْنينَ ولم يَسعَ أَحَدٌ وَراءَكِ لِلزِّنى، وتُعْطينَ أُجرَةً ولم يُعْطَ لَكِ أُجرَة، فأَنتِ إِذًا على الخِلاف.
[35] لِذٰلِك، أَيَّتُها الزَّانِيَة، اِسمَعي كَلِمَةَ الرَّبّ.
[36] هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: إِنِّي لِكَونِكِ أَنفَقتِ نُحاسَكِ وكَشَفتِ عَورَتَكِ في فَواحِشِكِ على مُحبِّيكِ وعلى جَميعِ قَذاراتِ قَبائِحِكِ، وبِسَبَبِ دِماءِ بَنيكِ الَّذينَ بَذَلتِهم لَها،
[37] لِذٰلِكَ هاءَنَذا أَجمَعُ جَميعَ مُحِبِّيكِ الَّذينَ لَذِذتِ لَهم وجَميعَ الَّذينَ أَحبَبتِهم، مع جميعِ الَّذينَ أَبغَضتِهم، أَجمَعُهم علَيكِ مِن كُلِّ ناحِيَة، وأَكشِفُ عَورَتَكِ لَهم، فيَرَونَ عَورَتَكِ كُلَّها.
[38] وأَحكُمُ علَيكِ بِما يُحكَمُ على الفاسِقاتِ وسافِكاتِ الدِّماء، وأَجعَلُكِ دَمًا لِلغَضَبِ والغَيرَة.
[39] وأُسلِمُكِ إِلى أَيديهم فيَنقُضونَ قُبَّتَكِ ويَهدِمونَ مُرتَفَعَكِ، ويُجَرِّدونَكِ مِن ثِيابِكِ ويَأخُذونَ أَدَواتِ فَخرِكِ ويُغادِرونَكِ عُريانَةً عُرْيًا،
[40] ويَجلُبونَ علَيكِ الجَماعَةَ ويَرجُمونَكِ بِالحِجارةِ ويَطعَنونَكِ بِسُيوفهم،
[41] ويُحرِقونَ بُيوتَكِ بِالنَّار، ويُجْرونَ علَيكِ أَحْكامًا أَمامَ عُيونِ نِساءٍ كَثيرة، فأَكُفُّكِ عنِ الزِّنى ولا تُعْطينَ أُجرَةً بَعدَ اليَوم،
[42] وأُريحُ غَضَبي منكِ وتَزولُ غَيرَتي عنكِ، فأَهدَأُ ولا أَسخَطُ بَعدَ اليَوم.
[43] بِما أَنَّكِ لم تَذكُري أَيَّامَ صِباكِ، بل أَسخَطتِني في جَميعِ هٰذه، فأَنا أَيضًا أَجعَلُ سُلوكَكِ على رَأسِكِ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ. أَلَم تُضيفي الفُجورَ إِلى جَميعِ قَبائِحِكِ؟
[44] ها إِنَّ كُلَّ ضارِبِ مَثَلٍ يَضرِبُ مَثَلًا علَيكِ قائِلًا: مِثلُ الأُمِّ بِنتُها.
[45] إِنَّما أَنتِ ٱبنَةُ أُمِّكِ الَّتي عافَت رَجُلَها وبَنيها، وأَنتِ أُختُ أَخَواتِكِ اللَّواتي عِفنَ رِجالَهُنَّ وبَنيهِنَّ. إِنَّ أُمَّكُنَّ حِثِّيَّةٌ وأَباكُنَّ أَمورِيّ.
[46] فأُختُكِ الكُبْرى هي السَّامِرَةُ مع تَوابِعِها، السَّاكِنَةُ عن يَسارِكِ، وأُختُكِ الصُّغْرى السَّاكِنَةُ عن يَمينِكِ هي سَدومُ وتَوابِعُها.
[47] وأَنتِ لم تَقتَصِري على القَليلِ مِنَ السَّيرِ في طُرُقِهِنَّ وصُنعِ مِثلِ قبائِحِهنَّ، بل زِدتِ علَيهِنَّ فَسادًا في كُلِّ سُلوكِكِ.
[48] حَيٌّ أَنا، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ، إِنَّ سَدومَ أَختَكِ لم تَصنَعْ هي وتَوابِعُها مِثلَ ما صَنَعتِ أَنتِ وتَوابِعُكِ.
