< رسالة كولوسي 2

Listen to this chapter • 2 min
[1] إِنِّي أُريدُ أَن تَعلَموا أَيَّ جهادٍ أُجاهِدُ مِن أَجْلِكم ومِن أَجْلِ الَّذينَ هم في اللاَّذِقِيَّة ومِن أَجْلِ سائِرِ الَّذينَ لم يَرَوني بِعُيونِهِم،
[2] كَيما تَتَشَدَّدَ قُلوبُهم وتَتَوَثَّقَ أَواصِرُ المَحبَّةِ بَينَهم فيَبلُغوا مِنَ الإِدراكِ التَّامِّ أَعظَمَ مَبلَغٍ يُمَكِّنُهم مِن مَعرِفَةِ سِرِّ الله، أَعْني المسيح،
[3] فقَدِ ٱستَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة.
[4] أَقولُ هٰذا لِئَلاَّ يَخدَعَكم أَحَدٌ بِكَلامٍ مُمَوَّه،
[5] فإِنِّي، وإِن كُنتُ غائِبًا عَنكم بِجَسدي، فأَنا معَكم بِرُوحي، أَفرَحُ بِما أَرى مِن نِظامٍ عِندَكم ومِن ثَباتٍ في إِيمانِكم بِالمسيح.
[6] فكما تَقبَّلتُمُ الرَّبَّ يسوعَ المسيح، سيروا فيه،
[7] مُتَأَصِّلينَ فيه ومُتَأَسِّسينَ علَيه ومُعتَمِدينَ على الإِيمانِ الَّذي تَلَقَّيتُموه وفائِضينَ شُكرًا.
[8] إِيَّاكم أَن يأسِرَكم أَحَدٌ بِالفَلسَفَة، بِذٰلِك الخِداعِ الباطِلِ القائِمِ على سُنَّةِ النَّاسِ وأَركانِ العالَم، لا على المسيح.
[9] ففِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولاً جَسَدِيًّا،
[10] وفيه تَكونونَ كامِلين. إِنَّه رَأسُ كُلِّ صاحِبِ رِئاسةٍ وسُلْطان.
[11] وفيه خُتِنتُم خِتانًا لم يَكُنْ فِعْلَ الأَيْدي، بل بِخَلْعِ الجَسَدِ البَشَرِيّ، وهو خِتانُ المسيح.
[12] ذٰلِكَ أَنَّكم دُفِنتُم معَه بِالمَعْمودِيَّة وبِها أَيضًا أُقِمتُم معه، لأَنَّكم آمَنتُم بِقُدرَةِ اللهِ الَّذي أَقامَه مِن بَينِ الأَموات.
[13] كُنتُم أَمواتًا أَنتُم أَيضًا بِزَلاَّتِكم وقَلَفِ أَجسادِكم فأَحياكُمُ اللهُ معَه وصَفَحَ لَنا عن جَميعِ زَلاَّتِنا.
[14] ومَحا ما كانَ علَينا مِن صَكٍّ وما فيه مِن أَحْكامٍ وأَزالَ هٰذا الحاجِزَ مُسَمِّرًا إِيَّاه على الصَّليب،
[15] وخَلَعَ أَصحابَ الرِّئاسةِ والسُّلْطان وشَهَّرَهم فسارَ بِهِم في رَكْبِه ظافِرًا.
[16] فلا يَحكُمَنَّ علَيكم أَحَدٌ في المَأكولِ والمَشروب أَو في الأَعيادِ والأَهِلَّةِ والسُّبوت،
[17] فما هٰذه إِلاَّ ظِلُّ الأُمورِ المُستَقبَلة، أَمَّا الحَقيقَةُ فهي جَسَدُ المسيح.
[18] ولا يَحرِمَنَّكم أَحَدٌ إِيَّاها رَغبَةً مِنه في التَّخَشُّع وفي التَّعبُّدِ لِلمَلائِكَة، فهو يُنعِمُ النَّظَرَ فيما يراه، وذِهنُه البَشَرِيُّ يَجعَلُه يَنتَفِخُ مِنَ الكِبرِياءِ بِأَوهامِه،
[19] غَيرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأسِ الَّذي بِه الجَسَدُ كُلُّه، بما فيه مِن أَوصالٍ ومفاصِلَ يَلتَحِمُ بِها، يَنمو النُّمُوَّ الَّذي يَأْتيه مِنَ الله.
[20] فأَمَّا وقَد مُتُّم مع المسيح عن أَركانِ العالَم، فما بالُكم، كما لو كُنتُم عائِشينَ في العالَم، تَخضَعونَ لِمِثْلِ هٰذه النَّواهي:
[21] «لا تَأخُذْ، لا تَذُقْ، لا تَمَسّ»،
[22] وتلكَ الأَشياءُ كُلُّها تَؤُولُ بِالاِستِعمالِ إِلى الزَّوال؟ إِنَّها وَصايا ومَذاهِبُ بَشَرِيَّة
[23] لَها ظاهِرُ الحِكمَةِ لما فيها مِن نَفْلٍ وتَخَشُّعٍ وتَقَشُّف، ولٰكِن لا قيمةَ لَها لأَنَّها غَيرُ صالِحةٍ إِلاَّ لإِرضاءِ الهَوى البَشَرِيّ.