< رسالة أفسس 4

Listen to this chapter • 3 min
[1] فأُناشِدُكم إِذًا، أَنا السَّجينَ في الرَّبّ، أَن تَسيروا سيرةً تَليقُ بِالدَّعوَةِ الَّتي دُعيتُم إِلَيها،
[2] سيرةً مِلؤُها التَّواضُعُ والوَداعَةُ والصَّبْر، مُحتَمِلينَ بَعضُكُم بَعضًا في المَحبَّة
[3] ومُجتَهِدينَ في المُحافَظةِ على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام.
[4] فهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّكم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد.
[5] وهُناكَ رَبٌّ واحِدٌ وإِيمانٌ واحِدٌ ومَعْمودِيَّةٌ واحِدة،
[6] وإِلٰهٌ واحِدٌ أَبٌ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا.
[7] كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطِيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح.
[8] فقَد وَرَدَ في الكِتاب: «صَعِدَ إِلى العُلى فأَخَذَ أَسْرى، وأَعْطى النَّاسَ العَطايا».
[9] وما المُرادُ بِقَولِه «صَعِدَ» سِوى أَنَّه نَزَلَ أَيضًا إِلى أَسافِلِ الأَرْض؟
[10] فذاك الَّذي نَزَلَ هو نَفْسُه الَّذي صَعِدَ إِلى ما فَوقَ السَّمَواتِ كُلِّها لِيَملَأَ كُلَّ شَيء،
[11] وهو الَّذي أَعْطى بَعضَهم أَن يَكونوا رُسُلاً وبَعضَهم أَنبِياء وبَعضَهم مُبَشِّرين وبَعضَهم رُعاةً ومُعَلِّمين،
[12] لِيَجعَلَ القِدِّيسينَ أَهْلاً لِلقِيامِ بِالخِدمَةِ لِبِناءِ جَسَدِ المسيح،
[13] فنَصِلَ بِأَجمَعِنا إِلى وَحدَةِ الإِيمانِ بِٱبنِ اللهِ ومَعرِفَتِه ونَصيرَ الإِنسانَ الرَّاشِد ونَبلُغَ القامةَ الَّتي تُوافِقُ كَمالَ المسيح.
[14] فإِذا تَمَّ ذٰلِكَ لم نَبْقَ أَطْفالاً تَتقاذَفُهم أَمْواجُ المَذاهِب ويَعبَثُ بِهِم كُلُّ رِيح فيَخدَعُهُمُ النَّاسُ ويَحتالونَ علَيهم بِمَكرِهِم لِيُضِلُّوهم.
[15] وإِذا عَمِلْنا لِلحَقِّ بِالمَحبَّة نَمَونا وتَقَدَّمْنا في جَميعِ الوُجوه نَحوَ ذاك الَّذي هو الرَّأس، نَحوَ المسيح:
[16] فإِنَّ بِه إِحكامَ الجَسَدِ كُلِّه والتِحامَه، والفَضْلُ لِجَميعِ الأَوصالِ الَّتي تَقومُ بِحاجَتِه، لِيُتابِعَ نُمُوَّه بِالعَمَلِ المُلائِمِ لِكُلٍّ مِنَ الأَجْزاء ويَبْنِيَ نَفسَه بِالمَحبَّة.
[17] فأَقولُ لَكم وأَستَحلِفُكم بِالرَّبِّ أَلاَّ تَسيروا بَعدَ اليَومِ سيرةَ الوَثَنِيِّين، فإِنَّهم يَتبَعونَ أَفكارَهُمُ الباطِلة،
[18] وقد أَظلَمَت بَصائِرُهم، وجَعَلَهُم جَهلُهم غُرَباءَ عن حَياةِ اللهِ لِقَساوَةِ قُلوبِهِم.
[19] فلَمَّا فَقَدوا كُلَّ حِسّ اِستَسلَموا إِلى الفُجور فانغَمَسوا في كُلِّ فاحِشَةٍ مُستَهتِرين.
[20] أَمَّا أَنتُم فما هٰكذا تَعَلَّمتُمُ المسيح،
[21] إِذا كُنتُم أُخبِرتُم بِه وفيه تَلقَّيتُم تَعْليمًا مُوافِقًا لِلحَقيقَةِ الَّتي في يسوع،
[22] أَي أَن تُقلِعوا عن سيرَتِكُمُ الأُولى فتَخلَعوا الإِنسانَ القَديمَ الَّذي تُفسِدُه الشَّهَواتُ الخادِعة،
[23] وأَن تَتَجَدَّدوا بِتَجَدُّدِ أَذهانِكمُ الرُّوحِيّ
[24] فَتَلبَسوا الإِنسانَ الجَديدَ الَّذي خُلِقَ على صُورَةِ اللهِ في البِرِّ وقَداسةِ الحَقّ.
[25] ولِذٰلِك كُفُّوا عنِ الكَذِب «ولْيَصدُقْ كُلٌّ مِنكُم قَريبَه»، فإِنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض.
[26] «إِغضَبوا، ولٰكن لا تَخطَأُوا»، لا تَغرُبَنَّ الشَّمْسُ على غَيظِكم.
[27] لا تَجعَلوا لإِبليسَ سَبيلاً.
[28] مَن كانَ يَسرِقُ فلْيَكُفَّ عنِ السَّرِقَة، بلِ الأَولى بِه أَن يَكُدَّ ويَعمَلَ بِيَدَيه بِنَزاهة لِكَي يَحصُلَ على ما يَقسِمُه بَينَه وبَينَ المُحْتاج.
[29] لا تَخرُجَنَّ مِن أَفْواهِكم أَيَّةُ كَلِمَةٍ خَبيثَة، بل كُلُّ كَلِمةٍ طَيِّبَةٍ تُفيدُ البُنْيانَ عِندَ الحاجة وتَهَبُ نِعمَةً لِلسَّامِعين.
[30] ولا تُحزِنوا رُوحَ اللهِ القُدُّوسَ الَّذي به خُتِمتُم لِيَومِ الفِداء.
[31] أَزيلوا مِن بَينِكم كُلَّ شَراسةٍ وسُخْطٍ وغَضَبٍ وصَخَبٍ وشَتيمة وكُلَّ ما كانَ سُوءًا.
[32] لِيَكُنْ بَعضُكم لِبَعضٍ مُلاطِفًا مُشفِقًا، ولْيَصفَحْ بَعضُكم عن بَعضٍ كما صَفَحَ اللهُ عنكم في المسيح.