[49] هٰذا كانَ إِثمُ سَدومَ أُختِكِ. إِنَّ الكِبرِياءَ والشَّبَعَ مِنَ الخُبْزِ وطُمَأنينَةَ الهُدوءِ كانَت فيها وفي تَوابِعِها، ولَم تُساعِدْ يَدَ البائِسِ والمِسْكين،
[50] وتَشامَخْنَ وصَنَعنَ القَبيحَةَ أَمامي، فأَبعَدتُهنَّ حالَما رَأَيتُ ذٰلك.
[51] والسَّامِرَةُ لم تَخطَأْ نِصفَ خَطاياكِ. كُنتِ أَكثَرَ قَبائِحَ مِنهُنَّ، فبَرَّرتِ أُختَيكِ بِجَميعِ قَبائِحِكِ الَّتي صَنَعتِها.
[52] فٱحمِلي أَنتِ أَيضًا خَجَلَكِ، يا مَن تَوَسَّطَت لأَخَواتِها، فإِنَّهنَّ، بِسَبَبِ خَطاياكِ الَّتي بِها فُقتِهِنَّ قَبيحَةً، قد أَصبَحْنَ أَبَرَّ مِنكِ، فٱخزَي أَنتَ أَيضًا وٱحمِلي خَجَلَكِ، إِذ قد بَرَّرتِ أَخَواتِكِ.
[53] وإِنِّي سأُعيدُ أَسْراهُنَّ، أَسْرى سَدومَ وتَوابِعِها وأَسْرى السَّامِرَةِ وتَوابِعِها، ويَكونُ أَسْرى السَّامِرَةِ وتَوابِعِها، ويَكونُ أَسْرى مَجلُوِّيكِ في وَسطِهنَّ،
[54] لِكَي تَحمِلي خَجَلَكِ وتَخجَلي مِن كُلِّ ما صَنَعتِ بِتَعزِيَتِكِ لَهُنَّ.
[55] فأَخَواتُكِ سَدومُ وتَوابِعُها يُعَدنَ إِلى قَديمِهِنَّ، والسَّامِرَةُ وتَوابِعُها يُعَدنَ إِلى قَديمِهِنَّ، وأَنتَ وتَوابِعُكِ تَعُدنَ إِلى قَديمِكنَّ.
[56] أَلَم يكُنْ ذِكرُ سَدومَ أُختِكِ في فَمِكِ يَومَ تَكَبُّرِكِ،
[57] قَبلَ أَن يُكشَفَ خُبثُكِ كما كُشِفَ حينَما عَيَّرَتكِ بَناتُ أَرامَ وجَميعُ مَن حَولَها مِن بَناتِ فَلِسْطينَ اللَّواتي ٱحتَقَرنَكِ مِن كُلِّ جِهَة؟
[58] ستَحمِلينَ فُجورَكِ وقَبائِحَكِ، يَقولُ الرَّبّ.
[59] لأَنَّه هٰكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: إِنِّي أَصنَعُ بِكِ كما صَنَعتِ، إِذِ ٱزدَرَيتِ يَمينَ اللَّعنَةِ لِتَنقُضي العَهْد،
[60] وأَذكُرُ أَنا عَهْدي معكِ في أَيَّامِ صِباكِ، وأُقيمُ لَكِ عَهدًا أَبَدِيًّا،
[61] وتَذكُرينَ أَنتِ سُلوكَكِ وتَخجَلين، حينَ تَقبَلينَ أَخَواتِكِ اللَّواتي هُنَّ أَكبَرُ مِنكِ مع اللَّواتي هُنَّ أَصغَرُ مِنكِ، وسأَجعَلُهُنَّ لَكِ بَنات، ولٰكِن مِن غَيرِ أَن أَلتَزِمَ بِعَهْدي معَكِ.
[62] وأُقيمُ عَهْدي معَكِ فتَعلَمينَ أَنِّي أَنا الرَّبّ،
[63] لِكَي تَذكُري فتَخزَي ولا تَفتَحي فَمَكِ بَعدَ اليَومِ بِسَبَبِ خَجَلِكِ، حينَ أَغفِرُ لَكِ جَميعَ ما فَعَلتِ، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ».