< سفر التثنية 3

Listen to this chapter • 4 min
[1] ثُمَّ تَحَوَّلْنا فصَعِدْنا في طريقِ باشان، فخَرَجَ لِمُلاقاتِنا عوج، مَلِكُ باشان، بِكُلِّ شَعبِه لِلقِتالِ في أَدْرَعي.
[2] فقالَ لِيَ الرَّبّ: لا تَخَفْه، فإِنِّي قد أَسلَمتُه إِلى يَدِكَ، هو وكُلَّ شَعبِه وأَرضَه، فتَصنَعُ بِه كما صَنَعتَ بِسيحون، مَلِكِ الأَمورِيِّين، الَّذي كانَ مُقيمًا بِحَشْبون.
[3] فأَسلَمَ الرَّبُّ إِلٰهُنا أَيضًا إِلى أَيدينا عُوجًا، مَلِكَ باشان، وكُلَّ شَعبِه، فضَرَبْناه حتَّى لم يَبْقَ لَه باقٍ.
[4] وٱستَولَينا على جَميعِ مُدُنِه في ذٰلك الوَقْت، ولم تَكُنْ هُناكَ مَدينةٌ لم نأخُذْها مِنهم: سِتُّونَ مَدينةً، كُلُّ مِنطَقةِ أَرْجوب، مَملَكةُ عوجٍ في باشان،
[5] وهٰذه كُلُّها مُدُنٌ مُحَصَّنةٌ بِأَسوارٍ عالِيَةٍ وأَبْوابٍ ومَزاليج، ما عدا مُدُنَ الأَرْيافِ الكَثيرةَ جِدًّا.
[6] فحَرَّمْناهما كما فَعَلْنا بِسيحون، مَلِكِ حَشْبون، مُحَرَّمينَ كُلَّ مَدينةٍ، رِجالَها ونِساءَها وأَطْفالَها.
[7] وأَمَّا البَهائمُ وغَنيمةُ المُدُن، فغَنِمْناها لأَنفُسِنا.
[8] وأَخَذْنا في ذٰلك الوَقْتِ مِن أَيدي مَلِكَيِ الأَمورِيِّينَ الأَرضَ الَّتي في عِبْرِ الأُردُنّ، مِن وادي أَرْنون إِلى جَبَلِ حَرْمون
[9] (وحَرْمونُ يُسَمِّيه الصَّيدونِيُّونَ سِرْيون، والأَمورِيُّونَ يُسَمُّونَه سَنير):
[10] جَميعَ مُدُنِ الهَضْبَةِ وكُلَّ جِلْعاد وكُلَّ باشان، إِلى سَلْكَةَ وأَدْرَعي، مَدينَتَي مَملَكَةِ عوجٍ في باشان.
[11] (وعوجٌ هٰذا هو وَحدَه بَقِيَ مِنَ الرَّفائِيِّين، وسَريرُه سَريرٌ مِن حَديد، أَوَلَيسَ هو في رَبَّةَ بَني عَمُّون؟ طولُه تِسْعُ أَذرُعٍ وعَرضُه أَربَعُ أذرُعٍ بِذِراعِ الرَّجُل).
[12] وهٰذه الأَرضُ وَرِثْناها في ذٰلك الوَقتِ، مِن عَروعيرَ الَّتي على وادي أَرْنون، وأَعطَيتُ نِصفَ جَبَلِ جِلْعادَ بِمُدُنِه لِلرَّأُوبينِيِّينَ والجادِيِّين.
[13] وباقي جِلْعادَ وكُلُّ باشان، مَملَكةِ عوج، أَعطَيتُهما لِنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى (مِنطَقَةَ أَرْجوبَ كُلَّها وأَرضَ باشانَ كُلَّها، وتُسَمَّيانِ أَرضَ الرَّفائِيِّين.
[14] فأَخَذَ يائيرُ بنُ مَنَسَّى مِنطَقَةَ أَرْجوبَ كُلَّها، إِلى حُدودِ الجَشورِيِّينَ والمَعكِيِّين، وسَمَّى باشانَ بٱسمِه، أَي مَزارِعَ يائير، إِلى يَومِنا هٰذا).
