< سفر أستير 8

[1] فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَعْطَى الْمَلِكُ حَشْوِيرُ لِلْمَلِكَةِ إِسْتِيرَ أَمْلَاكَ هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ. وَدَخَلَ مُرْدَخَايُ إِلَى مَحْضَرِ الْمَلِكِ، لِأَنَّ إِسْتِيرَ أَخْبَرَتِ الْمَلِكَ بِأَنَّهُ قَرِيبُهَا.

[2] وَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتِمَهُ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ هَامَانَ، وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. وَعَيَّنَتْ إِسْتِيرُ مُرْدَخَايَ وَكِيلًا عَلَى أَمْلَاكِ هَامَانَ.

[3] وَكَلَّمَتْ إِسْتِيرُ الْمَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى. فَسَجَدَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَبَكَتْ وَتَوَسَّلَتْ إِلَيْهِ لِكَيْ يُزِيلَ الشَّرَّ الَّذِي دَبَّرَهُ هَامَانَ الْأَجَاجِيِّ وَخِطَّتَهُ ضِدَّ الْيَهُودِ.

[4] فَمَدَّ الْمَلِكُ لِإِسْتِيرَ عَصَا الذَّهَبِ، فَقَامَتْ إِسْتِيرُ وَوَقَفَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ

[5] وَقَالَتْ: ”إِنْ كُنْتَ تُوَافِقُ يَا جَلَالَةَ الْمَلِكِ، وَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى عَنِّي، وَتَرَى أَنَّ طَلَبِي مَعْقُولٌ، وَأَنِّي أَنَا مَقْبُولَةٌ عِنْدَكَ، فَمِنْ فَضْلِكَ تَطْلُبُ أَنْ يَكْتُبُوا مَرْسُومًا لِإِلْغَاءِ مَا دَبَّرَهُ هَامَانُ ابْنُ هَمَدَاثَا الْأَجَاجِيُّ. فَإِنَّهُ كَتَبَ رَسَائِلَ لِإِبَادَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ وِلَايَاتِ الْمَلِكِ.

[6] لِأَنِّي لَا أَحْتَمِلُ أَنْ أَرَى الْمُصِيبَةَ تَحِلُّ بِشَعْبِي. لَا أَحْتَمِلُ أَنْ أَرَى هَلَاكَ أَهْلِي.“

[7] فَقَالَ الْمَلِكُ حَشْوِيرُ لِلْمَلِكَةِ إِسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ: ”لِأَنَّ هَامَانَ حَاوَلَ أَنْ يُسِيءَ إِلَى الْيَهُودِ، فَقَدْ أَعْطَيْتُ أَمْلَاكَهُ لِإِسْتِيرَ، وَشَنَقْتُهُ هُوَ عَلَى الْمَشْنَقَةِ.

[8] فَاكْتُبَا أَنْتُمَا أَمْرًا إِلَى الْيَهُودِ كَمَا يَحْسُنُ لَدَيْكُمَا، وَيَكُونُ بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَمَخْتُومًا بِخَاتِمِهِ. لِأَنَّ الْمُسْتَنَدَ الْمَكْتُوبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ، وَالْمَخْتُومَ بِخَاتِمِهِ لَا يُلْغَى.“

[9] فَنَادَوْا كُتَّابَ الْمَلِكِ بِسُرْعَةٍ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّالِثِ أَيْ سِيوَانَ. فَكَتَبُوا كُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ إِلَى كُلِّ وِلَايَةٍ بِلُغَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ بِلَهْجَتِهِ وَإِلَى الْيَهُودِ بِلُغَتِهِمْ وَلَهْجَتِهِمْ. وَأُرْسِلَتِ الْأَوَامِرُ إِلَى الْيَهُودِ وَوُكَلَاءِ الْمَلِكِ وَالْحُكَّامِ وَرُؤَسَاءِ الْبِلَادِ الَّتِي مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشَ، 127 وِلَايَةً.

[10] فَكَتَبَ مُرْدَخَايُ الرَّسَائِلَ بِاسْمِ الْمَلِكِ حَشْوِيرَ، وَخَتَمَهَا بِخَاتِمِ الْمَلِكِ، وَأَرْسَلَهَا مَعَ سُعَاةٍ رَاكِبِينَ عَلَى خَيْلِ الْمَلِكِ السَّرِيعَةِ الْأَصِيلَةِ.

[11] فِي هَذِهِ الرَّسَائِلِ، أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ، الْحَقَّ أَنْ يَتَجَمَّعُوا لِيُدَافِعُوا عَنْ نَفْسِهِمْ. وَأَنْ يُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا أَيَّ قُوَّةٍ مُسَلَّحَةٍ مُعَادِيَةٍ لَهُمْ مِنْ أَيِّ جِنْسِيَّةٍ أَوْ وِلَايَةٍ، حَتَّى الْأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ، وَيَأْخُذُونَ مَا لَهُمْ غَنِيمَةً.

[12] وَذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ وِلَايَاتِ الْمَلِكِ حَشْوِيرَ، وَهُوَ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِيَ عَشَرَ أَيْ آذَارَ.

[13] وَنُشِرَتْ نُسْخَةٌ مِنْ هَذَا الْقَرَارِ الَّذِي صَدَرَ كَقَانُونٍ فِي كُلِّ الْوِلَايَاتِ وَبَيْنَ كُلِّ الشُّعُوبِ، لِيَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهَذَا الْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ.

[14] فَخَرَجَ السُّعَاةُ رَاكِبِينَ عَلَى خَيْلِ الْمَلِكِ، وَمُسْرِعِينَ جِدًّا كَمَا أَمَرَ الْمَلِكُ. وَأُذِيعَ هَذَا الْأَمْرُ فِي قَلْعَةِ شُوشَةَ.

[15] وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ مَحْضَرِ الْمَلِكِ، وَهُوَ لَابِسٌ رِدَاءً مَلَكِيًّا أَزْرَقَ وَأَبْيَضَ، وَتَاجًا كَبِيرًا مِنْ ذَهَبٍ، وَعَبَايَةً بَنَفْسَجِيَّةً مِنْ كَتَّانٍ نَاعِمٍ. وَأَخَذَ شَعْبُ شُوشَةَ يَهْتِفُ فَرَحًا.

[16] وَأَشْرَقَ النُّورُ لِلْيَهُودِ، فَامْتَلَأُوا بِالْفَرَحِ وَالْبَهْجَةِ وَالشُّعُورِ بِالْكَرَامَةِ.

[17] وَفِي كُلِّ وِلَايَةٍ وَمَدِينَةٍ وَمَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلَامُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ، كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ فَعَمِلُوا الْوَلَائِمَ وَاحْتَفَلُوا. وَكَثِيرُونَ مِنْ أَبْنَاءِ الشُّعُوبِ الْأُخْرَى أَصْبَحُوا يَهُودًا، لِأَنَّهُمْ خَافُوا جِدًّا مِنَ الْيَهُودِ.