< سفر الخروج 2

Listen to this chapter • 3 min
[1] ومَضى رَجُلٌ مِن آلِ لاوي فتَزَوَّجَ بِابنَةِ لاوي.
[2] فحَمَلَتِ المَرأَةُ ووَلَدَتِ ٱبنًا. ولَمَّا رَأَت أَنَّه جَميل، أَخفَته ثَلاثَةَ أَشهُر.
[3] ولَمَّا لم تَستَطِعْ أَن تُخفِيَه بَعدُ، أَخَذَت لَه سَلَّةً مِنَ البَرْدِيّ وطَلَتها بالحُمَرِ والزِّفْت، وجَعَلَتِ الوَلَدَ فيها ووضَعَتها بَينَ القَصَبِ على حافَّةِ النَّهر.
[4] ووَقَفَت أُختُه مِن بَعيدٍ لِتَعلَمَ ما يَحدُثُ لَه.
[5] فنَزَلَتِ ٱبنَةُ فِرعونَ إِلى النِّيلِ لِتَغتَسِل، وكانت وصائِفُها يَتَمَشَّينَ على شاطِئِ النِّيل. فرَأَتِ السَّلَّةَ بَينَ القَصَب، فأَرسَلَت خادِمَتَها فأَخَذَتها.
[6] وفَتَحَتها ورَأَتِ الوَلَد، فإِذا هو صَبِيٌّ يَبْكي. فأَشفَقَت علَيه وقالَت: «هٰذا مِن أَولادِ العِبرانِيِّين».
[7] فقالَت أُختُه لِٱبنَةِ فِرعَون: «هَل أَذهَبُ وأَدْعو لَكِ مُرضِعًا مِنَ العِبرانِيَّاتِ تُرضِعُ لَكِ الوَلَد؟»
[8] فقالَت لَها ٱبنَةُ فِرعَون: «إِذهَبي». فذَهَبَتِ الفَتاةُ ودَعَت أُمَّ الوَلَد.
[9] فقالَت لَها ٱبنَةُ فِرعَون: «إِذهَبي بِهٰذا الوَلَد فأَرضِعيه لي، وأَنا أُعْطيكِ أُجرَتَكِ». فأَخَذَتِ المَرأَةُ الوَلَدَ وأَرضَعَته.
[10] ولَمَّا كَبِرَ الوَلَد، جاءَت بِه ٱبنَةَ فِرعَون، فأَصبَحَ لَها ٱبنًا، وسَمَّته موسى وقالت: «لأَنِّي ٱنتَشَلتُه مِنَ الماء».
[11] وكانَ في تِلك الأَيَّام، لَمَّا كَبِرَ موسى، أَنَّه خَرَجَ إِلى إِخوَتِه ورأَى أَثْقالَهم، ورَأَى رَجُلًا مِصريًّا يَضرِبُ رَجُلًا عِبْرانِيًّا مِن إِخوَتِه.
[12] فٱلتَفَتَ إِلى هُنا وهُناك فلَم يَرَ أَحَدًا فقَتَلَ المِصرِيَّ وطَمَرَه في الرَّمْل.
[13] ثُمَّ خَرَجَ في اليَومِ الثَّاني، فإِذا بِرَجُلَينِ عِبْرانِيِّينِ يَتَخاصمان، فقالَ لِلمُعتَدي: «لِماذا تَضرِبُ قَريبكَ؟»
[14] فقال: «مَن أَقامَكَ رَئيسًا وحاكِمًا علَينا؟ أَتُريدُ أَن تَقتُلَني كَما قَتَلتَ المِصريّ؟» فخافَ موسى وقالَ في نَفسِه: «إِذَن لَقَد عُرِفَ الخَبَر».
[15] وسَمِعَ فِرعَونُ بِهٰذا الخَبَر، فطَلَبَ أَن يُقتُلَ موسى، فَهَرَبَ موسى مِن وَجهِ فِرعَونَ وٱنطَلَقَ إِلى أَرضِ مِديَن وجَلَسَ عِندَ البِئْر.
[16] وكانَ لِكاهِنِ مِديَنَ سَبْعُ بَنات، فجِئنَ وٱستَقَينَ ومَلَأنَ المَساقِيَ لِيَسْقينَ غَنَمَ أَبيهِنَّ.
[17] فجاءَ الرُّعاةُ وطَرَدوهُنَّ. فقامَ موسى وأَنجَدَهُنَّ وسقى غَنَمَهُنَّ.
[18] فَلَمَّا جِئنَ رَعوئيلَ أَباهُنَّ قال: «لِماذا أَسرَعْتُنَّ في المَجيءِ اليَوم؟»
[19] فقُلنَ: «إِنَّ رَجُلًا مِصرِيًّا خَلَّصَنا مِن أَيدي الرُّعاة، وٱستَقَى أَيضًا لَنا وسَقى الغَنَم».
[20] فقالَ لِبَناتِه: «وأَينَ هو؟ لِمَ تَرَكتُنَّ الرَّجُل؟ أُدْعونَه لِيَأْكُلَ طَعامًا».
[21] فقَبِلَ موسى أَن يُقيمَ عِندَ الرَّجُل، فزَوَّجَه صِفُّورَةَ ٱبنَتَه.
[22] فَوَلَدَتِ ٱبنًا فسمَّاه جِرْشوم لأَنَّه قال: «كُنتُ نَزيلًا في أَرضٍ غَريبة».
[23] وكانَ في هٰذه المُدَّةِ الطَّويلةِ أَنْ ماتَ مَلِكُ مِصر. وكانَ بَنو إِسْرائيلَ يَتَنَهَّدونَ مِن عُبودِيَّتِهم، فصَرَخوا وصَعِدَ صُراخُهم إِلى اللهِ مِنَ العُبودِيَّة.
[24] فسَمِعَ اللهُ أَنينَهم وذَكَرَ عَهدَه مع إِبْراهيمَ وإِسحٰقَ ويَعْقوب.
[25] ونَظَرَ اللهُ إِلى بَني إِسْرائيلَ وعَرَفَ اللهُ...