[15] وأَعطَيتُ جِلْعادَ لِماكير،
[16] وأَعطيتُ الرَّأُوبِينِيِّينَ والجادِيِّينَ مِن جِلْعادَ إِلى وادي أَرْنون، إِلى وَسَطِ الوادي وهو حُدودٌ لهم، وإِلى وادي يَبُّوق، وهو حُدودُ بَني عَمُّون،
[17] والعَرَبَةَ والأُردُنَّ الَّذي هو حُدودٌ لَهم، مِن كِنَّارَت إِلى بَحرِ العَرَبَة، بَحرِ المِلْحِ، عِندَ سُفوحِ الفِسجَةِ شَرْقًا.
[18] وأَمَرتُكم في ذٰلك الوَقتِ قائلًا: إِنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكم قد أَعْطاكم هٰذه الأَرضَ لِتَرِثوها، فٱعبُروا مُسَلَّحينَ قُدَّامَ إِخوَتِكم بَني إِسْرائيل، كُلُّ رَجُلِ حَرْب،
[19] إِلاَّ نِساءَكم وأَطْفالَكم وماشِيَتَكم (فإِنِّي أَعلَمُ أَنَّ لَكم ماشِيَةً كَثيرة)، فلْيُقيموا في مُدُنِكمُ الَّتي أَعطَيتُكم إِيَّاها،
[20] إِلى أَن يُريحَ الرَّبُّ إِخوَتَكم مِثْلَكم ويَرِثوا هم أَيضًا الأَرضَ الَّتي يُعطيهمِ الرَّبُّ إِلٰهُكم إِيَّاها في عِبرِ الأُردُنّ، ثُمَّ تَرجِعونَ، كُلٌّ إِلى ميراثِه الَّذي أَعطَيتُكم إِيَّاه.
[21] وأَمَرتُ يَشوعَ في ذٰلكَ الوَقتِ قائِلًا: قد رأَت عَيناكَ كُلَّ ما صَنَعَ الرَّبُّ إِلٰهُكم بهٰذَينِ المَلِكَين، وكذٰلك سَيَصنَعُ الرَّبُّ بِجَميعِ المَمالِكِ الَّتي أَنتَ عابِرٌ إِلَيها.
[22] فلا تَخافوهم، فإِنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكم هو المُقاتِلُ عنكُم.
[23] وتَضَرَّعتُ إِلى الرَّبِّ في ذٰلك الوَقتِ قائلًا:
[24] أَيُّها الرَّبُّ الإلٰه، قدِ ٱبتَدَأتَ أَن تُرِيَ عَبدَكَ عَظَمَتَكَ ويَدَكَ القَوِيَّة، فمَن هو الإِلٰهُ في السَّماءِ والأَرضِ الَّذي يَصنَعُ مِثلَ أَعْمالِكَ وجَبَروتِكَ؟
[25] دَعْني أَعبُرُ فأَرى الأَرضَ الطَّيِّبَةَ الَّتي في عِبرِ الأُردُنّ، وأَرى هٰذا الجَبَلَ الطَّيِّبَ ولُبْنان.
[26] ولٰكِن غَضِبَ الرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكم ولَم يَسمَعْ لي، بل قالَ لِيَ الرَّبّ: كفاك! لا تَزِدْ في الكَلامِ معي في هٰذا الأَمْر،
[27] لٰكِنِ ٱصعَدْ إِلى قِمَّةِ الفِسْجَة وٱرفَعْ عَينَيكَ غَرْبًا وشَمالًا وجَنوبًا وشَرْقًا، وٱنظُرْ بِعَينَيكَ، لأَنَّكَ لن تَعبُرَ هٰذا الأُردُنّ.
[28] ومُرْ يَشوعَ وشَدِّدْه وقَوِّه، فإِنَّه هو يَعبُرُ أَمامَ هٰذا الشَّعبِ ويورِثُه الأَرضَ الَّتي تَراها.
[29] ثُمَّ أَقَمْنا في الوادي تُجاهَ بَيتَ فَغور.